دعا الدكتور والوزير السابق للتخطيط والاستشراف، بشير مصيطفى، أمس، إلى ضرورة التوجه سريعا إلى الرؤية الاستراتيجية والتخطيط المستقبلي، وإدراج العلم في مخطط النمو وجعله الوسيلة الوحيدة لتحدي المشاكل العالقة التي ستتعقد أكثر بعد عشرين سنة القادمة، خاصة أن عدد سكان الجزائر يتوقع أن يصل إلى55 مليون نسمة. وأوضح مصيطفى، خلال تدخله بمناسبة احتفال بلدية القبة بيوم العلم بقاعة المحاضرات، إلى أهمية العلم في تطور الأمم وتغلبها على مختلف المصاعب، مشيرا إلى أن الجزائر قادرة على مواجهة تحدي ارتفاع عدد السكان وما يصاحبه من مطالب في النمو للسنوات القادمة، إذا أدرجت العلم في مخطط النمو والتحضير لانجاز مدن جديدة والتعليم الالكتروني واعتماد منظومة تربوية جديدة وإدخال العلم في عمل مختلف الهيئات، ضاربا المثل بالدول التي تقدمت بالعلم، رغم أنها ليست منتجة للنفط. وفي تصريح ل«المساء"على هامش الاحتفال، ذكر المتحدث أن الجزائر مقبلة على نموذج نمو جديد يختلف جذريا عن النموذج النمو القديم، الذي يحتوي على نموذجين، هما نموذج نمو صناعي كان في السبعينات والثمانينات، ومبني على الصناعات، ونموذج مبني على المحروقات كان سائدا في الثمانينات والسبعينات إلى غاية سنة 2000، مشيرا إلى أنه ومع انخفاض أسعار النفط وتأخر القطاع الصناعي، يجب اعتماد نموذج ثالث مبني على التنوع القائم على المعرفة والعلم والبحث العلمي والموارد البشرية، تكوين مدراء الإدارات والمسيرين وكل ما له محتوى معرفة وعلم، عوضا من النموذج الحالي الذي فيه محتوى ريعي أكثر من المعرفي. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مصيطفى على ضرورة تثمين كل ما هو معرفي،وجعل المدرسة الجزائرية المستقبلية وبدون نقاش تنسجم مع نموذج النمو الجديد المبني على تنويع الاقتصاد، مشيرا إلى أن التحدي بالنسبة إلينا في الخمسة عشر سنة المقبلة، هو الخروج من مرحلة الدولة السوق السائدة في الدول العربية إلى الدولة الصاعدة، المبنية على العلم والمعرفة مثل الصين وكوريا الجنوبية، البرازيل، الهند وروسيا التي حققت تطورا رغم أنها لا تملك النفط، لان نموذج نموها مبني على المعرفة" ونحن نموذج نمونا لا توجد فيه الكثير من المعرفة". وفي هذا الصدد، دعا الخبير الاقتصادي إلى ضرورة إدخال التعليم الذي يؤهل تلميذ المستقبل لمختلف القطاعات، خاصة أن للجزائر حاليا 14قطاعا اقتصاديا، ثلاثة فقط منها قطاعات تتحرك، وهي الأشغال العمومية والبناء والتجارة، بينما القطاعات الأخرى الإحدى عشرة، فهي راكدة وأن المفتاح الأساسي لتحقيق التطور هو العلم والمعرفة، وإصلاح التعليم الذي يتراجع مستواه، واعتماد تخصصات حية نحتاجها في المستقبل والابتعاد عن التخصصات الميتة والتكوين لأجل بناء مستقبل الدولة الصاعدة، خاصة أن عدد سكان الجزائر يتوقع أن يبلغ 55 مليون نسمة بعد عشرين سنة، وهذا تحدي كبير، يتطلب الإسراع في اعتماد نموذج مبني على العلم، "ولا سوف نصطدم بمشكلات معقدة جدا يصعب حلها،لان لدينا موارد ويمكن حل هذه المشاكل إذا عرفنا كيف نخطط لاستراتيجية مستقبلية مبنية على العلم والمعرفة". من جهتها، أشارت النائب بالمجلس الشعبي الوطني سميرة براهيمي إلى ضرورة الاهتمام بفئتي الأطفال والشباب والتكفل بهذا الجيل وتحفيزه على العلم والمعرفة،لإبعاده عن خطر الآفات الاجتماعية اقتداء بالعلامة ابن باديس الذي يحتفل بتاريخ وفاته في16افريل من كل سنة. يذكر أن الحفل الذي نظمته بلدية القبة كان ثريا من حيث النشاطات التي شارك فيها تلاميذ عدة مدارس منها أناشيد ومسرحيات وقصائد شعرية.