أعلن وزير النقل والأشغال العمومية، السيد بوجمعة طلعي، أمس، أن القطار الجديد الرابط بين الجزائر العاصمة وزرالدة سيدخل الخدمة الفاتح نوفمبر مقبل، وهو ما سيحل إشكالية النقل بالضاحية الشرقية للعاصمة التي ستعرف توزيع العديد من السكنات نهاية السنة الجارية. كما حرص طلعي على ضرورة فتح حظائر لأكثر من 500 سيارة عبر المحطات الخمس للخط الجديد الذي سيمتد على مسافة 15 كيلومترا، على أن يتم الانتهاء من دراسة مشروع تمديد الخط إلى مدينة قوراية ببلدية شرشال خلال الأسبوع المقبل، وهو ما سيسمح بإدراج وسيلة نقل حديثة تجمع بين الترامواي والقطار. دعا وزير النقل والأشغال العمومية، أمس، القائمين على مشروع خط السكة الحديدية العاصمة - وزرالدة إلى الإسراع في تجهيز الخط بتقنيات الاتصال والإشارة العصرية التي تسمح بضمان السرعة والتقليل من الحوادث، مشيرا إلى أن المشروع أنجز في وقت قياسي وتراهن عليه الحكومة لإعادة بعث مشروع المدينة الجديدة لسيدي عبد الله. كما طالب طلعي شركة الإنجاز وهي الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية بالتنسيق مع مجمع تركي، بالتفكير في توسيع الحظائر عبر محطات الخط الجديد والمتعلقة بكل من بئر توتة، تسالة المرجة، سيدي عبد الله، محطة الجامعة وزرالدة، على أن يتم تخصيص فضاءات للنشاط التجاري بجانب الحظائر قصد توفير كل الخدمات للمسافرين. ولدى اطلاع الوزير رفقة وزير السكن والعمران، على أشغال إنجاز محطة زرالدة والمباني الخاصة بالتجهيزات التقنية، ألح على ضرورة استخدام التكنولوجيات الحديثة في تسيير القطار المكهرب المخصص لهذا الخط، مع ضمان عدم حدوث أي طارئ مستقبلي، ملمحا إلى الحوادث الأخيرة المسجلة عبر خط الترامواي بولايتي وهران وقسنطينة والتي أرجعها الوزير إلى أسباب تقنية تخص عدم تحكم السائقين في طريقة قيادة العربات، قائلا "إن نقص التكوين جعل أحد السائقين يخطئ في تحديد سرعة الترامواي الذي انطلق ليصطدم بالجدار المقابل". وحسب الشروحات المقدمة من طرف ممثلي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، فقد تم الأخذ في الحسبان تجهيز عربات القطار الجديد بتقنيات عصرية تسمح بتوقفه عن السير عند حدوث أي طارئ يتعلق باندلاع حريق أو خطأ في تحديد السرعة، وهو ما سيضمن سلامة المسافرين. كما تم تخصيص مبنى لتوليد الطاقة الكهربائية للقطار بالتنسيق مع مصالح مجمع توزيع الكهرباء والغاز، وهو ما سيضمن توفير الطاقة اللازمة لقيادة القطار المكهرب الذي ستحدد سرعته في بداية الأمر ب140 كيلومترا في الساعة. وطالب طلعي بإنهاء كل أشغال وضع السكة قبل 30 أكتوبر المقبل، تاريخ تسليم المشروع لشركة النقل بالسكك الحديدية، قصد وضع القطار على السكة وتجربته تقنيا قبل الإعلان الرسمي عن دخوله حيز الخدمة بتاريخ 1 نوفمبر. أما فيما يخص مشروع تمديد الخط إلى بلدية عين البنيان وقورايا ببلدية شرشال في مرحلة ثالثة، فأكد الوزير أن الدراسة تضمن مجموعة من الصيغ التي سيتم اقتراحها الأسبوع المقبل على السلطات المحلية لولاية تيبازة، بالنظر إلى مرور الخط عبر عدة تجمعات حضرية، وتتوقع الوزارة أن يتم قبول مقترح الجمع بين خدمتي القطار والترامواي بالولاية، وهي تقنية جديدة للنقل معتمدة في عدد من الدول، حيث يخفض القطار سرعته بالمناطق الحضرية ليعيد رفعها عند دخول السكة الحديدية، ويتوقع طلعي بعث المشروع مباشرة بعد أخذ موافقة السلطات المحلية لتيبازة، مع العلم أنه سيمتد على مسار 90 كيلومترا ويضم 12 محطة. أما فيما يخص تسعيرة التذكرة المقترحة للخط الجديد، فأشار طلعي إلى أن الوزارة تعكف حاليا على إنهاء مشروع توحيد التذاكر ما بين كل وسائل النقل الحضري، وهو ما سيسمح للمسافرين باقتناء تذكرة واحدة للتنقل عبر حافلات النقل الحضري والترامواي والمترو والقطار في نفس الوقت.