أكد كاتب الدولة الأسبق لدى الوزير الأول بشير مصيطفى، بأن التحديات التنموية للجزائر تدفع إلى التخطيط عن بعد والى انتهاج أسلوب متجدد في التعاطي مع موضوعات النمو. وأضاف مصيطفى في محاضرة له أمس، احتضنتها دار الثقافة هواري بومدين بسطيف – تحت عنوان (دور الشباب الجزائري في الثلث الأول من القرن الواحد والعشرين) بمناسبة إحياء اليوم، بأن الشباب هو المعني الأول بالتخطيط للمستقبل لسببين اثنين، الأول ديمغرافي ويخص معدل عمر الشعب الجزائري الذي هو 27 سنة أي عمر الشباب، والثاني استراتيجي يخص المستقبل القريب للجزائر وهو مستقبل يبشر بتحولات مهمة على صعيد معطيات النمو. وقدم كاتب الدولة الأسبق في محاضرته خطة عمل طموحة لإدماج فئة الشباب الجزائري في صناعة مستقبلهم من خلال تسعة أدوار رئيسة تشمل منظومات محددة تتمثل في المنظومة الجمعوية، العلمية، المعرفية، التربوية، الإنتاجية والمنظومة الأخلاقية، الحضارية ومنظومة التفكير الاستراتيجي. وفي تقديمه لخطة صناعة مستقبل الجزائر نوه مصيطفى بالمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية للجزائر والتي تناسب فترة ما قبل النشوء وتسمح للبلاد بتصميم وتنفيذ رؤية اللحاق بالدول الصاعدة في آفاق العام 2030 ، ومن تلك المؤشرات قاعدة النمو وأهمية الفئة النشطة من سكان الجزائر والتي تشكل نسبة 60 بالمائة من السكان إضافة إلى جهوزية تلك الفئة للتحول إلى (رأس مال بشري ) يدعم رأس المال المالي والمادي الذي تزخر به البلاد بشرط أن يتحمل الشباب المسؤولية المعنوية والفنية الكاملة في رسم مستقبله بكل يقظة وإستراتيجية . وعن تلك المسؤولية أضاف المحاضر بأن الثلث الأول من القرن الحالي ( القرن الواحد والعشرين ) قد صنف الدول إلى 03 أصناف هي : الدول الاستراتيجية ( المتقدمة )، الدول التنموية ( الصاعدة ) والدول السوق ( النامية )، وأن هذا التصنيف الجديد يكون قد نجم عن تطور تكنولوجيا المعلومات التي ساعدت بدورها على تطور طرق اليقظة والاستشراف، ومن هنا صار لزاما على الدول التخطيط عن بعد لفترات تتجاوز الثلاثين سنة ما يؤكد فرضية إدماج الشباب في كل مسعى تنموي -يضيف مصيطفي- .