اكتست محلات الأسواق والمراكز التجارية بالعاصمة حلة جديدة، ميزتها الألوان الصيفية الزاهية كالوردي والأزرق الداكن والأخضر الفاتح والبرتقالي والأصفر والبنفسجي بكل تفرعاته وأنواعه الفاتحة والداكنة. ''الخبر'' جالت وصالت بأكبر الشوارع والأسواق التجارية وعادت بهذا الروبورتاج. تلاحظ وأنت تتجول بمراكز الأبيار وبن عكنون والبازار، تهافت أعداد كبيرة من الفتيان والفتيات على محلات بيع الألبسة الجاهزة، باحثين عن آخر صيحات الموضة للصيف الحالي. بلا منازع، اتفقت آراء الباعة وأصحاب المحلات على أن المعروض هذا العام أفضل بكثير من سابقه، بل وجذب المتسوقين الذي يقضون أوقاتا طويلة أمام واجهات محلاتنا قبل دخولها، والسبب حالة التردد في تقمّص ألوان لم ''تطبع'' بعد الشارع العاصمي بوجه خاص. كل شيء مرتبط بالقدرة الشرائية للمستهلك.. فكثرة المحلات والمعروض من الألبسة لا يعني أنها رائجة بالضرورة. الشابات يفضلن شراء ألبسة تتلاءم مع الموضة المشاهدة في المسلسلات التركية، حيث أصبحت موديلاتها معروضة من قبل التجار على أساس أنها الأجود والأرقى في السوق. وحسب مالك، صاحب محل بيع الألبسة في بازار بن عكنون، فإن الفساتين القصيرة المصنوعة من مزيج القماش الحريري وال''كراب''، والتنورة القصيرة والسراويل الضيقة، تعتبر المنتوج الأكثر طلبا من الفتيات والنساء عموما. وبالنسبة للمحجبات فلهن اختيارات كثيرة هاته السنة، لأن أغلب السترات والجلابيب المعروضة للبيع فضفاضة وطويلة يمكن اقتناؤها من المحجبات وغير المحجبات، ناهيك عن تخصص عدة محلات في بيع أنواع كثيرة من ملابس المحجبات ولاسيما الخمار، فهو متوفر بجميع الألوان والأقمشة التي تتناسب مع فصل الصيف مع إكسسوارات تضفي جمالا عليهن. لكن المشكل الوحيد المطروح دائما هو غلاء الأسعار، لأن الحجاب يبلغ سعره 8500 دينار أما الخمار فيتراوح ما بين 400 دينار و1200 دينار. عودة رسوم ''ميكي ماوس'' ونجوم السينما أما الشباب وخاصة المراهقين، فباتوا يقبلون على ألوان زاهية هم أيضا، خاصة القمصان التي تحمل صورا للرسوم المتحركة مثل ''ميكي ماوس'' و''توم وجيري'' و''هاري بوتر''، و''سبيدرمان'' و''زورو'' و''باتمان'' ونجوم الأفلام الخيالية مثل براد بيت وويل سميث وأرلوند شوازنيغر وتوم كروز ونيكولاس كايج... والتي تناسب الأماكن التي يرتادونها في فترة العطلة الصيفية ولاسيما الشواطئ والمسابح. ورغم تعدد الألوان والأذواق، إلا أن الذوق الكلاسيكي مايزال يصنع الحدث، لأن اللونين الأسود والأبيض حطما الأرقام القياسية في المبيعات لدى الجنسين ومن مختلف الأعمار. هؤلاء المواطنون يجدون أذواقهم لدى بعض التجار الذين يفضلون مسك العصا من الوسط، من خلال التخصص في بيع الموديلات والألوان الكلاسيكية التي لا تزول موضتها. تقول السيدة حفيظة (62 سنة) إنها قصدت ثلاثة أسواق وتجولت فيها من دون أن تشتري شيئا، لأن الأسعار مرتفعة مقارنة بالسلع المعروضة، فالملابس المستوردة من المشرق وأوروبا ليست في متناول المواطن البسيط، أما الصينية فلا تشبع حاجات المتسوقين ولا تلبي رغباتهم من حيث الجودة والنوعية والثمن. وأضافت نورة (23 سنة): ''رغم كثرة الموديلات المعروضة في الأسواق، غير أنني لا أجد ملابس تناسبني فأنا أريد اقتناء آخر صيحات المودة، لكن المشكل هو أنني إذا وجدت سروالا يناسبني لا أجد اللون الذي أحبه والعكس صحيح''. أما رضا، صاحب محل ملابس نسائية بالمركز التجاري لبن عكنون فقال: ''أعترف بحكم خبرتي في مجال الملابس النسائية أن الجزائريات لهن أذواقا صعبة جدا لأنهن لا يبحثن عن أحدث الموديلات والألوان بل يشترون حسب مزاجهم''، ويضيف ''مثلا نحن كتجار نشتري الموديلات بعد رواجها في أوروبا والمشرق ثم يقبلون عليها في الجزائر''. من جهته، يشير سليم، صاحب محل لبيع الملابس الرجالية، إلى أن الشباب يفضلون هاته الأيام شراء سترات ذات ألوان فاتحة وأقمشة ذات نوعية جيدة أكثر من القمصان التي تحمل علامات تجارية مشهورة، غير آبهين بأثمانها لأن أناقتهم تأتي في الدرجة الأولى.