تحصي العاصمة ما يفوق عن 70 بناية مهددة بالانهيار، تتمركز أغلبيتها في بلديات سيدي امحمد، باب الوادي، القصبة، بلوزداد، المدنية، الجزائر الوسطى، حسين داي والحراش..، باعتبارها سكنات تعود إلى العهد العثماني والاستعماري الفرنسي، ما جعل الأساس يتآكل بفعل الزمن، مشكلة بذلك خطرا كبيرا على حياة قاطنيها وهو ما أثبتته الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء. وفي هذا المقام وتطبيقا لتعليمة والي العاصمة عبد القادر زوخ الرامية إلى إحصاء العمارات والشروع في دراسة معمّقة لهذه الحالات واتّخاذ الإجراءات الكفيلة بإخراجهم من هذا الخطر مع إعادة ترميم البنايات القديمة، شرعت البلديات المعنية بالتعاون مع مديرية العمران ومديرية الإدارة المحلية بمعاينة دقيقة للمنازل المهددة بالانهيار، والتي باتت تشكّل خطرا حقيقيا على حياة ساكنيها، حيث شرعت في استقبال المعنيين لإتمام ملفاتهم والتأكّد من عدم استفادتهم من سكنات أخرى، حيث ستعكف لجان الدوائر على دراسة كل الحالات لترحيلها في العمليات المقبلة. ونذكر في هذا المقام بلديتي سيدي امحمد وبلوزداد اللّتين تشهدان أكبر عدد من العمارات الآيلة للسقوط، حيث تسجل بلدية سيدي امحمد 25 عمارة مهددة بالانهيار، 11 منها في حالة مزرية، ويناشد قاطنوها السلطات المحلية وعلى رأسها والي العاصمة بانتشالهم من خطر الموت وترحيلهم إلى سكنات لائقة. كما تحصي بلدية بلوزداد أكبر عدد من البنايات المهددة بالانهيار، حيث وصلت إلى ما يفوق ال 50 بناية حسب رئيسة المجلس الشعبي للبلدية والتي كانت قد فتحت هذا الملف لوالي العاصمة خلال خرجته التفقدية للمقاطعة الإدارية لحسين داي، حيث دقّت ناقوس الخطر فيما يخص هذه الظاهرة التي باتت تشكّل خطرا حقيقيا على سكان البلدية. وأفادت السيدة نعيمة دهينة أنّه ما يربو عن 52 عمارة مهدّدة بخطر الانهيار نظرا لقدمها باعتبارها تعود إلى العهد العثماني والاستعماري، و التي زادت في تدهورها العوامل الطبيعية على غرار الزلازل التي شهدتها البلاد، حيث كانت قد أحصت من قبل حوالي 125 بناية في الخانة الحمراء في زلزال ماي 2003 تمّ تهديم منها 57 بناية نظرا للحالة الحرجة التي كانت عليها، لتبقى 52 بناية ما يزال سكانها يطالبون بترحيلهم العاجل وانتشالهم من خطر الموت المحقق، خاصة وأنّ العديد من هذه البنايات قد عرفت تشققات وتصدعات، حيث تساقط أجزاء منها فوق رؤؤس قاطنيها. وتطرّقت رئيسة البلدية خلال مداخلتها إلى هشاشة النسيج العمراني للبلدية، حيث تضم حسبها 509 بناية مصنفة في الخانة البرتقالية، منها 326 في الدرجة الرابعة و141 في الدرجة الثالثة و42 بناية في الخانة الخضراء، كان قد عرف جزء منها ترميم غير أنه لم يراعى فيه المقاييس السليمة ما جعلها في حالة سيئة. وطالبت السيدة دهنية في هذا المقام بضرورة اتخاذ إجراءت كفيلة ومستعجلة لانتشال السكان من خطر الموت، الذي يهدد السكان وترحيل العائلات المتضررة إلى سكنات لائقة.