تعتبر جمعية "الوفاء" بالقرارة ولاية غرداية من الجمعيات الفاعلة، حيث استطاعت أن تخدم المرأة من خلال تمكينها من مختلف النشاطات والتكوينات بها، وتمكنت من إيصال انشغالات المواطنين للسلطات المحلية وحل أغلب الإشكالات، وتعمد إلى إحياء المناسبات الدينية والوطنية من خلال مختلف الأنشطة التي تعكس جهد أعضاء الجمعية، "المساء" نزلت ضيفة عليها ونقلت لكم تفاصيل نشاطاتها مع رئيسها شيح أحمد مصطفى. تمكنت جمعية "الوفاء" الاجتماعية بفضل الجهد الكبير الذي يبذله أعضاؤها في سبيل مساعدة أهل الحي والمنطقة من اكتساب الثقة منذ تاريخ تأسيسها سنة 1993، حسبما أشار إليه السيد شيح أحمد مصطفى، إذ تسعى إلى تقريب المواطن من الإدارة، من خلال حمل انشغالات سكان الحي إلى السلطات التي تم بموجبها التقدم بنسبة 60 بالمائة، حيث تم تعبيد الشوارع وإدخال الكهرباء، كما باتت الجمعية تنسق مع المواطنين والمكتب البلدي للصحة في حملات التنظيف وهنا يشرح السيد مصطفى "القرارة منطقة صحراوية، وتسمى "مثلث الموت"، لأن العقارب على مستواها كثيرة، وأية غفلة من المواطنين مثلا كترك الحجارة وعدم تصفية الشوارع منها يساعد على تربية العقارب تحتها، لهذا نعمل على إبادة العدو قبل دخول فصل الصيف الذي يبدأ يوم 1 أفريل بالصحراء". وفيما يخص النشاطات المختلفة للجمعية، قال محدثنا: "بالنسبة للجناح النسوي، فتحنا أقساما تحضيرية وأخرى خاصة بمحو الأمية وقد درست لدينا 1200 امرأة. وهناك سيدات وصلنا إلى مستويات عالية في الدراسة وحصلن على ديبلومات، وقد فتحنا هذه السنة قسما للإنجليزية استجابة لطلب السيدات، كما أدخلنا الأنترنت حتى يتسنى لهن البحث بأريحية، وورشة للخياطة، الحياكة والطرز بالتنسيق مع مديرية التكوين المهني. وهي نشطة، ولدينا حاليا خمسة سيدات يعكفن على تعليم الأخريات فنون "الفصالة" والخياطة، ففي كل أواخر شهر ماي أو جوان، وخلال احتفالات عيد الاستقلال نقيم معارض خاصة بالورشات النسوية للتعريف بنشاط السيدات في الخياطة والنسيج سعيا منا للحفاظ على موروثنا في الزربية والنسيج، كما نسمح باقتناء المنتوجات بعد اكتمال العرض بغرض إفادتهن ماديا". وأضاف رئيس الجمعية قائلا: "الجمعية تعتني بالمرأة وترافقها من فترة الصباح إلى المغرب، إذ وسعنا نشاطها أيضا من خلال تعليم الفتيات فن الطبخ والحلويات، حيث جاد المحسنون بفرن، هن يستعملنه، أما في الليل فتخدم الجمعية الشباب وتعمل على توعيتهم حيال مختلف الأخطار التي تهددهم كالمخدرات لدفع شرها عنهم، كما يمكنهم ممارسة الرياضة به، خاصة أننا نملك العديد من القاعات، علما أن المقر ملك للجمعية التي استفادت من قطعة أرض بعد زيارة السيدة مشرنن، وزيرة التضامن سابقا، للمنطقة". واسترسل السيد الشيخ قائلا؛ "الفضل لله تعالى أولا ولسكان الحي ثانيا الذين أعطوا الجمعية الدعم المعنوي، كما ساهموا إلى جانب المحسنين بما يقدرون عليه، ومن بينهم أهلنا بالشمال الذين يرسلون الأقمشة التي توزع على المعوزين خلال مختلف المواسم لخياطتها، كما نساهم خلال الدخول المدرسي بتوزيع المحافظ والأدوات المدرسية على المحتاجين، وننتهج أسلوبا خاصا خلال شهر رمضان الكريم، إذ نقوم بإحصاء الفقراء بعدد أفراد العائلات، ثم نسجل العائلات المحتاجة، بحيث يتكفل الأغنياء بإطعام الفقراء من خلال تكليفهم بتحضير الوجبة، وتعكف اللجنة على توزيعها من دون أن يعرف الفقير من أين أتته ولا يعرف الغني لمن أعطاها". يعتبر الشيح مصطفى نائب رئيس مكتب فرع الهلال الأحمر الجزائري بالقرارة، لهذا حرص على تعزيز الجناح النسوي للجمعية لجنة المسعفات من خلال تكوين مسعفات، يقول؛ "كنا في وقت سابق في الأعراس إذا أصيبت المرأة بوعكة نطلب إخلاء الطريق لمرور الرجال من أجل إسعافها أو حملها إلى المستشفى، وقد تمكنا من تكوين 495 مسعفة استفادت من الندوات المنظمة من قبل الحماية المدنية، خاصة فيما يخص طرق استعمال الغاز ومخاطره. واستطعنا النجاح في مشروع مسعف في كل بيت. وأضاف المتحدث قائلا؛ "الذكور أيضا استفادوا من الدورات التكوينية في الإسعاف، وقمنا بالتنسيق مع كل من لجنة ورقلة، تماسين ووادي سوف للذهاب إلى تمنراست ومساعدة المحتاجين".