رغم إطلاق خدمات الجيل الثالث من الهاتف النقال منذ عامين والشروع في استغلال الجيل الرابع قريبا، بعد منح الرخص المؤقتة مؤخرا لمتعاملي الهاتف النقال، فإن الملاحظ هو عدم مواكبة المؤسسات والهيئات باختلافها لهذه القفزة التكنولوجية النوعية، ولم تستغل العدد الهائل من المشتركين في الهاتف النقال لعرض خدمات تحسّن يومياتهم وتخفّض من تكلفة المعاملات. ووعيا منها بهذا التأخر قامت شركة "كيبلر تكنولوجيس" الرائدة في مجال توريد البرامج المعلوماتية بإعداد برنامج موجّه للبنوك يسمح بإنجاز معاملات بنكية عبر النقال. ولتحسيس البنوك بأهمية الانتقال نحو هذا النوع من الخدمات عرض أمس، مسيّر الشركة عبد القادر صالحي، فكرة الخدمات البنكية عبر الهاتف النقال "m-banking" التي تشمل مجموعة من التقنيات التي تسمح بالقيام بعمليات بنكية، مثل الاطّلاع على الرصيد أو التحويلات المالية باستخدام الهاتف النقال. ومن خلال هذا البرنامج الذي تمت تجربته مع مجوعة من المتعاملين لاسيما شركة "سيال" للمياه وبنك "بي أن بي باريبا" وفندق الجزائر والبنك الخارجي الجزائري من خلال تقديم خدمة دفع الفواتير عبر الرسائل القصيرة، فإن أصحاب المبادرة أرادوا التأكيد على أن هذه الخدمة أصبحت "حقيقة ملموسة اليوم في الجزائر"، خاصة بعد أن بدأت الخدمات عبر الأنترنت تعرف انتشارها وسط المؤسسات والبنوك الجزائرية. وتعد هذه "الأرضية" التي عملت عليها شركة "كيبلر" لمدة أربع سنوات "أرضية جزائرية تم إعدادها من طرف جزائريين لفائدة البنوك الجزائرية"، كما شدد عليه السيد صالحي، الذي اعتبر أن انضمام البنوك إلى هذه الخدمة سيعني جنيها للكثير من الفائدة، ليس فقط بتقديم خدمات عصرية لزبائنها وإنما كذلك تخفيض التكاليف وتحسين صورتها وكذا تسيير أفضل للسيولة النقدية، لاسيما ونحن نعرف مشاكل السيولة التي تواجهها البنوك بين فترة وأخرى، إضافة إلى كون ربط البنوك بهذه الأرضية لايتطلب تجهيزات خاصة. لكن لايكفي بالنسبة لمحدثنا أن ينضم بنك أو اثنان إلى هذا النظام، لكن يجب أن تلتحق كل البنوك به من أجل تحقيق الفائدة لها وللزبون والهيئات الأخرى خاصة المؤسسات الكبرى مثل سونلغاز و"سيال" واتصالات الجزائر التي تتعامل مع ملايين الزبائن. وعن تاريخ دخول هذا النظام حيز الخدمة، قال مسيّر الشركة في تصريحات صحفية، إن الأمر يرتبط بمدى اهتمام البنوك بهذا العرض ورغبتها في الاندماج بهذا النظام. للإشارة فإن النظام يتعلق بالدفع عبر الهاتف النقال والتمكن من الاتصال بالبنك بصفة دائمة عبر تطبيقات لاسيما عند التنقل أو السفر، وهو خاضع لقوانين الدفع السارية المفعول وقواعد المعاملات البنكية عبر الأنترنت، في انتظار صدور القوانين التشريعية المؤطرة لعملية التحويلات البنكية عبر الهاتف النقال. وتم بالمناسبة عرض تجربة ناجحة للخدمات البنكية عبر الهاتف النقال تتعلق بدفع فواتير عن طريق رسالة قصيرة من زبائن "سيال" الذين لهم حسابات بنكية لدى "بي أن بي باريبا" الجزائر، باستعمال نظام "ملتقى المتعاملين" والذي يهدف إلى تنمية المنتجات المالية وقنوات التوزيع البديلة من أجل تحسين الاندماج المالي خاصة في المناطق المعزولة، وتسهيل الصفقات التجارية وتقليص تكلفة الصفقات وتنفيذ التوجهات السياسية الساعية لتقليص السيولة خارج البنوك، كما تساهم في تشجيع المواطنين على اكتساب حسابات بنكية، خاصة وأن الخدمات ستكون مجانية، وأن الرسائل القصيرة ستكون بالسعر العادي.