تأخر المصادقة على مخطط التهيئة العمرانية يخلف 4 حالات وفاة تواجه مصالح بلدية بلوزداد، بالعاصمة، مشكل ارتفاع عدد البنايات المهددة بالانهيار، نتيجة تأخر المصالح الولائية في المصادقة على مخططات التهيئة العمرانية التي سبق لمصالح البلدية أن قامت بإعدادها، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد البنايات المهددة بالانهيار إلى 52 بناية جديدة. خلص التقرير الذي أعدته رئيسة بلدية محمد بلوزداد، نعيمة دهينة، والذي قدمته لوالي العاصمة، عبد القادر زوخ، خلال الزيارة الأخيرة إلى المقاطعة الإدارية لحسين داي، عند جملة من المشاكل التي تعرفها البلدية، أهمها قدم النسيج العمراني للمنطقة الذي يعود بعضه للعهد العثماني والبعض الآخر للفترة الاستعمارية، حيث أضحت بعض بنايات البلدية غير صالحة للسكن وتشكل خطرا حقيقيا على قاطنيه. وجاء في نص التقرير أن عدد البنايات المهددة بالانهيار ببلدية محمد بلوزداد، 52 بناية جديدة تم إحصاؤها مؤخرا بسبب حدة التضرر التي طال النسيج العمراني الذي يميز المنطقة، نتيجة العوامل الطبيعية المختلفة، وكذا عدم التمكن من التدخل السريع لترميمها وإعادة تهيئتها في الأوقات المناسبة. وأوضح التقرير، الذي تحصلت ”الفجر” على نسخة منه، أن بلدية محمد بلوزداد قامت خلال الفيضانات التي عرفتها العاصمة سنة 2001 بإحصاء 51 بناية في الخانة الحمراء من قبل اللجنة الخاصة، وقامت خلال زلزال 2003 بإحصاء 125 بناية أخرى في الخانة الحمراء، هدمت منها 57 بناية لحد الآن والباقية يعاني سكانها من خطر الموت، بينما في السنوات الأخيرة عرف عدد البنايات الهشة ارتفاعا كبيرا وصل إلى 52 بناية أخرى جديدة. وأحصت ذات المصالح أيضا 509 بنايات مصنفة في الخانة البرتقالية، توشك أن تصنف في الخانة الحمراء بالنظر لبعض الانهيارات الجزئية المسجلة، منها 326 بناية في الدرجة الرابعة و141 بناية في الدرجة الثالثة و42 بناية في الخانة الخضراء. وما زاد من تأزم وضعية هذه البنايات الهشة - حسبما جاء في ذات التقرير- الطريقة السيئة والرديئة المعتمدة من قبل الجهات المختصة في عملية الترميم التي عرفتها بعض البنايات، إلى جانب تضرر العديد من البنايات الأخرى أثناء عملية هدم بعض البنايات المصنفة في الخانة الحمراء، كونها توجد بجوار هذه الأخيرة، بالإضافة إلى سوء متابعة عملية الهدم. كما أن البلدية تتوفر على سكنات هشة لم تتم معاينتها بعد من قبل مصالح المراقبة التقنية للبناء. وقد سبق للبلدية أن سجلت عدة حالات وفاة نتيجة انهيار بعض البنايات، مستطردة بحوادث خلفت العديد من الموتى، منها انهيار عمارة في شارع الشيخ الكمال سنة 1988 خلفت 8 موتى، وانهيار بناية أخرى في حي سرفنتاس سنة 1999 خلف وفاة شخص، وكذا انهيار بناية أخرى في شارع محمود روني في ذات السنة خلف أربعة موتى. ومن بين العوامل التي ساهمت في تدهور حالة البنايات الهشة، تأخر المصالح الولائية المصادقة على مخططات التهيئة العمرانية، منها المتواجدة بالمنطقة السفلية للبلدية، وكذا المتواجدة بأعالي البلدية، بالإضافة إلى مخطط التهيئة العمرانية الذي يجمع بين بلدية محمد بلوزداد وبلديات حسين داي، المقرية، القبة، وبلدية سيدي امحمد، ما نتج عنه تأخر إطلاق المشاريع، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة تواجد البنايات الفوضوية التي شيدت خلال العشرية السوداء على مستوى إقليم البلدية. وفي هذا الصدد، أشار التقرير إلى المراسلات العديدة الموجهة لمختلف الجهات المعنية للتدخل للتكفل بمختلف المشاكل التي تعرفها البلدية، منها المراسلة رقم 4876/م أع/2013 المؤرخة في 28 نوفمبر 2013 الموجهة للوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لحسن داي، لتسجيل مشاريع ومرافق عمومية مختلفة في شتى المجالات، إلى جانب المراسلة رقم 222/م أع/2013 الموجهة دائما للوالي المنتدب من أجل إدراج 90 بناية هشة في برنامج مديرية إعادة تهيئة وهيكلة أحياء العاصمة.