أقرت السيدة بوڤراند شامبانيو، رئيسة مجلس الصحافة لكيبيك تخوفها من مستقبل الصحافة الورقية المهددة بالزوال أمام الصحافة الإلكترونية. وقالت في تصريح ل "المساء" على هامش ندوة تكوينية بعنوان "مجلس الصحافة لكيبيك: 40 سنة من تطبيق أخلاقيات المهنة" عقدتها وزارة الاتصال مؤخرا، أن مستقبل الاتصال سيكون إلكترونيا أكثر منه ورقيا وهو واقع فرضه التطور الكبير للتكنولوجيا التي أثرت بشكل كبير على المعلومة الفورية. قالت بوڤراند شامبانيو إن التحدي الذي تواجهه الصحافة الورقية اليوم لا يكمن في عدد النسخ المطبوعة يوميا وإنما هو تحدٍ من نوع آخر فرضه التطور التكنولوجي الكبير لوسائل الاتصال، إذ أشارت في حديثها إلى "المساء" حول مستقبل الصحافة الورقية أن هذه الأخيرة بات مفروضا عليها التفكير في كيفية كسب القراء عبر المُدونات الإلكتورنية: "فرضت التكنولوجيا اليوم على أحد أعرق الجرائد اليومية في مونتريال بالكيبيك "لا براس" التوقف الكلي عن النسخ الورقية لأعدادها بعد أكثر من 131 سنة من الوجود، وتم استبدالها بتطبيق على اللوح الرقمي أطلق عليه "لابراس+"، وهذه حتمية فرضها التماشي مع التكنولوجيا". من جهة أخرى، تتحدث السيدة شومبانيو عن نوع آخر من الاعلام الذي استفحل هو الآخر كحتمية فرضتها الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وهو المُدونات فتقول: "الكثير من الإعلاميين بالكيبيك يعتمدون اليوم على المدونات الشخصية (البلوغ) لبث المعلومات مرفوقة بآرائهم وتوجهاتهم الخاصة ونجد متابعين لهم. هذا الأمر بدأ بالاتساع أكثر فأكثر خاصة وأن المعلومة اليوم تعتمد على السرعة وهو ما تمنحه المدّونات ومواقع التواصل الاجتماعي، علما أن من الصحفيين من يكتبون على مدوناتهم أخبارا لا يكتبونها على الجرائد بالنظر إلى الحرية التي تمنحها المدّونات عكس الجرائد ونتحدث هنا عن أخلاقيات الممارسة المهنية للصحافة". عن مستقبل الإعلام، ترد المتحدثة بالقول إنه يتم مراقبته من يوم لآخر بسبب الجديد الذي يطرح على الساحة بشكل يومي، ليس فقط من جانب المعلومات وإنما من ناحية التطور المعلوماتي الكبير، وهذا أيضا تحدٍ آخر أصبحت تواجهه الصحافة الورقية التي عليها في رأيي التأقلم مع هذا الواقع .. نعم ستختفي الصحافة الورقية يوما ما رغم أني شخصيا أفضل النسخة الورقية ولكن عليّ التأقلم مع جديد التكنولوجيا المفروض علينا، ولكني متفائلة لأن هذا الوضع يمكنه بالمقابل أن يخلق عالمين من الإعلام: الأول يعتمد على المعلومة الفورية، وهو ما تؤمنه الصحافة الإلكترونية بفضل السرعة، والعالم الثاني خاص بالصحافة الورقية التي يمكن لها الاعتماد على الجمهور المستهدف أكثر فأكثر من خلال تناول الملفات والتحقيقات الخاصة". كما تحدثت السيدة شومبانيو عن تحد ثالث للصحافة الورقية يخص الجانب المادي، مؤكدة أن الكثير من العناوين الورقية بالكيبيك تواجه صعوبات مادية في الطبع والتوزيع، ما قد يجعلها تلجأ إلى إصدار طبعات إلكترونية وهو ما يعني ضرورة تلقي الدعم المالي بطريقة أو بأخرى "هنا أؤكد أن فيه جرائد عريقة لدينا تمكنت عبر السنوات من جمع قاعدة قراء أوفياء أبدوا استعدادهم للمساهمة في الدعم المادي لها حتى تبقى تصدر ورقيا ولكن السؤال المطروح هنا إلى متى يمكنها الاتكال على ذلك؟ وهذا ما يجعلني في الأخير أؤكد أنها إشكالية كبيرة وتحديا حقيقيا ستواجهه الصحافة الورقية إن عاجلا أو آجلا".