أشرف وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، أول أمس، على مراسم عملية تسليم مشعل تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" لمدينة "صفاقس" بحضور نظيرته التونسية سنيا مبارك بقاعة العروض الكبرى أحمد باي "الزينيت". أثنى السيد الوزير على النجاحات والإنجازات والمكاسب التي حققتها مدينة قسنطينة بفضل هذا الموعد الهام طيلة سنة كاملة والتي ستتواصل لسنة أخرى، بما أن تونسوالجزائر بلد واحد، فالبلدان يشكلان جزءا لا يتجزأ تاريخيا وثقافيا، كما أن سنة صفاقس ستكون حافلة بالتنوع والثراء الفني والثقافي وتعزز العلاقة أكثر بين الشعبين، جازما بأن يكون الأسبوع الثقافي الجزائري هناك أكثر نجاحا وتجسيدا لكل الروابط على أرض الواقع. من جهتها، تحدثت وزيرة الثقافة التونسية السيدة سنيا مبارك عن قدرة تونس على إنجاح تظاهرة صفاقس، رغم المشاكل والعراقيل الكثيرة التي تصادفهم، سواء من الناحية الأمنية التي تعرفها تونس والتي لن تحرمهم من التطبيق الحقيقي لبرنامج التظاهرة، ناهيك عن الوضعية أو الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، بدليل أنه لم يتم تخصيص سوى 10 ملايين دينار تونسي والتي تعادل 5 ملايين أورو فقط، ما يجعلهم يسيرون لإعادة النظر في الميزانية المخصصة أو بالأحرى زيادتها حتى تسير الأمور في أفضل شاكلة ممكنة، داعية كل الجزائريين لمشاركتهم في هذا العرس العربي. وتخللت عملية تسليم المشعل، تنظيم حفل فني ساهر مشترك بين فنانين جزائريين وتونسيين، ألهبوا من خلاله القاعة بمختلف موشحات والوصلات الغنائية التي قدموها ولقيت تجاوبا كبيرا من قبل الحضور. كما حظي الأشقاء التوانسة الذين رافقوا وفد الوزيرة باستقبال استثنائي من قبل القائمين على التظاهرة منذ وصولهم إلى مطار قسنطينة الدولي مساء. للتقارب الثقافات أكثر وكانت البداية بالفنان التونسي زياد غرسة الذي ألهب القاعة ب« لو تعذروني" الجزائرية ذات طابع المالوف الذي كان حاضرا بقوة بعدما قدم عبد الرشيد السقني أغنيتين جميلتين رفقة هذا الأخير. كما قدمت الشابة يمينة على الركح جملة من أغانيها الشهيرة، على غرار "عينيك يا عينيك"، "خرجو الخيالة" وكذلك "خمسة وخموس عليك". بالمقابل أدى كل من الفنان الكبير جمال شابي، صوفيا صادق، محرزية الطويل، عبد الله مناعي وعبدو درياسة لوصلات غنائية جميلة، ليكون الاختتام بأغاني جماعية للملحن التونسي محمد جاموسي والفنان الجزائري الراحل دحمان الحراشي.وتنتهي "تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"بعد سنة كاملة من السهرات والإبداع وتنتقل إلى أميال غير بعيدة، وبالضبط بالشقيقة تونس، حيث ينتظر الجميع يوم 23 جويلية المقبل أن تكون صفاقس أفضل خليفة للنجاحات الكبيرة التي حقيقتها مدينة الجسور المعلقة طيلة التظاهرة. فقسنطينة لم تكن فقط عاصمة للثقافات العربية، بل تعدتها لأن تكون عروس العواصم العربية في شتى المجالات. سمير سلامي رئيس اللجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس يصرّح: قسنطينة مستعدة لتقديم خبرتها لنا كشف السيد سمير سلامي، رئيس اللجنة التنفيذية لتظاهرة صفاقس، عاصمة الثقافة العربية 2016، عن مشروع تعاون جزائري تونسي، قصد إنجاح التظاهرة الثقافية الكبرى المنتظر أن تحتضنها تونس على مدار سنة كاملة. وأكد أن الجزائر أعربت عن استعدادها لتقديم يد العون والخبرة لبلده من أجل إنجاح التظاهرة الثقافية العربية التي انتقلت من الجزائر إلى تونس. استحسن سمير السلامي، الذي كان ضمن الوفد الذي زار قسنطينة منذ يومين، رفقة وزيرة الثقافة التونسية، سنيا مبارك لاستلام مشعل تظاهرة عاصمة الثقافة العربية من طرف وزير الثقافة الجزائري السيد عز الدين ميهوبي، استعداد الطرف الجزائري لتقديم الخبرة في تسيير هذه التظاهرة، سواء من ناحية البرمجة، متابعة المشاريع أواستقبال الوفود العربية المشاركة والتي تسعى لإبراز موروثها الثقافي والفني للجمهور التونسي. وقال السلامي، إن هيئته تلقت دعوة لحضور جلسات عمل ولقاءات بالجزائر، قصد الاستفادة من التجربة الجبارة والهامة التي شهدتها مدينة قسنطينة على مدار 12 شهرا والتي حسب رأيه كانت مفخرة للأمة العربية والعديد من الدول التي زارت عاصمة الجسور المعلقة على هامش تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015.وحسب السلامي، فإن نجاح تظاهرة صفاقس التي تعد بوابة الجنوب التونسي، هو نجاح لكل القطر التونسي، كما أنه رهان كبير، أخذته على عاتقها الحكومة التونسية بالتنسيق مع كل الأطراف الداخلية وحتى بعض الجهات الخارجية في شكل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألسكو" التي منحت تونس شرف استضافة هذا الحدث سنة 2013. وشهدت قاعة أحمد باي بقسنطينة، سهرة أول أمس، حفلا فنيا مزج بين الطابع التونسي والقسنطيني، على هامش تسليم مشعل التظاهرة، عرف مشاركة العديد من الأسماء الفنية التونسية على غرار زياد غرسة، جمال الشابي ومحرزية الطويل من تونس بالإضافة إلى بعض الأسماء الفنية البارزة بقسنطينة مثل فنان المالوف رشيد سقني والشابة يمينة.وستنطلق تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016، في أواخر شهر جويلية من السنة الجارية، حيث تسابق المدينة الزمن من أجل إنهاء كل الاستعدادات الخاصة بهذا الحدث الثقافي العربي الكبير، إذ تسعى إلى تهيئة شاطئ المدينة وإعادة الاعتبار له، حتى يكون مقصد زوار المدينة، كما تسعى لترميم سور المدينة وإعطائه طابعا سياحيا وثقافيا وتزويده بإنارة فنية. ويسود تفاؤل كبير في الأوساط الرسمية لإنجاح التظاهرة، بالمقابل هناك تخوف من بعض الأطراف في القطاع الثقافي بتونس من عدم كفاية الغلاف المالي الذي خصصته الحكومة للانطلاق في عدد من المشاريع الخاصة بالتظاهرة.