يتداول اسم الأستاذ مصطفى الشريف في الوسط الفكري والثقافي، ليخلف المرحوم الشيخ بوعمران الذي وافته المنية في شهر ماي الماضي، على رأس المجلس الإسلامي الأعلى، ذلك أنه المرشح الأنسب لهذه المسؤولية بالنظر إلى مسيرته العلمية وعمله الدبلوماسي، وفقا لما استقته "المساء" من مصادر مطلعة. يساهم مصطفى الشريف منذ أكثر من ثلاثين عاماً في تعزيز الحوار بين الثقافات والتعريف بالثقافات العربية الإسلامية، بالإضافة إلى عمله في السلك الدبلوماسي ونشاطه كرجل سياسة، فقد كرس جانباً من مسيرته للتدريس العلمي، وبوصفه باحثاً، أنشأ وحدات تعليمية لتدريس الحضارة والثقافات العربية الإسلامية في جامعة الجزائر وفي المدرسة العليا للعلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجزائر، وكذلك في جامعة كاتالونيا المفتوحة (عن طريق التعلم الإلكتروني)، كما أنّه الشريك المؤسّس لمجموعة الصداقة الإسلامية المسيحية والمنتدى العالمي الإسلامي الكاثوليكي، ونُشرت له مؤلفات عديدة عن الإسلام والحوار بين الأديان. يعين رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بموجب مرسوم رئاسي، ويعد المجلس هيئة استشارية لدى رئيس الجمهورية، أنشئت بموجب المادة 171 من دستور 1996، وباعتباره مؤسسة وطنية مرجعية في كل المسائل المتصلة بالإسلام، فإنه يعمل على تشجيع وترقية كل مجهودات التفكير والاجتهاد من أجل إبراز الأسس الحقيقية للإسلام من تسامح وتفتح على التقدم والحداثة، وجعلت في مأمن من الحساسيات السياسية. يحدد الدستور مهام المجلس الإسلامي الأعلى في الاستشارة القانونية، وهو عمل إداري وتقني، وفي الاجتهاد الذي يقتضيه الإسلام المعاصر فيما يواجهه من مشاكل راجعة إلى التحولات الاجتماعية والثقافية الكبرى. وينصب هذا الاجتهاد في موضوعات متعددة يقع ضبطها حسب الأسبقيات والتعرض لها بالبحث والنقاش والتشاور.