دعت لجنة البناء والتعمير بالمجلس الشعبي الوطني، إلى ضرورة الشروع في إحصاء وتصنيف دقيقين للبنايات القديمة والهشّة المعرضة للانهيار على مستوى كافة إقليم بلديات الجزائر العاصمة، كونها أضحت مصدر تهديد حقيقي لحياة قاطنيها، خاصة عند حدوث الهزات الأرضية أو تأثرها بالعوامل الطبيعية، كمياه الأمطار. أكد رئيس اللجنة السيد عبد القادر صافي في اتصال ب"المساء"، أنّه يتعيّن على المصالح المختصة بالبلديات وولاية الجزائر العاصمة التعجيل بالقيام بإحصاء شامل ودقيق للنسيج العمراني القديم الذي يضم بنايات قديمة آيلة للسقوط في أية لحظة، مطالبا بجرد واقعي يتماشى مع الحقائق والمعطيات الموجودة في الميدان دون تهويل أو الاستهانة بهذا الملف الحسّاس. وأوضح صافي في هذا الشأن، أن أكبر عدد من هذه البنايات الهشة يتواجد ببلديات الجزائر الوسطى والقبّة وحسين داي وسيدي أمحمد والقصبة..، حيث يتطلّب الأمر دراسة وضعيتها وإعادة تصنيفها إن أمكن ذلك، علما أن معظمها يعود إلى الحقبة العثمانية والاستعمارية، وهو الأمر الذي يستدعي تعاملا مع هذا النوع من البنايات، مشددا على أهمية إعادة الاعتبار، في هذه العملية، لمخططات التهيئة العمرانية التي تم الاعتماد عليها في عمليات إحصاء سابقة غير مكتملة بسبب عدة عوامل، منها عدم التزام الجديّة في الأمر وعدم استشارة الهيئات المعنية وإهمال تقاريرها، لاسيما اللجان التقنية المكلّفة بالمراقبة. كما أشار المتحدث بالمناسبة، إلى أنّ عدم اكتمال الدراسات السابقة يعود إلى عدم التحكّم في المراقبة التقنية لهذه البنايات والتساهل في تصنيفها في الخانات المخصّصة لها، ناهيك عن تجاهل وضعية الأرضيات والأساسات التي تتطلّب دراسة ومراقبة دقيقة، مطالبا بضرورة تدارك التأخر الكبير في المصادقة على مخطّطات التهيئة العمرانية بالبلديات المعنية، قصد تسهيل عمل الجهات المختصة سواء بلجوئها إلى التهديم الكلي للمباني الهشّة والمتضرّرة بصفة كبيرة، أو ترميم تلك التي تشهد تضرّرا بسيطا لا يؤثر على البنية التحتية لأساساتها. واقترح بالمناسبة، القيام بحملات دورية للتأكد من صحة وسلامة البنايات، لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتدخّل في الوقت المناسب، لتفادي حدوث أية انعكاسات سلبية قد تنجر عن ذلك على السكان. وفي سياق متصل بالموضوع، ذكر المتحدث أن بلدية بلوزداد، على سبيل المثال، تحصي أكبر عدد من البنايات الهشة، حيث تم إحصاء أزيد من 175 بناية مهددة بالسقوط ومدرجة ضمن الخانة الحمراء، حيث هدم منها 57 بناية لا تتوفّر فيها شروط الصحة والسلامة. كما تم في هذا الشأن، تصنيف 509 بنايات في الخانة البرتقالية، وضعت منها 326 في الدرجة الرابعة وأكثر من 140 عمارة في الدرجة الثالثة، في وقت تتواجد 42 بناية في الخانة الخضراء لاستجابتها لشروط الصحة كونها لاتزال تحافظ على شكلها المعماري، إلى جانب سلامة دعائمها وأساساتها وبنيتها التحتية. يذكر أن مخططات التهيئة العمرانية عرفت تأخرا كبيرا في المصادقة عليها على مستوى بلديات العاصمة، وهو ما حال دون تحقيق أي تقدّم في ملف تحيين البنايات القديمة والهشّة، الأمر يطرح العديد من التساؤلات حول الدور التنسيقي لمصالح هذه البلديات في تدارك الاختلالات والعوائق المسجلّة في هذه العملية.