ركّز الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد على "أهمية ودور الأمازيغية في تعزيز اللحمة الوطنية"، معتبرا أنّه "لا يمكن ربط أو حصر هذه اللغة في منطقة معينة"، وقال في منتدى الإذاعة أنّ المحافظة تسعى إلى "ترقية الأمازيغية في الجزائر دون تفرقة أو إقصاء من حيث هي رافد من روافد التراث الذي يتقاسمه الشعب الجزائري مثلما أكد عليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالته بمناسبة إحياء يوم العلم". وأكّد عصاد أنّ دسترة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية "سيجعلها في مأمن من التوظيف الإيديولوجي والسياسي"، كما دعا إلى "إدراج يناير في رزنامة الأعياد الوطنية والرسمية من خلال إعادة النظر في القانون المحدد لهذه الأعياد، وكذا العمل من أجل أن تصنّف اليونسكو يناير تراثا عالميا غير مادي". وأشار إلى أنّ "الوقت قد حان" لوضع مشاريع هيكلية وعصرية لترقية الأمازيغية بعد أن أصبحت لغة وطنية ورسمية في التعديل الدستوري الأخير، مشيرا إلى أنّ المحافظة "تسعى جاهدة لتدشين مرحلة جديدة ناجمة عن ترسيم الأمازيغية لغة وطنية ورسمية في التعديل الدستوري الأخير من خلال وضع استراتيجية واضحة المعالم لترقية هذه اللغة"، وأضاف أنه منذ الإعلان عن دسترة الأمازيغية "عملت المحافظة السامية للأمازيغية على وضع برنامج سنوي يتلاءم مع هذا الإجراء". وشدّد في هذا الإطار على "أهمية تهيئة جميع الظروف الملائمة لضمان انطلاقة قوية للأكاديمية التي نص عليها التعديل الدستوري لتعمل في ظروف جيدة وتكون مكملة لجهود المؤسسات الأخرى كالمحافظة السامية للأمازيغية"، وأبرز "أهمية تعزيز الشراكة مع مختلف الدوائر الوزارية لترقية اللغة الأمازيغية"، داعيا في هذا الإطار إلى "إعادة النظر في بعض النصوص القانونية كالقانون التوجيهي للتربية الوطنية الذي لا ينص في صيغته الحالية على إجبارية تعلم اللغة الأمازيغية في الطور الابتدائي". وفي هذا الشأن، ذكر السيد عصاد أنّ عدد الولايات التي تدرس بها هذه اللغة "كان 11 ولاية في 2014 لينتقل إلى 22 ولاية خلال الموسم الدراسي الحالي"، مضيفا أنّ هذا العدد "سيرتفع إلى 32 ولاية في الموسم الدراسي المقبل من خلال تخصيص أزيد من 500 منصب مالي"، وأضافت أنّ اللغة الامازيغية دخلت الفضاء الجامعي في 1990، ومنذ ذلك التاريخ وإلى غاية 2016 "تمّ إحصاء 6029 حاصل على شهادة ليسانس في الأمازيغية و130 على شهادتي الماجستر والدكتوراه". وبخصوص الاحتفال بالربيع الأمازيغي المصادف لليوم 20 أفريل، سطّرت المحافظة السامية للأمازيغية برنامجا ثريا، فإلى جانب تنظيم ملتقى دولي في 20 أوت القادم حول القائد الأمازيغي يوغرطة، سيتميّز باحتضان مقر المحافظة لمنتدى متبوع بنقاش بعنوان "تمازيغت تورا" (تمازيغت الآن) سيستقبل اليوم مشروع "أوّل قسم افتراضي" لتعليم الأمازيغية عبر الانترنت بالتعاون مع مؤسسة إيزي ايدوكايشن (التعليم السهل) لقسنطينة. وسيتبع هذا المنتدى بفتح مركز التوثيق الأمازيغي "من أجل تمكين الباحثين والطلبة من الاستفادة من مجموعة توثيقية ثرية تم جمعها وجردها منذ سنوات"، مؤكّدا أنّه علاوة على مجموعة الكتب والدوريات سيتم تزويد هذا المركز بقاعة فيديو وقاعة صور وقاعة صوتية ومجموعة أرشيفية. أما الحدث الهام الآخر المرتقب خلال هذه الاحتفالات فيتمثل في تنظيم ندوة حول موضوع "أصل أسماء الأماكن والقبائل والأشخاص في الجزائر"، وذلك في 21 أفريل بالمدرسة العليا للفنون الجميلة "أحمد ورابح عسلة" ينشّطها فريد بن رمضان الحاصل على دكتوراه في علم اللغة وأستاذ جامعي ومختص في دراسة أسماء الأعلام وتكون هذه الندوة مسبوقة بتدشين معرض من إنجاز الطلبة. في نفس السياق، ستكرس المحافظة السامية للأمازيغية بالتعاون مع مخبر إعداد وتعليم اللغة الأمازيغية بجامعة "مولود معمري" بتيزي وزو ملتقى دوليا لرائد الرواية الأمازيغية الحديثة بلعيد آيت علي تحت عنوان "بلعيد آيت علي (1909-1950) كاتب وأعمال تستحق (إعادة) القراءة"، وذلك من 24 إلى 26 أفريل بدار الثقافة "مولود معمري" بتيزي وزو. كما ستقوم المحافظة على هامش هذا اللقاء بتنظيم ورشات سيتم تخصيص الأولى منها للكتاب حول "تقنيات كتابة القصص والروايات" والثانية فتتعلّق ب"المترجمين الرسميين من أجل إقرار مبادرة المحافظة السامية للأمازيغية المتمثلة في ترجمة الدستور المعدل إلى اللغة الأمازيغية ونصوص أساسية أخرى للدولة الجزائرية".