أبدى وزير التجارة، بختي بلعايب، رضاه لمستوى احترام برنامج المداومات الخاص بالتجار ووحدات الإنتاج، خلال عيد الفطر المبارك، حيث التزم العديد من التجار باحترام هذا البرنامج ببعض البلديات، فيما خالفه البعض الآخر، حيث أسدلوا الستار في وجه الزبائن. وبالمناسبة صرح الوزير: "ليس من السهل إقناع التجار بالعمل في يوم عيد". وقال السيد بلعايب، خلال جولة تفقدية على مستوى عدة بلديات بالعاصمة، أول أمس، شملت عدة فضاءات تجارية ومخابز بكل من الدار البيضاء، الجزائر الوسطى، الأبيار، وعين البنيان، وكذا المركب العمومي للحليب "كوليتال" في بئر خادم لتفقد مدى احترام برنامج مداومات التجار ووحدات الإنتاج لعيد الفطر "يجب انتظار العطلة المطولة لنهاية الأسبوع لجمع المعطيات الخاصة بكل الولايات، وهو ما سيسمح بمعرفة ما إذا انخرط التجار فعليا في مسعى الوزارة لتوفير تموين منتظم بالسلع والخدمات الأساسية". مؤكدا أنه سيتم اتخاذ كل الإجراءات التي ينص عليها القانون ضد المخالفين. ويفرض قانون ممارسة الأنشطة التجارية على المخالفين غلق المحلات التجارية لمدة شهر مع غرامة تتراوح بين 30 و200 ألف دينار. ويشمل برنامج المداومات لهذا العام 33.276 تاجرا لضمان المداومة في أيام العيد من بينهم 4.932 خبازا و20.167 تجارا للمواد الغذائية العامة والفواكه والخضر فضلا عن 7.711 تاجرا ينشطون في مجالات أخرى مختلفة. كما تم تجنيد 5 آلاف عون رقابة على مستوى التراب الوطني لمعاينة مدى احترام هذا البرنامج الذي يشمل 5.409 تاجر في العاصمة، 4.895 في البليدة، 2.355 في عنابة، 5.875 في سطيف، 4.207 في وهران، 3.188 في سعيدة، 3.857 في باتنة، 1.221 في بشار، و2.269 في ورقلة حسب معطيات الوزارة. وفي تصريح صحفي، أكد السيد بلعايب أن دائرته الوزارية تشجع الفضاءات التجارية الكبرى. مؤكدا أن هذه الخطوة لا يجب أن تكون محل إزعاج لصغار التجار. وفي هذا السياق، أكد الوزير أنه قدم مداخلة على مستوى الحكومة عرض من خلالها حلولا لتطوير هذا النشاط وكذا أسواق الجملة، حيث كشف أن عدة علامات كبرى في هذا الميدان أعربت عن رغبتها في النشاط بالجزائر. موضحا أن هذه الفضاءات التجارية الكبرى من شأنها أن تسمح بتموين المستهلكين بشكل أفضل، كما يمكنها أن تشكل أرضية لدعم الإنتاج الوطني والتصدير للخارج. وبالرغم من احترام بعض التجار لبرنامج المداومة فإن أغلبية أبواب المحلات التجارية بالعاصمة كانت موصدة في وجه مرتاديها في اليوم الأول من العيد، وهو مشهد ما فتئ يتكرر كل سنة بمناسبة عيدي الفطر والأضحى. فبحسين داي، المقرية، باب الوادي، ساحة أول ماي، ساحة الشهداء، محمد بلوزداد، والقبة تبين أن أغلبية المحلات كانت مغلقة إلا عدد قليل جدا من بائعي المواد الغدائية العامة وعدد أكبر بكثير من المقاهي ومحلات الأكل السريع وبائعي التبغ. وبالرغم من أن مديرية التجارة لولاية الجزائر كانت قد أعلنت عشية يوم العيد أنه تم تسخير أكثر من ثلثي تجار العاصمة أي 3630 تاجرا يزاولون مختلف النشاطات وعلى رأسها المخابز وبيع المواد الغذائية العامة من أجل ضمان المداومة خلال يومي العيد. غير أنه تبين أن عدد التجار المداومين أقل بكثير من العدد المذكور من طرف المديرية. وحسب بعض المواطنين فإن قلة المحلات التجارية في موسم العيد يرجع إلى كون أغلبية أصحابها يقطنون في ولايات خارج العاصمة. رغم العدد القليل من المخابز فإن الخبز متوفر وبخلاف ما جرت عليه العادة من حيث انقطاع مادة الخبز في موسم الأعياد فقد تبين خلال هذه المرة أنه رغم وجود عدد قليل من المخابز المفتوحة إلا أن الخبز كان متوفر. ويلاحظ أن هذه المادة تتوفر على مستوى محلات المواد الغدائية العامة أو تباع على متن شاحنات صغيرة متنقلة. ولم تتم ملاحظة أي طابور للمواطنين لاقتناء مادة الخبز بل غدت محلات الأكل السريع الوجهة المفضلة للعاصميين وعلى رأسهم الأطفال. ولا يكاد يخلو شارع من شوارع العاصمة من المقاهي وبائعي التبغ والألعاب ومحلات الأكل السريع والمطاعم التي استقطبت عددا كبيرا من العاصميين الذين أقبلوا بكثرة على أكل المشاوي والبيتزا. فيما فضل الأطفال اقتناء مختلف اللعب احتفاء بالعيد. وبالإضافة إلى هذه المحلات لوحظ وجود باعة متجولون استقطبوا عددا كبيرا من الأطفال وحتى الكبار وهم مختصون في المأكولات السريعة كالمشاوي أو بيع الألعاب أو حتى الحلويات. أما المحلات الأكثر رواجا في العيد فهي استوديوهات التصوير لأخذ صور تذكارية بهذه المناسبة. وسائل النقل متوفرة لعدة وجهات بما فيها المقابر كما تبين أن وسائل النقل الحضري وشبه الحضري وما بين الولايات بالعاصمة كانت متوفرة خلال اليوم الأول من عيد الفطر خاصة الذهاب والإياب نحو مختلف مقابر ولاية الجزائر. وكان مدير النقل لولاية الجزائر، رشيد وزان، قد صرح عشية العيد أنه تم إعداد نظام مداومة خاص لتوفير النقل والمواصلات يومي العيد. مؤكدا أن الشبكات والخطوط المنتظمة التي يضمنها عادة المتعامل الرئيسي في مجال النقل الحضري وشبه الحضري بالعاصمة "ايتوزا" سيتم الاحتفاظ بها خلال أيام عيد الفطر. وتبين أن مؤسسة "ايتوزا" طبقت برنامجها الخاص المتعلق بتوفير المواصلات ذهابا وإيابا بمناسبة عيد الفطر نحو مختلف مقابر العاصمة انطلاقا من محطة ساحة أول ماي نحو مقابر العالية وغاريدي وبروية والمدنية. كما ضمنت توفر وسائل النقل من ساحة الشهداء نحو مقابر العالية، القطار، عين البنيان، وبوزريعة، ومن شوفالي إلى مقابر بني مسوس ودالي إبراهيم، ومن باش جراح إلى مقابر غاريدي، بن عمر، سيدي رزين عبر براقي ومن الحراش نحو مقبرة العالية عبر سيدي طيب. كما تم تسخير 25 حافلة لنقل المسافرين نحو مختلف ولايات الوطن عبر المحطة البرية لخروبة، فيما تم الاحتفاظ بالبرنامج الاعتيادي للرحلات عبر القطار نحو الولايات الأخرى. وللتحكم في تدفق المسافرين، وضعت مؤسسة استغلال وتسيير محطة الخروبة بمناسبة عيد الفطر 14 كاميرا مراقبة إلى جانب ال16 الموجودة، حسبما أكده المدير العام للمؤسسة عز الدين بوشهيدة.