أيام قبل حلول عيد الفطر المبارك يدخل المواطن في حسابات جديدة تفرضهاظروف السوق في مثل هذه المناسبات التي تسجل فيها الأسعار مجدّدا قفزة حارقة لاسيما أسعار الألبسة والأحذية وكل ما يلزم العيد من مقتنيات. فانقضاء شهر رمضان الفضيل لا يعني أن مغامرة المستهلك مع "القفة" قد انتهت والاستنزاف الذي أصاب الجيوب قد توقف. عاد الازدحام إلى الأسواق و عادت "اللهفة" التي تميزت بها الأيام الأولى من الشهر الكريم مع دخول الأسبوع الأخير منه، والمقصد هذه المرة ليس تجار الحلويات الشرقية والديول والفريك وغيرها من متطلبات شهر رمضان وإنما محلات الألبسة التي تعرف هذه الأيام نهارا وليلا إقبالا منقطع النظير ومحلات بيع لوازم حلويات العيد في انتظار أن يتحول هذا الإقبال إلى محلات بيع الدجاج والقصابات التي تعول عليها العائلات الجزائرية لتحضير وجبة غذاء يوم العيد الذي لا يخرج عن نطاق الكسكسي أو طبق "الرشتة" أو "الشخشوخة". ولأن الأسعار في السوق تخضع لقانون العرض والطلب من جهة والقواعد التي يفرضها جشع التجار أنفسهم في كل مناسبة من جهة أخرى، فإن هؤلاء لم ينتظروا الأيام الأخيرة للكشف عن مضاربتهم بل سارعوا منذ أزيد من أسبوع إلى "نفخ" أسعارهم وغرضهم في ذلك وكالعادة كسب أكبر هامش ممكن من الربح. وقد سجلت أسعار اللحوم البيضاء وعلى الخصوص الدجاج ارتفاعا محسوسا مقارنة بالأسبوعين الأولين من رمضان، كما بدأت تظهر بعض الزيادات في أسعار الخضر والفواكه التي يتوقع أحد التجار بسوق كلوزيل بالعاصمة أن ترتفع بشكل أكبر خلال اليومين الأخيرين، وهو ما شعر به بعض المواطنين الذين فضلوا اقتناء ما يلزمهم للعيد لتفادي لهيب الأيام الأخيرة والاكتظاظ المعتاد في مثل هذه الفترة من السنة. أسعار المنتوجات الصينية وألبسة الشيفون تلتهب لم تخرج محلات بيع الألبسة الجاهزة بالعاصمة عن عادتها حيث ظهرت واجهاتها بأسعار أقل ما يقال عنها أنها مبالغ فيها يكاد المرء ألاّ يصدقها، حيث تعرض فساتين وبدلات الأطفال الصغار لا تقل عن ال3 آلاف دينار لتصل إلى حد ال5 و 6 آلاف و أكثر، أما ألبسة الكبار خاصة النسوية منها فحدث ولا حرج، كل شيء زاد سعره فلماذا لا يزيد سعر الألبسة. يعلق صاحب محل بوسط العاصمة الذي اعترف بأن الأسعار لم تعد في متناول العديد من الجزائريين بما فيهم الذين يعتبر مرتبهم مقبولا خاصة إذا كان لديه أكثر من ثلاثة أطفال، إلاّ أنه بالمقابل فهناك الكثير من الميسورين يشترون دون حرج ولا قلق "فكل واحد و دراهمو" يضيف المتحدث الذي أكّد أنه يفضل أن يعامل الزبائن بمرونة وكثيرا ما يلجأ إلى خفض السعر ليخرج الزبون راضيا خاصة ونحن مقبلون على العيد. وقد أصبحت المحلات الصينية إضافة إلى محلات بيع الألبسة المستعملة في هذه السنوات، المتنفس الوحيد لذوي الدخل المحدود والمعوزين حيث أدخلت الفرحة في نفوس العديد من العائلات وأطفالهم شملتها هذا العام ظاهرة ارتفاع الأسعار والسبب حسب صاحب محل الألبسة المستعملة المعروفة بمحلات "الفري بري" أو "الشيفون" هو الإقبال المتزايد على الألبسة والأحذية وحتى اللوازم الخاصة بالبيت، إضافة إلى أن كميات هائلة من هذه الألبسة تصل إلى الجزائر وهي لا تزال جديدة أو لم تستعمل من قبل ما يبرر رفع أسعارها. الأسواق الشعبية.. أكثر شعبية من جهتها، خرجت الأسواق الشعبية المعروفة بالعاصمة خلال شهر رمضان عن المألوف حيث سمحت للعديد من العائلات اقتناء ما تحتاجه للشهر الكريم بأسعار منخفضة في الوقت الذي التهبت فيه أسعار والخضر والفواكه لتستمر هذه الوضعية إلى غاية اقتراب عيد الفطر المبارك. وتسجل أسواق كل من باش جراح ومارشي 12 وبومعطي كغيرها من الأسواق الشعبية، إقبالا كبيرا طيلة النهار ليتواصل ليلاً، والسر في ذلك الأسعار المطبقة هناك التي رغم اختلافها إلا أنها تلبي حاجيات مختلف الفئات كل حسب إمكانياتها. ففي باش جراح المعروفة بحركتها التجارية الدائمة، تعرض هذه الأيام ألبسة لمختلف الأعمار امتلأت بها الأرصفة وحتى الشارع الرئيسي الذي تميز هذه السنة بفتح المركز التجاري الجديد الذي زاد للمكان حركة و ازدحاما.