دعت الجمعية الثقافية الترفيهية سندس من شفة (البليدة)، الفنانين الجزائريين للمشاركة في الحفل التكريمي للفنان الراحل الشاب حسني، بمناسبة مرور 22 سنة على رحيله. وبهذه المناسبة، أكد كل من الفنان رفيق والشاب جلال ومحمد الصغير حضورهم، في حين ما تزال المفاوضات سارية مع كادير الجابوني وحكيم صالحي وغيرهم. وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعية الثقافية الترفيهية "سندس"، السيد عنون محمد ل«المساء"، أن الحفل سيحتضنه المركز الثقافي "عبد القادر الوزري" بشفة (ولاية البليدة) في 28 سبتمبر الجاري، مضيفا أن الأبواب مفتوحة لكل الفنانين الراغبين في المشاركة في هذا الحفل التكريمي لأمير الأغنية العاطفية بالجزائر، الشاب حسني. وأضاف أنه من خلال مشاركة الفنانين في هذه التظاهرة، سيستمتع محبو حسني بأغانيه. وهو الفنان الذي طالما تغنى بالعشق، وتأرجح بين أحاسيس الحب الجميلة ونيران الفراق الموجعة، فكان ملاذ الكثير من الشباب الذين كانوا يجدون في أغانيه بلسما للقلب وكذا متنفسا في بلد كان يئن في تلك الفترة من الإرهاب. أشار عنون إلى هدف هذه التظاهرة التي تنظم تحت شعار "جيل حسني"، والمتمثل في إعادة أغاني حسني أمام الجمهور سواء الشباب منه أو الذي كان يتابعه في سنوات التسعينات، والذي اعتبر رحيله خسارة الكبيرة لأغنية الرأي، لاسيما أن الشاب حسني كان يختار كلمات جميلة لأغانيه، على خلاف الكثير من أغاني الراي الحالية التي يطغى عليها الكلام الفاحش والعبارات الخادشة. في المقابل، تطرق المتحدث إلى تفاصيل تخص المسيرة الفنية للفنان الراحل حسني، فقال بأن أيادي الغدر نالت من روحه ذات خريف من سنة 1994، وتضع حدا لمسيرته الفنية الرائعة التي بدأت وعمره 15 سنة وانتهت عن عمر ناهز 26 سنة فقط. وأضاف أن الشاب حسني ترك وراءه حوالي 100 ألبوما، ضم أكثر من 500 أغنية عاطفية، تناول فيها قضايا الحب وحكايات العشاق ورومانسية المحبين، حيث استطاع أن يسرق قلوب الجماهير الذين واصلوا وفاءهم له حتى في زمن التكنولوجيا والهواتف متعددة الوسائط. قدم الشاب حسني أغان مميزة، من بينها "أعطيني الفيزا" وهي أغنية تروي معاناة العاطلين عن العمل الذين لا يحلمون سوى بمغادرة الجزائر والاستقرار في أوروبا. "محال ننسى"، "طلبتي لفراق"، "عمري ما ننسى الماضي" أو "البيضاء حبي وعشقي"، إضافة إلى أغان أخرى لا يزال الجزائريون يرددونها رغم مرور 20 سنة على اختفاء صوت هذا المطرب الموهوب والمتواضع. ولد الشاب حسني سنة 1968 بحي "غومبيتا" وسط وهران، في عائلة متواضعة. مارس رياضة كرة القدم، ثم بفعل إصابة ابتعد عن هذا المجال وسنه لا يتجاوز 15 سنة. لينتقل إلى عالم الغناء، حيث سجل سنة 1986 أسطوانته الأولى، أدى فيها ثلاث أغاني للشابة الزهوانية. منذ ذلك الحين، بدأت قصة حسني الغنائية مع محبيه تكبر وتنمو على وتيرة الأغاني العديدة التي سجلها، والتي تجاوز عددها 300 أغنية. تطرق من خلالها إلى مواضيع عديدة لها علاقة بعالم الشباب، مثل الحب والبطالة وفقدان الأمل و«الحقرة" وغلاء المعيشة والفقر. في بداية التسعينات، أصبح الشاب حسني معروفا جدا في الجزائر وفي الدول المجاورة، فنشط عدة حفلات استقطبت آلاف المحبين لطابعه الغرامي. وتعد السهرة الموسيقية التي نظمها في عام 1993 بملعب 5 جويلية في الجزائر العاصمة من أبرز محطاته الفنية، حيث حضر أكثر من 65 ألف معجب في حفله، وقال حسني آنذاك: "بكيت حينما رأيت 65 ألف شخص ينتظرونني داخل الملعب رغم التعب والمشاكل الأمنية".