تمكنت، ليلة أول أمس، مصالح الشرطة بعنابة من توقيف 12 متورطا في قضية حرق قطار النقل الرابط بين محطة النقل للسكك الحديدية وسيدي عمار. وحسب مصادرنا فإن المتورطين تتراوح أعمارهم بين 22 و26 سنة، وسيتم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية بمحكمة الحجار الابتدائية خلال الساعات القادمة، بتهمة حرق وإثارة الفوضى وعمليات الشغب والتجمهر غير المرخص، بعد إقدامهم عشية أول أمس على حرق 4 عربات من مجموع 6 مع إنقاذ عربتين وقاطرة جرارة قبل تخريب الجزء الأكبر من القطار. ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي جريح في صفوف الركاب، حسب مصالح الحماية المدنية، التي جنّدت 8 وحدات تدخّل لإخماد النيران، و15 آلية، وجهاز إطفاء و45 عونا تابعين للحماية المدنية. تم توسيع التدخل من طرف عناصر الشرطة ومصالح الحماية المدنية لإخماد ألسنة النيران وتهدئة الركاب من الفزع والخوف، قبل تحويل جثة الشرطي إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى ابن رشد بعنابة. خروج سكان بوخضرة إلى الشارع وحرقهم القطار جاء بعد دهسه شرطيا متقاعدا من جهاز الشرطة. رئيس أمن عنابة يعزّي عائلة الفقيد تنقّل أمس رئيس أمن ولاية عنابة مراقب الشرطة إبراهيم عقون، إلى مكان الحادث، حيث قدّم تعازيه لعائلة الضحية (ح.م 52 سنة شرطي متقاعد). وأبرز مراقب الشرطة أن ما حدث غير مقبول؛ لأن الفوضى ليست الحل، بل الحوار والإصغاء بدون تخريب أملاك الدولة. ودعا ذات المتحدث إلى الهدوء بدون إثارة الغليان الشعبي والاحتجاجات. كما توعد بمتابعة المتورطين أمام القضاء بتهمة توسيع عمليات الشغب والإخلال بالنظام العام وتخريب خدمة عمومية (حرق قطار للمسافرين). العربة الواحدة ب 6 ،4 ملايير سنتيم حاولنا الاتصال بمدير الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية لمتابعة الأحداث، لكنه لم يستقبلنا في مكتبه، واكتفينا ببعض المعلومات التي زودتنا بها بعض المصادر. بشأن الخسائر التي تكبدتها الشركة نتيجة هذا التهور، أكدت مصادرنا أن تكلفة العربة الواحدة قد تفوق 6 ،4 ملايير سنتيم، مع العلم أنه تم إتلاف وتخريب 4 عربات. من جهتها، إدارة الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية فتحت تحقيقا معمقا لمعرفة ملابسات هذا الحادث الذي سيكلّفها الملايير لاحتواء عملية التلف بعد الصيانة. طلبة ساخطون على تصرف طائش وآخرون تائهون بالمحطة وجد طلبة الجامعة بسيدي عمار بعنابة المتضررون من عملية حرق القطار، أنفسهم تائهين في البحث عن وسيلة نقل تنقلهم إلى الجامعة، بعضهم استنجد بسيارات الأجرة والذهاب إلى محطة النقل كوش نور الدين؛ من أجل اقتناء حافلة لنقل المسافرين. وعبّر الكثير منهم عن سخطهم للتصرف الطائش الذي كلّفهم معاناة التنقل في عز الحرارة. وطالبوا بضرورة تدخل إدارة الجامعة ومدير الشركة الوطنية للسكك الحديدية، لإيجاد حل عاجل لهم وتوفير وسيلة نقل مع اكتظاظ الدخول الجامعي الجديد.