سطرت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو، بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي، برنامجا ثريا يندرج في إطار الأيام المسرحية السابعة، تكريما للكاتب المسرحي الراحل موحيا. التظاهرة الثقافية المنتظر تنظمها يومي 6 و7 ديسمبر المقبل، ستعزز بتنظيم مسابقة لأحسن عمل مسرحي بالأمازيغية في طبعتها الثالثة من خلال منح الأعمال المسرحية المختارة "جائزة موحيا الذهبية". يتضمن برنامج هذه الأيام المسرحية السابعة، معارض حول حياة ومسيرة المسرحي الكبير موحيا الذي قضى حياته في خدمة المسرح، وهو ما تؤكده الروائع التي تركها خاصة الناطقة بالأمازيغية، حيث لعب دورا كبيرا في ترقية المسرح الأمازيغي من خلال ترجمة روائع "موليير" و"سارتر" إلى الأمازيغية. كما سيتم تنظيم مسابقة لأحسن عمل مسرحي بالأمازيغية في طبعتها الثالثة "جائزة موحيا الذهبية"، وحددت مديرية الثقافة لتيزي وزو تاريخ 15 نوفمبر كآخر أجل لإيداع النصوص بالنسبة للراغبين في المشاركة على مستوى كل من مديرية الثقافة لتيزي وزو ودار الثقافة "مولود معمري" لتيزي وزو والمسرح الجهوي "كاتب ياسين"، على أن يتم الإعلان عن أحسن عمل مسرحي يوم 7 ديسمبر ومنح لأصحاب النصوص الثلاثة المختارة المشاركة في المسابقة، جوائز تشجيعية، منها جائزة ذهبية بقيمة 300 ألف دج وجائزة فضية قدرها 200 ألف دج، ثم الجائزة الثالثة برونزية بقيمة 100 ألف دج. تهدف هذه المبادرة إلى ترقية الممارسة المسرحية وتشجيع الشباب على الإبداع الفني بصفة عامة والكتابة المسرحية والإنتاج المسرحي بصفة خاصة، حيث سيتم في هذه المناسبة التطرق لأعمال ومسيرة موحيا ابن قرية آث ارباح التابعة لعزازقة. ولد موحيا في الفاتح نوفمبر 1950 وسط عائلة بسيطة ومتواضعة وزاول تعليمه بتيزي وزو قبل أن يرحل إلى العاصمة، حيث تخرج بشهادة ليسانس في الرياضيات سنة 1972. كان موحيا فائق الذكاء، حيث تمكن من النجاح في مسابقة فتحت له أبواب باريس ليوسع ثقافته، حيث عمل مع مجموعة من أصدقائه على الترجمة والاقتباس، كما بدأ يعمل على توسيع إرث الأمازيغية، وبعد أن كتب موحيا أولى أشعاره ذاعت شهرته وأصبحت محل اهتمام أكبر الفنانين الذين استعانوا بأشعاره في أغانيهم، منهم إيدير، مليكة دومران وغيرهما، ثم بدأ في توسيع أعماله إلى القصص والروايات التي كان يحافظ فيها على الثقافة الشفهية لمنطقة القبائل. كما شارك في عدة فرق مسرحية وطور قدراته، حيث قام خلال فترة الجامعة بتجسيد رفقة أصدقائه عدة مسرحيات ترجمها إلى الأمازيغية، منها "طبيب رغما عنه" للكاتب الفرنسي موليير وغيرها من أعمال الاقتباس من مختلف اللغات التي ساهمت في إثراء المسرح الجزائري عامة والأمازيغي خاصة.