أكد الأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية، سي الهاشمي عصاد، اليوم الإثنين، أن "الوقت قد حان" لوضع مشاريع هيكلية وعصرية لترقية الأمازيغية بعد أن أصبحت لغة وطنية ورسمية في التعديل الدستوري الأخير. وأوضح السيد عصاد لدى نزوله ضيفا على منتدى الإذاعة الوطنية أن مؤسسته "تسعى جاهدة لتدشين مرحلة جديدة ناجمة عن ترسيم الأمازيغية لغة وطنية ورسمية في التعديل الدستوري الأخير من خلال وضع استراتيجية واضحة المعالم لترقية هذه اللغة". وأضاف أنه منذ الإعلان عن دسترة الأمازيغية "عملت المحافظة السامية للامازيغية على وضع برنامج سنوي يتلاءم مع هذا الإجراء". كما شدد على "أهمية تهيئة جميع الظروف الملائمة لضمان إنطلاقة قوية للأكاديمية التي نص عليها التعديل الدستوري لتعمل في ظروف جيدة وتكون مكملة لجهود المؤسسات الأخرى كالمحافظة السامية للامازيغية". وشدد ضيف الإذاعة الوطنية على "أهمية ودور الأمازيغية في تعزيز اللحمة الوطنية"، معتبرا أنه "لا يمكن ربط أو حصر هذه اللغة في منطقة معينة". وقال أن مؤسسته تسعى إلى "ترقية الأمازيغية في الجزائر دون تفرقة أو إقصاء من حيث هي رافد من روافد التراث الذي يتقاسمه الشعب الجزائري مثلما أكد عليه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في رسالته بمناسبة إحياء يوم العلم"، مشيرا الى أن دسترة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية "سيجعلها في مأمن من التوظيف الإيديولوجي والسياسي". وبخصوص تعميم تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس على مستوى مختلف ولايات الوطن، ذكر السيد عصاد أن عدد الولايات التي تدرس بها هذه اللغة "كان 11 ولاية في 2014 لينتقل إلى 22 ولاية خلال الموسم الدراسي الحالي"، مضيفا أن هذا العدد "سيرتفع إلى 32 ولاية في الموسم الدراسي المقبل من خلال تخصيص أزيد من 500 منصب مالي". وعن تواجد الأمازيغية بالفضاء الجامعي، ذكر السيد عصاد أنها دخلت إلى هذا الفضاء في 1990، مشيرا إلى أنه منذ ذلك التاريخ وإلى غاية 2016 "تم إحصاء 6029 حاصل على شهادة ليسانس في الأمازيغية و 130 على شهادتي الماجستر والدكتوراه". وأبرز الأمين العام للمحافظة على "أهمية تعزيز الشراكة مع مختلف الدوائر الوزارية لترقية اللغة الأمازيغية"، داعيا في هذا الإطار إلى "إعادة النظر في بعض النصوص القانونية كالقانون التوجيهي للتربية الوطنية الذي لا ينص في صيغته الحالية على إجبارية تعلم اللغة الأمازيغية في الطور الإبتدائي". كما دعا إلى "إدراج يناير (رأس السنة الأمازيغية) في رزنامة الأعياد الوطنية والرسمية من خلال إعادة النظر في القانون المحدد لهذه الأعياد"، مطالبا أيضا من مختلف الدوائر الوزارية المعنية "العمل من أجل أن تصنف اليونسكو يناير ثراثا عالميا غير مادي". وعن سؤال حول ما إذا تم تحديد الحرف الذي ستكتب به الأمازيغية (لاتيني أو عربي أو تيفيناغ)، أكد السيد عصاد أنه "سيتم الفصل في هذه المسألة من طرف الأكاديمية التي ستنشأ لاحقا". وبخصوص الإحتفال بالربيع الأمازيغي المصادف ليوم 20 أفريل، أوضح ضيف الإذاعة أن مؤسسته "سطرت بهذه المناسبة برنامجا ثريا في مستوى الطموحات والتحديات الراهنة"، معلنا في هذا الإطار عن تدشين مركز التوثيق الأمازيغي ليكون "فضاءا للباحثين والصحفيين والمختصين" في هذا المجال. وأعلن بالمناسبة عن تنظيم ملتقى دولي في 20 أوت القادم حول القائد الأمازيغي يوغرطة. من جهة أخرى، دعا السيد عصاد الخواص إلى "المساهمة في ترقية اللغة الأمازيغية"، مطالبا أيضا الجرائد الوطنية ب"تخصيص صفحتين باللغة الأمازيغية على الأقل مرة واحدة كل أسبوع"، مشيدا في هذا السياق بتجربة وكالة الأنباء الجزائرية من خلال إستعمالها منذ 2015 للأمازيغية كإحدى اللغات المستعلمة على موقعها الإلكتروني.