تحول بيع اللباس الشرعي على نمط "الموضة" إلى تجارة مربحة، لاسيما بعد ارتفاع عدد المحجبات في الجزائر، وهي الفئة التي بات التجار يحسبون لها كل الحساب بإحضار أنواع متعددة من الألبسة الموجهة للمحجبات، لكن عن طريق مواكبة الموضة الخاصة بالألبسة الشرعية التي سبقتنا إليها العديد من الدول العربية الإسلامية، وبين معارض ومؤيد، تبقى الفتيات يبحثن دائما عن كل جديد في مجال تحديث "الججاب" بشكل يتلاءم مع العصرنة والتجديد. تحولت العديد من المحلات التجارية في المدن الكبرى، لاسيما العاصمة، إلى نقاط تجارية متخصصة في بيع الألبسة الشرعية الموجهة للمحجبات، وتوسعت بعدها إلى باقي الولايات الأخرى، بعد أن لاقت إقبالا كبيرا من قبل فئة المحجبات اللواتي وجدن في هذه المحلات ملاذهن من أنواع كثيرة من الألبسة الشرعية، وكذا أنواع أخرى من الخمار الشرعي، بل حتى طريقة وضعه بمختلف الأشكال، وعرضه على الموديل بالواجهات أو على الرفوف. السلع التركية تستقطب الجميع تعد المنتجات التركية الورقة الرابحة بالنسبة للكثير من التجار، فأغلبية المحجبات يطالبن بالسلع التركية مهما كان ثمنها، وهو الأمر الذي بات يركز عليه التجار في عرض سلعهم ونسبها إلى الإنتاج التركي، مع ازدياد الطلب عليها، لاسيما بالنسبة للألبسة النسائية الموجهة للمحجبات، بعد أن دخلت عليها التعديلات الخاصة بالموضة، وهي نوع من التجارة التي ازدهرت مؤخرا، وبات يمارسها الكثير من التجار، وعلى عكس السلع الصينية فهي تبقى مطلوبة لأن ثمنها معقول بالنسبة للكثيرات. أسواق "الخمار" من العلمة والتجار يشكون الكساد الأنواع الكثيرة من "الشالات" والخمار الشرعي، هي الأخرى من بين الأنواع الكثيرة التي باتت محل طلب من قبل المتحجبات، حيث يقول "لطفي" وهو صاحب محل لبيع الخمارات؛ إن أسواق الخمار باتت كبيرة جدا، غير أن أغلبية المستوردين المتخصصين في استيراد الخمار الشرعي، ينتمون إلى منطقة العلمة في ولاية سطيف، أما بالنسبة لبلد الإستيراد، فتتعلق بنسبة كبيرة بتركيا، كون نوعية السلع جيدة، أما الأسعار فتبقى معقولة بالنسبة للكثيرات اللواتي يردن تشكيلات جديدة من الخمار، وكذا الألبسة الشرعية ذات الألوان المختلفة. ويضيف المحدث قائلا بأن أغلبية التجار الذين كانوا يشتغلون في نشاطات أخرى، حوّلوا نشاطاتهم إلى بيع الألبسة الشرعية، بالنظر إلى انتعاش السوق، غير أن كثرة المحلات التي تخصصت في هذا المجال مؤخرا، حول نفس النوع التجاري إلى تجارة كاسدة، بفعل تواجد عدد كبير من التجار الذين يمارسون نفس النشاط. طلبات خاصة يصنعها التجار في المصانع أكد صاحب محل لبيع الخمارات بالجملة في مدينة العلمةبسطيف، أن الحصول على تصاميم جديدة قد تكلف التجار المكوث أكثر من 15 يوما في تركيا وهو يعمل على إيجاد تصاميم جديدة رفقة المصمم التابع للمصنع الذي ينتج نفس النوع من السلع، وهذا ما تتطلبه هذه التجارة، كون أغلبية الزبونات يبحثن عن الجديد في كل مرة، وعن ما يوجد بمحل دون المحلات الأخرى، ليبقى هذا النوع من التجارة منتعشا دون غيره بالنظر إلى تزايد عدد المحجبات وإقبالهن على ارتداء ألبسة شرعية ذات ألوان مختلفة، جريا وراء هاجس الموضة.