شدّد وزير المجاهدين الطيّب زيتوني على ضرورة سير جيل اليوم من الشباب على درب قوافل الشهداء والاقتداء بتضحياتهم الجسام التي قدّموها في سبيل تحرير الوطن من نير الاستعمار، والصمود في مواصلة طريق البناء والتشييد، معتبرا ذكرى استرجاع السيادة الوطنية مكسبا وطنيا هاما لكافة الشعب الجزائري بدون استثناء. وأوضح السيد زيتوني أمس الإثنين في كلمة له خلال إشرافه على افتتاح أشغال ندوة تاريخية بالمتحف الوطني للمجاهد بالعاصمة بمناسبة الذكرى ال 54 لعيد الاستقلال المصادفة ل 05 جويلية 1962-2016 تحت شعار: "شموخ..استقرار... ازدهار" بحضور أعضاء من الحكومة وشخصيات وطنية وأعضاء الأسرة الثورية، أنه لا يمكن أبدا تجاهل أو التنكّر لتضحيات مجاهدي وشهداء ثورة نوفمبر نظير ما صنعوه من بطولات سجّلها التاريخ؛ من أجل كسر أغلال الاحتلال واستعادة السيادة الوطنية التي ضحوا من أجلها بالنفس والنفيس. وأضاف الوزير، في هذا الشأن، أن هذه الملحمة التاريخية الخالدة تبقى نبراسا ينير دروب المستقبل، بفضل التفاف مختلف أبناء الشعب حولها، وهو ما عجّل بإنهاء غطرسة الاستعمار وتحقيق الانتصار الذي كُلّل بالاستقلال الوطني، ولذا يتطلّب على شباب اليوم حسبه الاهتمام باستذكار مثل هذه الشواهد التاريخية الخالدة، التي سعى الاستعمار الفرنسي البغيض لطمسها والنيل منها بشتى الوسائل والطرق، وتفنّنه في تنفيذ جرائمه البشعة ضد الأبرياء والعزّل التي طالت حتى الحيوان والمحيط البيئي. كما قال: "إننا نقف اليوم وقفة إجلال وعرفان لكافة الشهداء والشهيدات الذين سقطوا في ساحات الوغى من أجل الحرية والاستقلال.. وخلّدوا أسماءهم بأحرف من ذهب في مسيرة استرجاع الاستقلال الوطني.."، مذكّرا بأن ثورة الفاتح نوفمبر 1954 أنارت دروب التضحية المقدسة، ما عجّل بالنصر بفضل كفاح بطولي طويل وشاق. واغتنم وزير المجاهدين الفرصة لتحية مختلف ضباط وضباط الصف والمستخدمين العسكريين وكافة الأسلاك الأمنية الأخرى؛ نظير جهودهم الجبارة التي يبذلونها في حماية الوطن وحراسة حدوده والذود عنها؛ باعتبارهم الدرع الواقي للجمهورية والحامي لسلامة ترابها وسيادتها الوطنية. وعرفت الندوة تنظيم مداخلتين حول تاريخ ثورة نوفمبر المجيدة، قبل أن يتم عرض شريط وثائقي من إعداد وزارة المجاهدين لمدة 13 دقيقة، استعرض مرحلة الكفاح المسلّح والاحتفال بتحقيق النصر في 1962. وتطرّق أستاذ التاريخ الدكتور عبد الستار حسين لمغزى المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي من 1830 إلى غاية 1962، حيث أبرز خصوصيات هذه الأخيرة التي تمكّنت من توحيد كافة أفراد الشعب حول المشروع الوطني. كما تناول الإعلامي الدكتور محمد بوعزارة في تدخّل له، جانبا من تاريخ الجزائر في إطار النظرة الاستشرافية لملحمة نوفمبر المظفّرة وما نتج عنها من انتصارات، انعكست إيجابا على مسيرة بناء الوطن. وتم بمناسبة هذه الذكرى تكريم بعض المجاهدين وممثلي الدرك الوطني والشرطة والجمارك؛ عرفانا بالجهود التي قدّموها في سبيل الوطن، كما كُرّمت المجاهدات اللائي شاركن في الثورة.