لا يزال اتحاد الحراش متمسكا بتقاليده عندما يتعلق الأمر بتدعيم فريق الأكابر قبل انطلاق كل بطولة ويجسد ذلك بالاعتماد بنسبة تسعين في المائة أو أكثر على عنصر الشباب، سواء بترقية لاعبين من الفئات الشبانية أواستقدام لاعبين لا يتعدون الخمسة والعشرين سنة من فرق أخرى، فلا مكان لسياسة النجومية في هذا النادي الذي يراهن على لعب الأدوار الأولى في بطولة الموسم القادم على حد أقوال رئيسه الجديد عبد القادر مانع الذي يعود إلى مقاليد اتحاد الحراش بعدما غادر رئاسته لفترة طويلة. وربما يعد اتحاد الحراش الأول من بين أندية الرابطة الأولى الذي قطع شوطا كبيرا في التحضيرات، فضلا عن ضبطه بنسبة كبيرة تعداد الموسم القادم من خلال الانطلاق مبكرا في عملية الاستقدامات التي سمحت للنادي بالاستفادة من عناصر شابة تم استقدامها من أندية صغيرة وهي: مصطفى زغبة، حارس مرمى جاء من فريق أمل مروانة، ويقال عنه الكثير بخصوص براعته في التصدي لأخطر محاولات التهديف أبان عنها أثناء المباريات الودية التي أجراها اتحاد الحراش مؤخرا، والمدافع دكينات الذي حمل في الموسم المنصرم ألوان شباب باتنة، حيث تم اختيار هذا اللاعب ليكون أحد ركائز الخط الخلفي وتحديدا في مكان الشاب مزاري الذي انتقل للعب في صفوف اتحاد الجزائر. كما تم استقدام عبد القادر مزياني، القادم من ميثالية تيغنيف والذي اكتشفه الحراشيون في مباراة كأس الجمهورية التي أجراها فريقهم مع هذا الأخير في الموسم الفارط، ويجيد هذا العنصر اللعب في عمق دفاع الخصم، إلى جانب اكتسابه لبراعة كبيرة في قيادة الهجومات المعاكسة السريعة. والملفت للانتباه أن هذا اللاعب يحمل لقب واسم صانع ألعاب اتحاد الحراش في الثمانينات عبد القادر مزياني، فهل سيكون لاعب ميثالية تيغنيف فأل خير على النادي الحراشي؟ كما يتواجد ضمن المستقدمين وسط الميدان لرجع، القادم من نادي مديوني وهران والمدافع أورحمون من نادي لحساسنة، إلى جانب المهاجم بوسحابة، الوحيد الذي يقترب من سن الثلاثين، حيث لعب لعدة أندية من الرابطة الأولى، منها شباب بلوزداد ووداد تلمسان مؤخرا، وبوسعه تقديم مساعدة قوية لفريقه الجيد بالنظر إلى تجربته الطويلة في اللعب. ولأول مرة في تاريخ اتحاد الحراش، يستقدم النادي لاعبين مغتربين وهم ابراهيمي ولبيحي وبوقداح، الأول وسط ميدان والثاني مدافع، في حين أن اللاعب الثالث ينشط في الهجوم. وقد كان مدرب الفريق الحراشي، بوعلام شارف مترددا في تجربة هذا الثلاثي المغترب، إلا أنه في الأخير اقتنع بمستواهم الجيد في اللعب بعدما اختبرهم في المباريات الودية. وكباقي الأندية الجزائرية من الرابطة الأولى، لم يتخلف اتحاد الحراش في ضم لاعبين إفريقيين من غينيا إلى صفوفه، وهما المهاجمان مامادو كايتا ومحمد كومباسا اللذين أمضيا على عقديهما منذ أيام قليلة فقط. إلا أن قدوم هذين العنصرين الإفريقيين جعل النادي الحراشي يخسر لاعبه البارع الملغاشي أمادا، بما أن قوانين الفاف لا تسمح لأي ناد بإشراك ثلاثة لاعبين أجانب في نفس الوقت أثناء المباراة، حيث رأى اللاعب الملغاشي أن بقاءه في اتحاد الحراش سيقلل من حظوظ إشراكه في كل المباريات مما جعله ينضم إلى وفاق سطيف الذي أمضى معه عقدا مدته سنتان. وقد ترك المدرب بوعلام شارف الباب مفتوحا للاستقدامات، حيث لا يستبعد قيامه بتجريب لاعبين آخرين في تربص تلمسان. وبفضل كل هذه الاستقدامات، سيتمكن الطاقم الفني الحراشي من ملء الفراغ الذي أحدثه انسحاب ثمانية لاعبين أساسيين اختاروا لأنفسهم وجهة أخرى، ويتعلق الأمر بكل من زيان الشريف وتيايبة وقارة ومباركي ومزاري وبومشرة وأمادا وكنيش. ويمكن للمدرب بوعلام شارف ومساعديه ناصر بشوش وحسان بن عمر الاعتماد في البطولة القادمة على العناصر الشابة التي تكونت في الفئات الشبانية للنادي وتم ترقيتها إلى فريق الأكابر على غرار حطابي الذي أصبح حسب الاختصاصيين يمثل مستقبل الكرة الحراشية بالنظر إلى الإمكانيات الفنية الكبيرة التي يمتلكها، حيث ينتظر الجميع أن يفجر هذا اللاعب طاقته في البطولة. تجدر الإشارة إلى أن اتحاد الحراش باشر أمس تربصه بتلمسان، وهي المحطة الثانية من التحضيرات بعد تلك التي أنهاها بملعب أول نوفمبر بالمحمدية في نهاية الأسبوع المنصرم. وعن هذا التربص، صرح لنا مساعد المدرب ناصر بشوش قائلا "يعد هذا التربص هام جدا في مشوار تحضيرات الفريق، حيث سيتم الرفع من درجة استعدادات اللاعبين من الناحية البدنية وتعويدهم على طريقة اللعب التكتيكي الذي ينتهجه الطاقم الفني تحسبا لأطوار البطولة، فضلا عن مطالبتهم بتحسين انسجام اللعب فيما بينهم وبين الخطوط الثلاثة للفريق". وأضاف بشوش أنه من السابق لأوانه تحديد التشكيلة الأساسية من الآن، كون اللاعبين لا زالوا تحت اختبار الطاقم الفني الذي سيحدد الأولويات في احتلال المناصب بعد الانتهاء من تربص تلمسان. ولم يخف محدثنا ارتياحه بالنسبة للعناصر الجديدة التي التحقت بالفريق، موضحا أن انتقائهم تم حسب إمكانيات كل لاعب. وإذا كانت تحضيرات الفريق تسير بشكل إيجابي، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة للوضعية المالية للنادي الذي لم يسو بعد الأمور بالشكل الذي يسمح بتجنب أزمة مالية قبل انطلاق البطولة، وهو المسعى الذي يقوم به رئيس النادي، عبد القادر مانع ومساعديه في مجلس الإدارة الذي يجري مفاوضات مع مسؤولي المؤسسات الاقتصادية الموجودة على مستوى منطقة وادي السمار، حيث أن الكثير منهم وعد بتقديم مساعدة مالية عاجلة إلى اتحاد الحراش ريثما يتم الاتفاق على صيغة تقديم مساعدات مالية في المستقبل. كما باشر السيد عبد القادر مانع مفاوضات مع ممولين خواص من أجل إبرام معهم اتفاق تمويل يسري طيلة عمر البطولة القادمة. ولم يخف مانع تفاؤله بحل المصاعب المالية للنادي في القريب العاجل، قائلا إن اتحاد الحراش لا يزال في حاجة ماسة إلى إبرام اتفاق تمويل مع مؤسسة وطنية كبيرة مثلما حصل لكثير من نوادي الرابطة الأولى.