هل ما زالت أمام الصحافة المكتوبة و طبعتها الورقية، سنوات طويلة ومتعددة، وهل هي حقا مهددة اليوم بالزوال أو التقهقر في ظل التحديات الكبيرة، المتعددة والمتصارعة التي يفرضها دخول المعمورة بأسرها في القرية الرقمية وعالم الانترنت. هو السؤال الذي طرحته أم الجرائد أمس ، بمناسبة احتفائيتها بذكرى تأسيسها ال51 والتي ارتأت الوقوف من خلاله على واقع الصحافة العمومية المكتوبة في الجزائر و مكانتها وسط زخم الصحف الالكترونية، من خلال منبر «ضيف الشعب» الخبير في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال ، يونس قرار. فند «قرار» المخاوف المتناقلة عن إمكانية الولوج إلى مجال إعلامي بصفر ورق بقوله أن «أيام الطبعة الورقية للصحافة المكتوبة ،لازالت قائمة وطويلة، بحكم عادات القراءات والدهنيات المتمسكة بالقراءة بالطرق العتيدة وكذا عدم قدرة الجميع على استعمال التكنولوجيات الحديثة والإعلام. وأضاف قرار في ذات السياق، أن الاشكال القائم اليوم لا يطرح من زاوية « الزوال أو البقاء، بل من قدرة الصحف المكتوبة ومؤسسات النشر على مسايرة العصرنة والتكيف والتكنولوجيات الحديثة وتسارعها.، مؤكدا أن التحدي الكبير المطروح، أمام الصحافة المكتوبة العمومية منها والخاصة، يكمن في كيفية الحفاظ على اهتمام قراء ومحبي الطبعة الورقية ووفائهم، و السهر على استقطاب أكبر عدد من القراء عبر الانترنت والطبعة الالكترونية». وتدخل هنا، يضيف قرار، قدرة الناشرين والمؤسسات الإعلامية على التموقع على الساحة الإعلامية بشقيها الرقمي والورقي، ودراستهم الجيدة للسوق ولكل المعطيات والسبل التي من شانها أن تعطيهم نظرة واسعة ومستقبلية عن الإستراتيجية التي لابد من إتباعها لتجسيد هذا النوع من التوازن بين الطبعتين. فمن المهم، استقطاب أكبر عدد من القراء للطبعات الالكترونية، عن طريق السهر على تحديث الموقع الالكتروني، وإثرائه بالمعلومة والصورة والإضافة الآنية، ومتابعة تفاعلهم مع الخدمة المقدمة إليهم. ومن جهة أخرى لابد من متابعة قراء الطبعة الورقية ومحاولة تفعيل اهتمامهم بقيمة المقالات والأعمال الصحفية المقدمة إليهم. ويكون الناشر أو الصحفي ذكيا، يشير قرار، في هذا السياق، إذا ما استثمر في تعلم التكنولوجيات الحديثة وتحصين مؤهلاته بكل ما ينتجه مجال الرقمنة من معدات وخدمات مسهلة للعمل ومواكبة للعصر، دون أن يتناسى التكوين المتواصل في هذا المجال. كما نصح ضيف «الشعب» الصحفيين والناشرين لاعتماد التكنولوجيات الحديثة و مسايرة العصرنة، حتى يتسنى الحفاظ على احترافية المهنية من كل الشوائب التي قد تلم بها من خلال عالم الانترنت الذي يفتح الباب واسعا أمام الهواة لأخد مكانة صانع الخبر والحدث. ورجح قرار بكل ثقة أن «الجزائر وعلى غرار العديد من دول العالم، ليست مطالبة بالتخلي عن الطبعات الورقية لصحفها وجرائدها، كون أن المواطن الجزائري وان تجده متفتحا على المدونات الالكترونية وعالم الانترنت الا انه ما يزال متمسكا بجرائده وكتبه ومنشوراته الورقية.