احتضن قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة عشية الأربعاء الفارط، الصالون المحلي للنحاس في طبعته الأولى بمشاركة 20 عارضا من مختلف ربوع الولاية، يمثلون حرفيين في مجال صناعة النحاس وكذا أساتذة مختصين في مجال الصناعة التقليدية، حيث حملت الطبعة التي ستدوم إلى غاية نهاية الشهر الجاري شعار "صناعة النحاس مرآة المدينة". وجاءت الطبعة الأولى بمبادرة من مديرية الثقافة بالولاية وجمعية "البهاء". وحسب مدير الثقافة، عبد الله بوقندورة ترمي بالدرجة الأولى إلى الترويج لهذا الموروث الثقافي وتسويقه خارج الورشات قصد تمكين الحرفيين ومحبي هذا الفن الأصيل من اقتنائه، مضيفا في ذات السياق أن توقيت الصالون سيمتد حتى ساعات متأخرة من الليل للسماح للمواطنين وحتى السياح الأجانب من الاطلاع على المنتوجات. من جهته، أكد رئيس جمعية "البهاء"، أن الصالون القسنطيني الأول للنحاس يهدف إلى إعطاء نفس جديد لصناعة حرفية ظلت تتوارثها الأجيال وكذا محاولة تثمين مهارات حرفيين برزوا في هذا المجال. كما أضاف المتحدث أن هذا الصالون يشكل فضاء للتبادل بين المشاركين وأساتذة هذه الصناعة الحرفية بهدف مد جسور التواصل والتعاون والبحث عن الأسواق. وقد عرف الصالون المحلي للنحاس عرض العديد من المنتوجات التقليدية ذات الحرفة الرفيعة من مختلف الأشكال والأحجام على غرار عرض سينيات، أباريق ومصابيح ومختلف الأواني، وكذا تلك المستعملة في تقطير الزهر والمرشات والسكريات وغيرها من المصنوعات الحرفية المشهورة بعاصمة الشرق وحتى تلك التي تصلح للديكور. من جهتهم، طالب المشاركون في الطبعة الأولى لهذا الصالون، الجهات المعنية الوقوف إلى جانبهم لإنقاذ هذه الحرفة من الزوال خاصة أن صناعة النحاس تعد من بين الحرف التقليدية التي ساهمت في التعريف بقسنطينة محليا وحتى عربيا، حيث أكدوا أن غلاء المادة الأولية من بين أهم العقبات التي يواجهونها رغم الوعود التي كانوا يتلقوها في الزيارات الوزارية كل مرة من خلال تقديم مقترحات بفكرة اللجوء إلى الشراء الجماعي للمادة الأولية الضرورية بالنسبة لحرفيي النحاس وهي الفكرة والمقترح الذي لم ينفذ لحد الساعة، مشيرين إلى أن صفائح النحاس ذات النوعية الجيدة والتي يستعملونها ليست سهلة المنال، كما أن المتوفر في السوق المحلية عبارة عن صفائح نحاس ذات نوعية رديئة. للإشارة، فإن صالون القسنطيني للنحاس ومنذ افتتاحه، عرف توافدا معتبرا للمواطنين المحبين لهذه الحرفة وهذا الإرث القديم.