أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي خلال زيارته لتندوف أول أمس، على ضرورة العناية بمختلف عمليات ترميم المعالم الأثرية عبر التراب الوطني من خلال المرافقة التي تتطلبها؛ بما يسمح بالمحافظة على هذا التراث المادي، وذلك في إطار تجسيد دور الدولة في مجال المحافظة على التراث المادي واللامادي، معتبرا وزارته أداة لتنفيذ عمل منهجي تجاه المعالم الوطنية التي تتطلب إجراءات استعجالية. وشدد وزير الثقافة بخصوص المعالم الأثرية التي تفقّدها بولاية تندوف على غرار زاوية الولي الصالح المختار بن بلعمش وكذا آثار دويرية أهل العبد، أنها تتطلب متابعة حقيقية، مشيرا إلى أن المسألة مرتبطة بوجود كفاءات قادرة على التدخل لترميمها، لاسيما بوجود الإرادة من قبل الوزارة الوصية. ولدى معاينته زاوية المختار بن بلعمش، أكد السيد ميهوبي أن الأولوية تتمثل في ضرورة التدخل "العاجل" لإنقاذ المسجد العتيق للزاوية المهدد بالسقوط، إثر شرخ كبير تعرضت له الجدران الأساسية للمسجد، وذلك بعد التأكد - كما أضاف - من تصنيف هذا المعلم قبل وضع خطة للتدخل بخصوص المعالم الأخرى المتواجدة بتراب الولاية، ومنها دويرية أهل العبد التي تكتنز خزانتها العائلية ما يربو عن 800 مخطوط. وبالمناسبة، أثنى السيد ميهوبي على المواطنين والمشرفين على هذه المعالم الأثرية بالولاية، وحرصهم على أن تستعيد حضورها التاريخي وحضورها في ذاكرة الإنسان، والمحافظة على هوية المنطقة؛ باعتبار أنها تحمل بعدا ثقافيا وسياحيا واجتماعيا، مجددا استعداد دائرته الوزارية للتكفل بكل هذه المعالم "حالة بحالة"، وتوفير الوسائل الضرورية لإعادتها إلى وضعيتها الأصلية. وقد استهل الوفد الوزاري هذه الزيارة بتدشين مقر مديرية الثقافة الذي رُصد له غلاف مالي يصل إلى 74 مليون دج، حسب البطاقة التقنية للمشروع. كما دعا وزير القطاع بالمناسبة إلى ضرورة تقديم الدعم للجمعيات، وإعطاء الفرصة للمؤسسات الخاصة لتفعيل مختلف النشاطات الثقافية بالولاية في إطار توفير أجواء ملائمة للتنافس الثقافي بين هذه الفعاليات. ودشن السيد ميهوبي مكتبة رئيسة للمطالعة تحمل اسم المجاهد الراحل الدكتور أبو القاسم سعد الله، والتي تتوفر على 7.163 عنوانا وتضم قاعة لذوي الاحتياجات الخاصة وأخرى للندوات وقاعة للمطالعة وأخرى للمعالجة، وجناحا إداريا ومرافق أخرى. وحث الوزير بذات الموقع على ضرورة منح الأطفال والتلاميذ بطاقات مجانية؛ بهدف تقريب المكتبة من الطفل وإقامة علاقة تطبيع بين المكتبة والمحيط، وذلك بالتنسيق مع مديرية التربية، وفق مخطط منهجي يمكن الأولياء من تشجيع أبنائهم على التوجه إلى هذه المكتبة، داعيا إلى تنظيم ندوات حول الكتاب، ومسابقات حول الكتابة لاكتشاف مواهب قادرة على الكتابة والإبداع. كما تفقّد الوفد الوزاري مشروع إنجاز متحف ولائي؛ حيث قُدمت له شروحات مفصلة حول محتوياته، والذي يُرتقب افتتاحه قبل نهاية السنة الجارية، ويُعتبر أول نواة متحفية بمدينة تندوف تستجيب للمعايير المعمول بها دوليا. كما دشن وزير الثقافة خلال هذه الزيارة لولاية تندوف، دار الثقافة التي تحمل اسم المناضل الراحل عبد الحميد مهري.