تعرف سوق النفط العالمية تحركات في الأيام الأخيرة، توحي برغبة مشتركة للمنتجين في العودة إلى توازن السوق، وبالتالي رفع الأسعار لتصل إلى مستويات مقبولة للجميع. وبرزت هذه التحركات من خلال تصريحات هامة لوزير الطاقة السعودي والإعلان عن جولة لوزير الطاقة الفنزويلي لبعض بلدان أوبك. وبالأمس قالت وزارة الطاقة الروسية إن مسؤولي قطاع الطاقة ناقشوا خلال اجتماع في فيينا مع نظرائهم في منظمة البلدان المصدّرة للنفط، الوضع في أسواق الخام ومسائل أخرى تؤثر على العلاقات بين الطرفين. وكشف وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في بيان نُشر أمس، أنه من المتوقع عقد اجتماع دوري بين روسيا وأوبك يطلق عليه "حوار الطاقة" في أكتوبر بفيينا، مضيفا أن بلاده تجري مشاورات مع السعودية ودول أخرى لتحقيق الاستقرار في سوق النفط.ورغم أنه استبعد إعادة التوازن للسوق بشكل كامل قبل عام 2017، فإن المسؤول الروسي قال في تصريحات صحفية إن الباب لايزال مفتوحا لمزيد من المفاوضات وتجميد الإنتاج "في حال دعت الحاجة إلى ذلك". وتابع: "نتعاون في إطار المشاورات بشأن الوضع في سوق النفط مع دول منظمة أوبك والبلدان المنتجة من خارج أوبك، وعازمون على مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في الأسواق". واقتربت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في أكثر من خمسة أسابيع أمس، بفضل حالة التفاؤل إزاء هذه التحركات لمنتجي الخام، الهادفة إلى تعزيز السوق، إضافة إلى انخفاض الإنتاج النيجيري بأكثر من 700 ألف برميل يوميا بسبب هجمات متشددين ومشاكل خط الأنابيب. وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت، بسعر 48.74 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ السابع من جويلية. وتم تداولها عند 48.59 دولارا، بزيادة 24 سنتا عن مستوى الإغلاق يوم الإثنين وبارتفاع 17 في المائة عن أدنى مستوياتها في أوت عند 41.51 دولارا سجلتها في الثاني من الشهر الحالي. وبيع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بسعر 46.16 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 15 جويلية، قبل أن يتراجع في وقت لاحق إلى 45.98 دولارا؛ بزيادة 24 سنتا عن إغلاق يوم الإثنين. وارتفع الخام الأمريكي بنحو 17 في المائة عن أدنى مستوياته في أوت عند 39.19 دولارا، والذي سجله في الثالث من الشهر الحالي. وبدأت عودة التعافي ولو نسبيا لأسعار النفط خلال الشهر الجاري بعد تصريحات أدلى بها وزير الطاقة السعودي، تحدّث فيها عن إجراء مشاورات حول الوضع في السوق بين منتجي النفط من داخل منظمة أوبك وخارجها، وذلك خلال المنتدى الدولي للطاقة الذي سيُعقد في الجزائر الشهر القادم، مشيرا إلى أن المشاورات ستتطرق لأي إجراء محتمل لعودة الاستقرار إلى السوق، وهي التصريحات التي أعطت دفعا لأسعار الخام، لاسيما أن العربية السعودية تُعد من البلدان التي يعوَّل عليها في تخفيض فائض العرض، وهي التي بلغ حجم إنتاجها للنفط، مستوى قياسيا خلال الشهر الماضي.