سيشرع البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا في تمويل عمليات استيراد الدول الإفريقية للمنتوجات الجزائرية مباشرة بعد توقيع هذه الدول على اتفاقيات مع المؤسسات الجزائرية الراغبة في تصدير منتوجاتها. وسيكون معرض الجزائر الدولي الذي سيفتتح أبوابه يوم السبت القادم فرصة لتوقيع هذه الاتفاقيات للولوج إلى أسواق جديدة في القارة السمراء قصد ترقية الصادرات خارج المحروقات والتعريف بالمنتوج الوطني وتنويع الاقتصاد الوطني. أكد السيد طيب زيتوني المدير العام للشركة الجزائرية للمعارض والتصدير أن الطبعة ال49 لمعرض الجزائر الدولي هذه السنة ستغير الاتجاه التجاري التقليدي الذي دأبت عليه إلى اتجاه اقتصادي يركز على تصدير منتوجات وطنية، وإقامة شركات متعددة مع إفريقيا التي توفر إمكانيات لا بأس بها يمكن للجزائر استغلالها لرفع حصصها في مجال التصدير ومنافسة كبرى الدول المصدرة بحكم موقعا الجغرافي، كونها بوابة إفريقيا، مما يساعدها على ولوج هذه الأسواق بسهولة بحكم قرب المسافة مقارنة بباقي الدول الأوروبية والأسيوية. علما أن قرب هذه المسافة يمنحها إقبال البلدان الإفريقية على استيراد سلعها التي ستكون أسعارها في متناولهم بحكم انخفاض تكاليف النقل مقارنة بباقي الدول المصدرة البعيدة. وأضاف السيد زيتوني في ندوة صحفية نشطها أمس بالتنسيق مع وزارة التجارة والوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية بقصر المعارض بالصنوبر البحري أن البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا وافق على تمويل عمليات التصدير هذه بمنح قروض بنكية للبلدان الإفريقية الراغبة في استيراد سلع مختلفة من الجزائر. وسيعرف معرض الجزائر الدولي الذي سيحمل هذه السنة شعار "الاستثمار والمؤسسة في قلب الاقتصاد المنتج"، و"الجزائر للتصدير" حضور 80 مستوردا ورجل أعمال إفريقي للتعرف عن قرب على السوق الجزائرية ومنتوجاتها، حيث ستكون لهم لقاءات تشاور وأعمال خاصة مع المنتجين الجزائريين وأصحاب المؤسسات المصدرة، وذلك ببرمجة حوالي 1200 لقاء خاص، كما صرح به السيد شفيق شتيح مدير الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية، الذي أضاف أن معرض الجزائر الدولي هذه السنة سيرافقه معرضا آخرا للتصدير من 28 ماي إلى غاية 2 جوان بمشاركة 180 عارضا يمثلون قطاعات الصناعة الصيدلانية، الزراعة، آلات الصناعة، الأشغال العمومية، البناء، الصناعات التقليدية، والنسيجية، والبناء. وسيعرف معرض الجزائر الدولي من 28 ماي إلى 2 جوان المقبل مشاركة 810 عارض منهم 405 مؤسسة جزائرية و405 مؤسسة أجنبية تمثل 33 دولة، وستنال تركيا حصة الأسد بالنسبة لمساحة العرض وعدد المؤسسات المشاركة، تليها الصين، ثم ألمانيا. الأمر الذي يدل حسب مدير الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير على اهتمام هذه البلدان بالسوق الجزائرية ورغبتهم في توسيع استثمارتهم مع الطرف الجزائري في شتى المجالات الحيوية. مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية الناتجة عن تراجع أسعار النفط لم تؤثر على معرض الجزائر الدولي ولا تزال الجزائر سوقا خصبة بالنسبة للعديد من الدول التي أكدت رغبتها في توسيع علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الجزائر من خلال الاقبال المتزايد للمشاركة في هذه التظاهرة الاقتصادية بالرغم من أن معظم المعارض العالمية حاليا تعرف تراجعا بسبب تفضيل المؤسسات الاقتصادية للمشاركة في المعارض المتخصصة. ويبقى الهدف من هذا الصالون الذي سيعرف مشاركة عشرة بلدان افريقية جلب المزيد من رجل الأعمال الراغبين في استيراد المنتوجات الوطنية لترقية الصادرات خارج المحروقات وتنويع الاقتصاد الوطني وتمكين المنتوج الوطني الذي يحترم المقاييس المطلوبة من ولوج الأسواق الاقليمية والأجنبية.