تباين كبير واختلاف واضح في آراء الممتحنين الذين يجتازون امتحانات شهادة البكالوريا 2014، خاصة بالنسبة للمواد التي امتحنوا فيها خلال اليومين الثالث والرابع، هذا الأخير الذي امتحن فيه الطلبة في مادتي التاريخ والجغرافيا واللغة الأمازيغية بالنسبة لبعض الولايات. وما ميّز اليوم الرابع من الامتحانات هو الحراسة المشددة؛ التي قال بعض الممتحنين إنها حرمتهم حتى من قضاء حاجاتهم البيولوجية؛ سواء بالوثيقة المتفق عليها أو بالمرافق، وهو ما أثار غضب الطلبة والأولياء بمركز الإجراء أحمد زبانة بحسين داي، وعقبة بباب الوادي وحتى بمركز هجرس بالمحمدية. وعبّر عدد من الممتحنين الذين التقيناهم أمس بمركز أحمد زبانة بالخروبة (حسين داي)، عن انزعاجهم الكبير لإجراءات الحراسة المشددة، التي حرمتهم كليا من التحرك من مقاعدهم والتنقل نحو دورات المياه، وهي نفس الحال بالنسبة لطلبة مركز عقبة بباب الوادي، علما أن الأيام الأولى من الامتحانات سُمح فيها للطلبة بالدخول والخروج، من خلال التوقيع على استمارة تبيّن ذلك، في حين تم منع هذا الإجراء أمس خاصة بمراكز الإجراء، التي سُجلت بها حالات غش في السنوات الماضية. وقد أقلقت عملية الحراسة في قاعات الإجراء جل الممتحنين، الذين أكدوا أن الحراسة كانت مشددة من طرف الأساتذة الحراس والمراقبين؛ حيث خُصص في كل قاعة ما بين 3 و4 أساتذة بالنسبة للمتمدرسين، و5 أساتذة حراس للمترشحين الأحرار. وقد أعرب العديد من المترشحين عن تذمرهم من الوثيقة التي اعتمدتها الوصاية، والخاصة بترخيص الخروج إلى دورات المياه، واعتبروها مضيعة للوقت، خاصة أن الأساتذة يرافقونهم إلى المراحيض، وهو ما أخرج الامتحان عن عفويته. وعن مضمون الامتحانات المتعلقة باليوم الرابع فقد جاءت سهلة بالنسبة لكل الشُّعب التي امتحنت في مادة التاريخ والجغرافيا خلال الصبيحة، وهي مادة قال عنها الممتحنون إنها سهلة لكل من راجع دروسه جيدا؛ سواء بالنسبة للشُّعب العلمية أو الأدبية. وقد تَحرر غالبية الطلبة مساء أمس من إجراء أي امتحان باستثناء المعنيين بامتحان مادة اللغة الأمازيغية في بعض الولايات، قبل أن تستأنف الشعب العلمية اليوم آخر امتحان لها في مادة الفيزياء. وواجه المترشحون لامتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2014 في اليوم الثالث، أسئلة صعبة، علما أن جميع الشعب امتحنت في مادة أساسية على الأقل. وقد تباينت آراء الممتحنين حول طبيعة الأسئلة بين المقبولة والصادمة، إلا أن المتفق عليه هو أن جميع الأسئلة كانت واضحة ودون أخطاء مطبعية أو نحوية، بالإضافة إلى كونها لم تخرج عن المقرر الرسمي وعتبة الدروس التي حددتها الوزارة.. وقد امتحن أزيد من 600 ألف مترشح في مادتين اختلفت حسب الشعب؛ حيث دخل طلبة شعبة الآداب والفلسفة واللغات الأجنبية في امتحانين في الفلسفة واللغة الفرنسية، فيما اجتاز طلبة شعبة العلوم التجريبية والرياضيات امتحانين في علوم الطبيعة والحياة وكذا الفرنسية. أما شعبة التقني رياضي فقد امتحن طلبتها في مادة التكنولوجيا والفرنسية. وبالنسبة لتلاميذ شعبة التسيير والاقتصاد فقد اجتازوا امتحانين في التسيير المحاسبي والمالي وكذا اللغة الفرنسية. وأجمع الممتحنون على أن مواضيع مادة الفلسفة مقبولة نوعا ما، غير أنها كانت طويلة، تتطلب وقتا طويلا إضافيا لحلّها، لكنهم استحسنوا الاستراتيجية المستعمَلة في طرح الأسئلة، بحيث قُدمت لهم ثلاثة مواضيع اختيارية، مما يمكّنهم من تعويض ما فاتهم خلال امتحان اللغة العربية، الذي تميز بالصعوبة والتعقيد. أما طلبة الشعب العلمية الذين اجتازوا امتحاناتهم بمركز عقبة بباب الوادي، فأوضحوا أن مواضيع مادة العلوم الطبيعية اتسمت ببعض الصعوبة، غير أنها كانت مقبولة على العموم. أما بالنسبة لمادة الرياضيات فقد أثارت إحباطا واستياء لدى جميع الشعب؛ خاصة عند طلبة شعبة الآداب والفلسفة واللغات.