أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، من العاصمة أمس، على تسجيل عدد قليل من الغيابات وسط المرشحين لامتحان البكالوريا على المستوى الوطني، وأوضحت في تصريح لها خلال إشرافها على انطلاق اليوم الثاني للبكالوريا بمركز الإجراء بمتوسطة عبد الرحمان الكواكبي ببئر مراد رايس، أن أغلب المتغيّبين من المترشحين الأحرار، بينما تباينت أراء الممتحنين بخصوص أسئلة الرياضيات خاصة شعبتي العلوم التجريبية والرياضي التقني. وأشادت الوزيرة في هذا الصدد بالدور الذي قام به الطاقم التربوي، والقطاعات الأخرى المعنية خلال اليوم الأول للامتحان من أجل توفير الجو الملائم لإنجاح هذا الامتحان والحفاظ على مصداقيته، داعية الجميع إلى البقاء مجنّدين إلى غاية انتهاء الاختبارات. وبخصوص عدد حالات الغش المسجلة منذ انطلاق الامتحان، أكدت المسؤولة الأولى عن قطاع التربية، أن دائرتها الوزارية بصدد إحصاء هذا الحالات، مشيرة على سبيل المثال إلى أنه تم بمديرية التربية لمنطقة الجزائر-غرب تسجيل "حالة غش واحدة من بين 23 ألف مترشح"، مما يبين -كما قالت-"تقلّص العدد مقارنة بالسنة الماضية". وأبرزت الوزيرة أن حملات التحسيس والتوعية التي شملت التلاميذ والأولياء والمؤطرين خلال السنة الدراسية "سمحت بالقضاء على بعض السلوكات السلبية التي تمس بمصداقية البكالوريا"، معتبرة أن القضاء على هذه الظاهرة من شأنه الحفاظ على "مبدأ تكافؤ الفرص الذي يقوم على أساسه النظام التربوي". وكان المرشحون في مختلف الشعب قد اجتازوا أمس، امتحانا في مادة الرياضيات في الفترة الصباحية التي كانت مواضيعها سهلة ومباشرة بالنسبة لبعض الممتحنين في شعبتي آداب وفلسفة ولغات أجنبية، حيث أكدت لامية وصديقتها بمركز متوسطة باستور بوسط العاصمة، أن موضوع الرياضيات كان سهلا وبإمكان التلميذ الذي تابع دروسه حلّه، خاصة أن الوقت كان كافيا لذلك، مثلما أشار وليد، الذي امتحن في نفس المادة في شعبة لغات أجنبية، إلى جانب زملائه الذين ذكر بعضهم ل«المساء" أن اليوم الثاني الذي اجتازوا فيه مادة الإنجليزية أعطاهم أملا في النجاح في انتظار اجتياز ما تبقى من مواد اليوم. وعلى العكس من هؤلاء فإن موضوع الرياضيات لشعبة العلوم التجريبية لم يمر بردا وسلاما على المرشحين الذين أكد بعضهم ل«المساء" أنه كان أصعب من ذلك الذي امتحن فيه مرشحو شعبة الرياضيات التقنية، حيث ذكر محمد، أن المواضيع كانت طويلة لا تكفي ثلاث ساعات ونصف لحلّها، بينما قال أحمد أن الموضوع الأول صعب لأنه تضمّن أسئلة حول الهندسة في الفضاء، غير أنه بإمكان من راجع دروسه كما يجب حلّه، مثلما قال أحد المرشحين الذي اعتبر أن الموضوع الثاني في متناول التلميذ المتوسط، وشاطرته الرأي مايا شعبة علوم، مؤكدة أن الموضوع الأول في المتناول كون التمارين توجد نماذج كثيرة منها في بكالوريا السنوات السابقة. أما في شعبة رياضي تقني فقد تباينت الآراء حول أسئلة مادة الرياضيات، فبينما اعتبرها البعض في متناول التلميذ المواظب الذي راجع دروسه طوال السنة الدراسية، ذكر آخرون أنها طويلة وتسبّبت في إرهاقهم خاصة بالنسبة للذين استغلوا كل الوقت المخصص لهم الذي امتد من الثامنة والنصف صباحا إلى غاية الواحدة زوالا، وذلك في انتظار مواصلة ما تبقى من مواد منها الفيزياء والعلوم الطبيعية. وكان تلاميذ مختلف ولايات الوطن قد اجتازوا مادة اللغة الإنجليزية في الفترة المسائية منهم تلاميذ ولاية أدرار، التي أشار مدير التربية بها عبد الحق بومعيزة ل«المساء"، أن الامتحانات جرت لليوم الثاني في ظروف حسنة إلا أنه سجلت عدة غيابات وصل عددها الإجمالي 717 مشرحا، منهم 60 مرشحا نظاميا و657 من الأحرار الغائبين، مرجعا ذلك لظروفهم الشخصية المتعددة، كما تم اكتشاف وتسجيل حالة غش واحدة وقعت بثانوية بلكين الثاني وسط مدينة أدرار، حيث اتخذت الإجراءات القانونية وتم طرد المعني من مركز الإجراء، مع تدوين محضر إثبات حالة الغش التي تعتبر الحالة الوحيدة في شهادة البكالوريا بأدرار.