أكد وزير الطاقة نور الدين بوطرفة أمس بموسكو، أن الاجتماع غير الرسمي للبلدان الأعضاء في منظمة البلدان المصدّرة للبترول (أوبك) المزمع عقده يوم 27 سبتمبر بالجزائر، "سيمنح فرصة التوصل إلى اتفاق يشجع على استقرار سوق البترول". وإذ أشار إلى تقديم الجزائر اقتراحا على المشاركين في الاجتماع، فإنه أوضح أن "الأمر قد يستلزم إبرام اتفاقين منفصلين على التثبيت المحتمل لإنتاج النفط، أحدهما بين أعضاء أوبك، والآخر بين المنظمة والمنتجين خارجها. وحسب وزير الطاقة الذي زار روسيا بعد كل من إيران وقطر، فإن المشاورات الحالية التي أجرتها الجزائر مع شركائها، تشير إلى "وجود إجماع حول ضرورة استقرار السوق"، وهو ما اعتبره "نقطة إيجابية"، قد تؤدي إلى التوصل إلى اتفاق في لقاء الجزائر بين الفاعلين المعنيين بهذه المسألة. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الوزير قوله إن "سعرا أقل من 50 دولارا للبرميل غير مقبول ولا يخدم لا البلدان المنتجة ولا الاقتصاد العالمي في مجمله"، مجددا رفضه لهذا المستوى من الأسعار الذي كان قد تحدّث عنه في طهران والدوحة، معتبرا أن "السعر المقبول" قد يتراوح ما بين 50 و60 دولارا. وفي حوار لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أعرب بوطرفة عن أمله في التوصل إلى اتفاق لتحقيق استقرار في سوق النفط خلال اجتماع الدول المنتجة في الجزائر، مؤكدا أن الهدف الرئيس من الزيارة إلى روسيا هو "بحث المنتدى الدولي للطاقة"، إضافة إلى التعاون الثنائي في مجال الطاقة، ملاحظا أن حالة عدم الاستقرار في سوق النفط "تجمّد الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، ما سيكون له انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي". وفيما يتعلق بموقف إيران قال الوزير إن طهران أمام قرار مسؤول، يتأرجح بين "الحق في رفع الإنتاج وانعكاساته على إيران جراء انخفاض الأسعار". وأضاف: "إن هذا البلد من حقه رفع إنتاجه، غير أنه من الضروري أن يتحلى بالليونة وأن يتحمل المسؤولية في مثل هذا الظرف". وبخصوص التعاون الثنائي مع موسكو صرح السيد بوطرفة أول أمس عقب لقائه مع نظيره الروسي ألكسندر نوفاك، بأن الجزائروروسيا التزمتا بدفع تعاونهما في مجال الطاقة؛ من خلال "التعجيل بتنفيذ المشاريع المشتركة". وقال إن هذا التعاون سيتم من خلال شراكات، علما أن روسيا بإمكانها "المشاركة في إطار المناقصات في مجالي البناء والخدمات". كما تطرق ل "استعداد روسيا لتقديم مساعدتها للجزائر في مجال التكوين في الميدان الطاقوي". إضافة إلى ذلك فإن الشركات الروسية تدرس مسألة المشاركة في بناء محطات كهرباء صديقة للبيئة في الجزائر، بطاقة إجمالية تتجاوز 5 جيغاواط، يتم فيها توليد الطاقة بواسطة الرياح والشمس. وحسب السيد بوطرفة فإن روسيا أكدت مشاركتها بقوة في اجتماع الجزائر، بوفد يقوده السيد نوفاك، و«سيعمل كل ما في وسعه من أجل إنجاح هذين الحدثين الهامين"، حسب تصريحاته. للإشارة، تراجعت أسعار النفط أمس، لكنها مازالت تتجه لتحقيق أول مكاسبها الأسبوعية في ثلاثة أسابيع، بعد أن اتفقت روسيا والسعودية على العمل معا من أجل إعادة التوازن للأسواق، وعقب انخفاض كبير غير متوقع في مخزونات الخام الأمريكية. وتتجه العقود الآجلة لخام القياسي العالمي مزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لتحقيق مكاسب بنحو 5 بالمائة هذا الأسبوع، عقب انخفاضها أسبوعين متتاليين. وانخفض برنت في العقود الآجلة تسليم نوفمبر ب 1.20 دولار إلى 48.79 دولارا للبرميل، بعدما صعد فوق 50 دولارا للبرميل لأول مرة في أسبوعين أول أمس. وتراجع الخام الأمريكي في العقود الآجلة تسليم أكتوبر ب 1.03 دولار، إلى 46.59 دولارا للبرميل، مع تعرض كلا الخامين لضغوط بسبب ارتفاع مؤشر الدولار وسط مخاوف بشأن متانة اقتصاد الاتحاد الأوروبي.وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع أن يتجاوز الطلب على النفط المعروض في الربع الثالث من 2016، وهو ما يعني أن مستويات المخزون العالمي القياسية قد تبدأ في الانخفاض. لكن محللين من مورغان ستانلي قالوا في مذكرة نشرت أمس، إن هناك احتمالات بأن تتأخر استعادة السوق لتوازنها إلى أواخر 2017 أو 2018، فيما ذكر بنك أوف أمريكا ميريل لينش، أنه يتوقع ارتفاع أسعار النفط بنهاية العام مع وصول سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، إلى 54 دولارا للبرميل، مشيرا إلى أن أي تراجع في الأسعار سيكون فرصة للشراء. ويرى محللون أن أي اتفاق في اجتماع الجزائر حول الحد من المعروض، سيساعد على إعادة توازن الأسواق.