لا يغيّر اتحاد الحراش تقاليده لمّا يتعلق الأمر بتكوين التعداد الجديد للفريق، وهذا ما وقفنا عليه أمس بملعب الدار البيضاء، حيث يعكف المدرب الرئيس في النادي بوعلام شارف على تسيير عملية انتقاء اللاعبين الجدد من خلال إخضاعهم لتجارب في شكل مباريات ودية. اللاعبون الممتحنون يأتون من عدة جهات من الوطن سواء بمحض إرادتهم أو عن طريق معارفهم الشخصية. وتحاول إدارة النادي إضفاء على هذه العملية، نوع من التنظيم المحكم من خلال توفير لبعض اللاعبين القادمين من ولايات بعيدة، الإيواء والإطعام على مستوى ملعب أول نوفمبر بالمحمدية. المدرب بوعلام لا يشرف على هذه العملية بمفرده، حيث يرتكز في عمله على مجموعة من التقنيين الذين يقومون في نهاية كل المباريات بعملية تقييم مردود اللاعبين الذين يكتشفون فيهم مستوى معيّنا من الأداء في الجانب الفني والبدني. أحد أعضاء مجموعة التقييم قال لنا: "في اتحاد الحراش ليس هناك مكان للنجومية، نفضل أن نتبع تقاليدنا في اختيار اللاعبين؛ من خلال منح الفرص للشباب الذين يريدون تقمّص ألوان النادي، وهم كثر، ونحن متأكدون أننا نجد من بينهم عناصر قادرة على اللعب على أعلى مستوى في بطولتنا، مثلما قيل: "قد نجد في النّهر ما لا نجده في البحر". وفضلا عن ذلك، فإنّ اتحاد الحراش لا يملك الإمكانيات المادية لاستقدام لاعبين بأموال ضخمة". وقد توصّل المدرب الرئيس بوعلام شارف ومساعدوه إلى تحديد أسامي عشرة لاعبين يمكن الاحتفاظ بهم لكن تحت تحفّظ كبير؛ مادامت عملية التجارب متواصلة وتسير في شكل مسابقة بين كل اللاعبين الذين يخضعون لعملية الانتقاء. ومعلوم أنّ عدة لاعبين من تشكيلة الموسم الفارط، غادروا الفريق أو تمّ تسريحهم، وهم بوقاش، دكّينات، آيت وعمر، غربي، لبيحي، بن عاشور، إبراهيمي، حطابي وبومدين، بينما لم يُعرف بعد مصير البعض الآخر من اللاعبين الذين لم يستأنفوا التدريبات بعد أن اشترطوا استلام مستحقاتهم المالية المترتبة عن الموسم المنصرم، وهي تعادل سبعة أشهر وبعض العلاوات، لكن هناك من بين اللاعبين الأساسيين من فضّلوا العودة إلى أجواء التدريبات بعدما تلقوا ضمانات من رئيس النادي محمد العايب، الذي وعدهم بتسوية مستحقاتهم حينما تتدعم خزينة النادي بأموال جديدة. وتنتظر الرئيس العايب مهام كبيرة تتقدمها عملية تجديد عقود اللاعبين، الذين قرروا البقاء في اتحاد الحراش مثل القائد يونس وبولخوة وبن علجية وبوشريط وحراق والغيني كومباسة. وقد يتأخر هذا الإجراء بسبب الصعوبات المالية التي يتخبط فيها النادي، الذي لازال مسيروه يبحثون عن ممولين جدد. العايب لا يمكنه الاعتماد في الوقت الراهن سوى على الأموال التي سيقدّمها أعضاء مجلس الإدارة، لكنها لن تكفي لسدّ كل النقائص الواقعة في الخزينة المالية للنادي. ويحاول العايب منذ أيام التفاوض مع بعض المؤسسات الخاصة؛ لعلّه يجد فيها استعدادا جدّيا لتمويل النادي في هذه المرحلة الحرجة التي يمرّ بها هذا الأخير. لكن الذي يهم كثيرا الأنصار هو أن يكون اتحاد الحراش مسيَّرا في الجانب المالي من طرف مؤسسة اقتصادية كبيرة، تضع حدا للمتاعب المالية التي عرفها في السنوات الفارطة، والتي كانت سببا في الأزمة التي كادت أن تعصف بمستقبل النادي في نهاية البطولة الفارطة في خضم الصراع الحاد الذي كان قائما بين الرئيس السابق عبد القادر مانع ومحمد العايب. ولا يختلف اثنان في أنّ الرئيس محمد العايب منح لمدربه بوعلام شارف كل الصلاحيات لانتقاء التعداد الجديد للفريق بالنظر إلى العلاقة الحميمة القائمة بينهما، حيث إن المسيّر الأول في اتحاد الحراش يثق كثيرا في قدرة شارف على تشكيل أنسب الفريق للموسم القادم، لكن بدون أن يقوم العايب إلى حد الآن بتحديد أهداف النادي في البطولة القادمة. العايب رفض إلى حد الآن توضيح ما ينتظره من فريقه في البطولة القادمة؛ من أجل تفادي الوقوع تحت ضغط الأنصار، الذين أصبحوا لا يريدون رؤية فريقهم يلعب الأدوار الثنائية في البطولة.