أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، أمس، أن الندوة الوطنية المقرر تنظيمها حول ملف الخدمات الجامعية خلال العام الجاري، ستطرح فكرة إعادة تنظيم دعم الدولة للطلبة، بشكل يسمح باستبدال الدعم غير المباشر، الذي يدفع حاليا من خلال تسديد الفارق بين ما يدفعه الطالب والتكاليف الحقيقية للخدمات، بدعم مباشر يسمح للطالب بتلقي مبلغ شامل يمكنه من التصرف في الإنفاق على الخدمات الجامعية. وإذ نفى الوزير في تصريح للصحافة على هامش تنصيب لجنة الدراسات والاستشراف لحزب جبهة التحرير الوطني بمقر هذا الأخير بالعاصمة، أن يكون قطاعه قد اتخذ قرار رفع منحة الطالب كما أشيع في بعض الأوساط، أوضح بأن ما تمت إثارته في إطار الجامعة الصيفية للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، هو دراسة إمكانية تجسيد فكرة إعادة النظر في الخدمات الجامعية بصفة عامة، بما فيها موضوع الدعم الذي تقدمه الدولة للطالب "والذي يتم الآن بطريقة غير مباشرة، مشيرا إلى أن القطاع يفكر حاليا في إمكانية تحويل هذا الدعم بشكل تدريجي إلى دعم مباشر، "بحيث يقدم هذا الدعم للطالب الذي يتولى الإنفاق على مختلف الخدمات بالشكل الذي يرضيه". وحسب السيد حجار فإن التوصل إلى تجسيد هذه الفكرة، سيكون له تأثير بشكل آلي على قيمة المنحة، على اعتبار أن الدولة التي تخصص حاليا مبلغا محددا كمنحة للطالب تدفع في المقابل الفوارق بين ما يدفعه هذا الطالب والتكاليف الحقيقية لمختلف الخدمات، سواء تعلق الأمر بوجبة الغذاء أو تكاليف الإيواء أو النقل، مذكرا على سبيل المثال بأن الفارق بين 1,20 دينار التي يدفعها الطالب مقابل وجبة الغذاء والتكلفة الحقيقية لهذه الوجبة التي تتراوح مابين 150 و200 دينار تدفعها الدولة في إطار الدعم غير المباشر للتعليم العالي، "ونفس الأمر ينطبق على خدمات النقل والايواء"، يضيف الوزير، الذي لم يستبعد إمكانية التوصل إلى تجسيد مقترح إعطاء الطالب دعما بشكل مباشر ليتولى بنفسه الإنفاق على مختلف الخدمات. وفيما أشار إلى أن تاريخ عقد الندوة الوطنية حول الخدمات الجامعية لم يتم ضبطه بعد "إلا أنها ستكون خلال الموسم الدراسي الجاري"، أكد الوزير بأن هذه الندوة سيتم خلالها طرح ودراسة ملف الخدمات الجامعية بكل موضوعية مع إشراك كل المتعاملين المتدخلين في هذا الملف بما في ذلك المؤسسات التي تمون الإقامات والمؤسسات الجامعية بمختلف الخدمات الاجتماعية، متوقعا أن تصل هذه الندوة المرتقبة إلى تحقيق الهدف الذي تتطلع إليه كل أسرة التعليم العالي في الجزائر، وهو "تحسين الخدمات الجامعية التي يستفيد منها الطالب والارتقاء بها إلى المستوى الذي يرضيه ويرضي السلطات العمومية كذلك". ويعد ملف إصلاح الخدمات الجامعية من بين أبرز المطالب التي تنادي بها التنظيمات الطلابية، على غرار الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، الذي يدعو، وفقما أكده مسؤوله الاول في الاستطلاع الذي قامت به "المساء" مؤخرا، إلى ضرورة مناقشة مقترح الدعم المباشر للطالب، مثلما هو معمول به في مختلف دول العالم، بحيث تقدم الدولة للجامعي منحة محددة يتصرف فيها بكل حرية.