لا يزال ركح كويكول يصنع الحدث الفني ووجهة لأكبر الأسماء الفنية العربية والجزائرية التي تتوافد يوميا على المدينة الأثرية جميلة في مهرجانها العربي في نسخته الخامسة، حيث استمتع جمهورها في السهرة الرابعة بطبق فني جزائري خالص، امتزجت فيه الأغنية السطايفية المحلية بالطابعين الشاوي والعاصمي إلى الأغنية الرايوية والنغمة القبائلية.. أول من صعد الخشبة كان أحد أبناء مدينة مستغانم، فنان عرف بأغانيه الاجتماعية الهادفة، غنى للوطن وللحب وللوالدين والمرأة، عبد القادر الخالدي الذي يحتفظ بأجمل الذكريات فوق ركح كويكول باعتباره من الفنانين القلائل الذين شاركوا في أغلب طبعات مهرجان جميلة، الخالدي طار بجمهوره إلى عالم الطرب والرقص على أنغام "القلال" غنى أجمل ما جادت به قريحته طيلة مشواره الفني، بعده مباشرة جاء الدور للأغنية السطايفية المحلية مع الصاعد الجديد الشاب خليل الذي سطع نجمه هذه الصائفة من خلال أعراس المنطقة، الشاب خليل ألهب الساحة بأغانيه الفلكلورية الراقصة فكانت أغنيته الشهيرة "عمي القهواجي" المأخوذة من التراث الشعبي السطايفي، أول ما يفتتح به سهرته رقص عليها الجمهور ورددها معه، كما غنى خليل باقة من الأغاني المحلية الراقصة قبل أن يطير بعشاقه إلى الطرب التونسي قدم فيه موالا تفاعل معه الجمهور. ثالث فنانة صعدت الخشبة كانت المطربة لامية ناريمان التي استقبلت بزغاريد النسوة وتصفيقات عشاق النغمة العاصمية، حيث أطربت الحضور بباقة من الأغاني العاصمية قبل أن تعرج بهم إلى الطابع المغربي الراقص، تلاها بعد ذلك مطرب الأغنية الأوراسية سليم الشاوي الذي دوى الساحة بحنجرته القوية استهلها بموال "عين الكرمة" لعميد الأغنية الشاوية المرحوم عيسى الجرموني بالإضافة إلى مجموعة أخرى من "ريبارتوار" نجوم الأغنية الأوراسية. مسك السهرة كانت من توقيع الفنان القدير لونيس آيت منقلات الذي كان نجما بكامل ما تحمله الكلمة من معنى، لونيس أعاد الهدوء إلى ساحة "سيبتيم سيفير" غنى أجمل أغانيه التي هزت الجمهور الى درجة كادت معها الأمور أن تفلت من المنظمين مما أجبر آيت منقلات إلى أخذ وقت مستقطع بتأديته مجموعة أخرى من أغانية الشهيرة الهادئة والهادفة التي اختتم بها السهرة..