لا يزال نجوم الطرب العربي يحجون إلى مدينة كويكول الرومانية، ويصنعون سهرات السمر في ليالي مهرجانها العربي الثاني عشر، وفي هذا السياق، امتزج الفن الشعبي المغربي بالطربيات والطابع السطايفي العصري مع الأغنية العاصمية في السهرة الثالثة للفعاليات في قعدة تجاوب معها الجمهور بشدة. بشهادة كل من حضر، كانت السهرة الثالثة راقية بكامل ما تحمله الكلمة من معنى ومواصفات، لاسيما الأطباق المقدمة التي استمتع بها الحضور الجماهيري، حيث استحضر فيها أبطال السهرة بأحبالهم الصوتية، جماليات الطرب وقامات الفن العربي، من كوكب الشرق أم كلثوم إلى شحرورة الشرق الأوسط فيروز، فسار سحر الكلام وعبق الأحاسيس جنبا جنب. وكانت بطلة السهرة الثالثة بدون منازع، القادمة من الخضراء تونس، الفنانة صوفية صادق، ابنة جيل الصحوة الفنية وكأنها جاءت إلى جميلة حاملة رسالة مفادها أن ألحان فيروز وأم كلثوم مازالت وستبقى أمانة في أعناق الفنانين، يجب المضي قدما للحفاظ عليها كفن راق يؤدي رسالة نبيلة وهادفة في آن واحد. وفتحت الفنانة صوفية صادق شهية الحضور برائعة المليون أغنية "حمتك يد الله يا وطني"، كلمات الكاتب والأديب الجزائري، عز الدين ميهوبي، أدتها صوفية بطريقة جعلت الجمهور يرى فيها فيروز الثانية، ولكي تكون البداية ممجدة لرمزية المكان، أرادت الفنانة التونسية أن تداعب الصخور العملاقة لمسرح كويكول، فغنت "جميلة الجميلة"، ومجموعة من أغانيها الجميلة منها "مايهمنيش"، و«بنموت عليك" و«تحلى الليالي"، لتختم سهرتها بالسفر بجمهورها إلى عالم الرومانسية الممزوجة بدمع الحسرة والندم أحيانا، التي كانت أكثر من مرآة عاكسة لمئات من القصص. ومن تونس الخضراء إلى منطقة تازا بمدينة فاس المغربية، عرف الفنان الشعبي خالد بناني، كيف يدغدغ أحاسيس ومشاعر الجمهور فسافر به إلى عالم الفن الأصيل، بباقة من الأغاني المغربية التراثية والشعبية، التي رقص عليها الجمهور استهلها بأغنية عندي "قليب واحد" وأغاني "حلومة يامصطفى" و«دابا دابا"، و«لوكان يجيبولي باب حديد". وتم فسح المجال بعد أداء الفنان المغربي، لثلة من الفنانين الجزائريين، البداية مع الفنانة أمل زان التي قدمت باقة عاصمية منوعة، تلاها الفنان حسين لصنامي والفنان سمير تومي، صاحب الحنجرة العاصمية الذي عرف كيف يمتع الحضور بوصلات غنائية من رصيده الفني، فغنى "نجمة قطبية" و«الممرضة" للفنان القدير رابح درياسة، وهي الأغاني التي خطفت اهتمام الشباب والعائلات الحاضرة التي برهنت على ولعها بهذا الفن الذي لم يعد حكرا على العاصميين فقط، لتختتم السهرة بالفنان ديدين الذي نجح في تحريك الخشبة بباقة منوعة من التراث السطايفي والشاوي منها أغنية "راني ولد بلاد" التي رقص على إيقاعاتها الحضور. أصداء المهرجان: ❊ عرفت السهرة الثالثة من مهرجان جميلة العربي، حضورا معتبرا للجمهور عكس السهرة الأولى والثانية. وهذا رغم أن سعر التذكرة حدد ب80 دينار. ❊ لازالت السهرات تعرف تأخرا في الانطلاق إلى غاية الساعة الحادية عشر. ❊ أدت الفنانة التونسية صوفيا صادق أغنية عن الجزائر كتبها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بعنوان "حمتك يد الله يا وطني"، وهو ما ألهب الجماهير. ❊ لم يفوّت كل الفنانين الذين أحيوا حفلاتهم، الفرصة لشكر القائمين على ديوان الوطني الثقافة والإعلام على دعوتهم للمشاركة في مهرجان جميلة العربي. ❊ أثنى جمهور مهرجان جميلة العربي على عمل مصالح الدرك والأمن الوطنيين الذين يسهرون لتوفير الأمن لهم. ❊ قدم جمهور من مختلف ولايات الوطن للاستمتاع بأداء الفنانين في سهرات جميلة والدليل على ذلك لوحات ترقيم سياراتهم المختلفة. ❊ على عكس ما كان يجري خلال الندوات الصحفية حيث يبدأ الإعلامي بطرح الأسئلة للضيف، بادرت الفنانة صوفيا صادق بسؤال الإعلاميين حول نجاح الأغنية التي أدتها عن الجزائر.