اختار لخضر زغدود حرفي أن يتخصص في لوح الزيتون، فأبدع في جملة من التحف الفنية بعضها موجه للزينة وأخرى للاستعمال اليومي ممثلا في أدوات الأكل على غرار الملاعق و الصحون، يحدثنا في هذه الأسطر عن سر اهتمامه بلوح هذه الشجرة المباركة دون غيره في حرفته. يقول لخضر، في بداية حديثه إلينا انه من سكان تونس الشقيقة و كما هو معروف، فان هذه الدولة الصغيرة تكنى أيضا بتونس الخضراء نظرا لانتشار أشجار الزيتون فيها، وبحكم أنه تعلم حرفة صناعة الأواني من الخشب من بعض من افنوا حياتهم في هذه الحرفة، اختار هو الأخر أن يتعلمها بعدما أحبها خاصة أن المادة الأولية متوفرة، مشيرا انه على غرار عدد كبير من الحرفيين يترصدون موعد زبر أشجار الزيتون ومن ثمة يقومون بجمع الأغصان الغليظة التي يجري جمعها وتجفيفها تحت أشعة الشمس ليتم تسويتها وتحويلها إلى سلع متنوعة مدهونة كأخر تفصيل بزيت الزيتون أو زويت الذرى لمزيد من البريق واللمعان. عدد لنا الحرفي لخضر، جملة من الأدوات التي يقوم بتحويلها من أغصان يابسة إلى تحف وأدوات منزلية على غرار الملاعق و المهارس والكؤوس والشطرنج، وكذا علب حفظ الحلويات وبعض أدوات الزينة أيضا كالعلاقات، مشيرا أن سر اهتمام الناس بهذه الحرفة لكونها مصنوعة من مادة طبيعية مائة بالمائة، خاصة وان أغصان الزيتون معروف بأنها صحية ببساطة لأنها تحوي على مادة تقتل كل الجراثيم الموجودة في اللحم وهو ما أثبته علماء من ألمانيا اهتموا بأغصان الزيتون ونصحوا باستورادها. وحول نوعية الأخشاب التي يستعملها الحرفيون في الجزائر من الذين يشتغلون بنفس الحرفة جاء على لسان الحرفي لخضر الذي نزل ضيفا على الجزائر بمناسبة مشاركته في معرض للحرف التقليدية أقيم مؤخرا بالعاصمة" أن أغلب حرفيو الجزائر يجهلون القيمة الحقيقية لأغصان الزيتون رغم توفر هذه المادة وبكثرة في وطنهم، ناهيك عن افتقارهم لبعض الفنيات في التعامل مع هذا الأنواع من الأغصان لتحويلها إلى تحف أو أواني مضيفا" أنه أخذ على عاتقه مهمة تعليم الراغبين في تعلم هذه الحرفة التي تلقى رواجا كبيرا في مواسم الاصطياف، حيث يكثر عليها الطلب من قبل السياح.