تعد قفة رمضان واحدة من أهم المساعدات التي تقدم للعائلات الفقيرة والمعوزة خلال شهر رمضان، بمساهمة العديد من الهيئات كوزارة التضامن الوطني والكشافة الإسلامية والبلديات والجمعيات.. والملاحظ أن نسبة الطلب على قفة رمضان هذه السنة عرف ارتفاعا محسوسا.. وإذا كانت بعض الجهات مثل الوزارة تفسر ذلك بوفرة الإعانات، فإن جهات أخرى كالبلديات ترجع الامر إلى ارتفاع نسبة الشرائح المحتاجة في المجتمع، أي في نسبة الفقر، لاسيما في المناطق النائية خارج العاصمة. وخصصت وزارة التضامن الوطني لعملياتها التضامنية غلافا ماليا يقدر ب 3 ملايير دج لشهر رمضان، وحتى تاريخ 20 سبتمبر تم توزيع ما يقدر ب مليون و481 الف و 998 قفة، وذلك على دفعتين.. الأولى قبل حلول شهر رمضان بيومين، في حين شرع في توزيع الدفعة الثانية منذ النصف الثاني من الشهر الكريم.
ارتفاع قيمة القفة بسبب الغلاء وأكدت السيدة بشيرة فلاق مديرة فرعية بوزارة التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية المقيمة بالخارج ل"المساء"، أن عملية التوزيع تمت من طرف مصالح مديرية النشاط الاجتماعي التي تعمل بالميدان. وحسب المتحدثة فإن قيمة القفة قدرت ب 5000 دج وتضم مواد غذائية كالسكر والزيت والفرينة.... وعلى العموم، فإن تقديم القفة يشترط من المستفيد إعداد ملف يعكس حالته الاجتماعية. والملاحظ كما أشارت السيدة فلاق، أن مبلغ القفة قد ارتفع مقارنة بالسنة الماضية بسبب ارتفاع سعر المواد الغذائية الأساسية، إذ كان مبلغ القفة في سنة 2007 يقدر ب 4000 دج. ومن جهة أخرى، تقر محدثتنا أن عدد طالبي القفة ارتفع مقارنة برمضان الماضي، إذ بلغ كحصيلة أولية مليون و600 ألف مستفيد.. وهذا الرقم الأولي مرشح للارتفاع مع نهاية شهر رمضان - حسب ذات المصدر - مع الإشارة إلى أن عدد المستفيدين في 2007 بلغ مليون و420 ألف مستفيد. وتشير ممثلة الوزارة إلى ان هذه الأرقام لا تعني أن نسبة الفقر قد ارتفعت، وإنما تعني أن المساعدات المقدمة من المحسنين ومن الوزارة كانت كبيرة، وبالتالي غطت شريحة اكبر من طالبي القفة.
ارتفاع نسبة الطلب على القفة ب30 في المائة وإذا كانت وزارة التضامن حاضرة كعادتها في الأنشطة التضامنية، وتفسر الطلب على قفة رمضان بوفرة المواد الغذائية والمساعدات من المحسنين، فان ممثلي الكشافة الإسلامية الجزائرية يرون غير ذلك.. في هذا الخصوص قال السيد عرعار عبد الرحمان، المسؤول الوطني لخدمة وتنمية المجتمع في تصريح ل"المساء" : "الأكيد أن نسبة الحاجة في هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية ارتفعت بشكل ملموس، وهذا ما تأكد لدينا عندما قمنا بالعمل التضامني لهذه السنة مع خمس جمعيات عملت مع أكثر شرائح المجتمع هشاشة كضحايا المأساة الوطنية ". وأضاف أن طالبي القفة مقارنة بالسنة الماضية كحصيلة أولية وتقريبية، ارتفع بمعدل يتراوح بين 20 و 30 بالمائة، وهو رقم ليس بالقليل. وعن عدد القفف التي تم توزيعها كحصيلة أولية على مستوى العاصمة، فقد قدرها ب 2000 قفة احتوت على مواد غذائية موجهة للاستهلاك قيمتها 3500 دج... أما عن كيفية التوزيع فتمت بصورة أسبوعية عن طريق أفواج الكشافة قفة هذا عبر مختلف الأحياء، إلى جانب المساهمة التي تقدمها الجمعيات. وبعبارة ابسط فرمضان يضم أربعة أسابيع توزع في نهاية كل أسبوع 1000 قفة، دون الحديث عن الإعانات التي تقدم مع حلول العيد والهدايا للأطفال، الذين تتم عملية ختانهم، يضيف المتحدث. وحسب السيد عرعار، فإن عملية توزيع القفة لهذه السنة ركزت على المناطق النائية في ضواحي العاصمة مثل بن طلحة وبراقي ومعالمه.. وغيرها من المناطق التي لم تصلها الكشافة الإسلامية من قبل. نفس الرأي عبر عنه ممثلو الهلال الأحمر الجزائري على مستوى العاصمة، لاسيما وان الهيئة تعودت على القيام بنشاطات تضامنية مكثفة في الشهر الكريم تمس خصوصا مطاعم الرحمة.. وأسهمت هذه السنة في مبادرة قفة رمضان من اجل مساعدة العائلات المحتاجة، لاسيما من خلال تقديم غلاف مالي يمكن العائلات الفقيرة من اقتناء المستلزمات.. حيث لاحظ ممثلو الهيئة ارتفاع عدد المحتاجين للمساعدة، مما جعلهم يكثفون نشاطهم تبعا للبرنامج المسطر في الولايات، لاسيما وان الهلال عضو في اللجان الوطنية للتضامن.
بلديات تقلص قيمة القفة لمواجهة الطلب من جانبها، اجتهدت البلديات هي الأخرى للمشاركة في الأعمال التضامنية خلال شهر رمضان، عبر تسخير المبلغ المقدم لها من الوزارة، إلى جانب تدعيم المبلغ بجزء من ميزانيتها.. ومن بين البلديات التي زرناها بلديةبوزريعة حيث كشف لنا السيد عادل نور الدين المكلف بالشؤون الاجتماعية بالبلدية، بأن المبلغ المرصود لقفة رمضان لهذه السنة لم يتغير عن السنة الماضية، حيث قدر ب 80 مليون سنتيم، وهو مبلغ قليل مقارنة بارتفاع عدد المسجلين للاستفادة من مبلغ القفة والذي قدر ب 550 فرد، حسب ذات المصدر. وبالرجوع إلى السنة الماضية لم يتجاوز عدد المستفيدين من القفة 362 شخص. وأمام هذا الارتفاع تم تقليص القيمة النقدية لمبلغ القفة إلى 2000 دج بدل 3500 دج التي تم تحديدها في البداية. من جهة أخرى، لجأت بلدية بوزريعة إلى طريقة جديدة، حسب ذات المتحدث، للحد من الطلبات الكثيرة على قفة رمضان وحتى لا يتم تخفيض مبلغها أكثر، إذ عرضت الاختيار على المسجل بين الاستفادة من القفة أو الحصول على الوجبة الساخنة طيلة شهر رمضان. وعلى العموم، فإن الأغلبية قرروا الاستفادة من الوجبة الساخنة - حسب مصدرنا- ومع هذا ظل عدد المحتاجين كبيرا. وأكد المتحدث أن توزيع القفة بدأ منذ دخول الشهر الكريم، باستدعاء المعني بالأمر شخصيا لقبض مبلغه من القابض البلدي بالبلدية، وذلك لتجنب عدم وصول القفة إلى صاحبها. أما بالنسبة لبلدية الجزائر الوسطى، فإن العملية التضامنية التي تتعلق بقفة رمضان، عرفت تغييرا هذه السنة، فبعد أن كانت توزع في شكل مواد غذائية، فضلت هذه المرة، حسب السيد علي شريشي، الأمين العام، استبدال المواد الغذائية بمبلغ نقدي قدره 5000 دج يقدم على أساس دراسة ملف المعني بالأمر. ويضيف المتحدث أن عدد المستفيدين يختلف.. مشيرا إلى ان الأمر يتعلق بملفات قد لا تتوفر في بعض أصحابها الشروط اللازمة، كأن يحصل مسجل السنة الماضية على وظيفة.. مشيرا إلى أن عدد المستفيدين من القفة للسنة الجارية لم يختلف كثيرا عن السنة الماضية.