كشف المدير السابق للمتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية لمدينة تلمسان، عن إبرام اتفاقية بين وزارة الثقافة ووزارتي التربية والعدل، فيما يخص التعاون المشترك في مجال التراث الثقافي من خلال إشراك المتمدرسين في إحياء مختلف الفعاليات الثقافية ونقل الحقيبة المتحفية إلى المدارس والسجون، إذ من شأن هذه المبادرات أن تحيي الروح الوطنية وتعطي مجتمعا متكامل الأخلاق، كما أن المتحف عمد منذ سنة 2013 إلى تنظيم سلسلة من الأيام الدراسية تحت عنوان "تشويه المعالم الأثرية الإسلامية ومحاولة طمس الهوية خلال الفترة الاستعمارية"، إلى جانب تسليط الضوء على المخططات الاستعمارية الفرنسية التي كانت تهدف إلى طمس الشخصية الجزائرية من خلال تدمير المنشآت الدينية وكل ما يمت للتاريخ والثقافة بصلة، "المساء" وللوقوف على هذا الصرح التاريخي وآفاقه المستقبلية التي يهدف إليها حاورت مديره السيد بودهان سعيد ما هو الهدف الذي أنشئت من أجله هذه المؤسسة؟ لقد أنشىء المتحف بموجب المرسوم التنفيذي رقم 12-197 المؤرخ في 25 أفريل 2012، أما مقره الرسمي فهو بحي سيدي بوجمعة (المدرسة سابقا)، وهو عبارة عن معلم أثري يعود إلى الحقبة الاستعمارية يتربع على مساحة تقدر بحوالي خمسمائة وسبعة وثلاثين متر مربع (537م2)، يحتوي على مستوى أرضي يشغله بالكامل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، فرع تلمسان، وطابق علوي يشغل منه متحفنا قاعة كبيرة ومكتبا للمدير، فالمبنى بأكمله يعود في الحقيقة إلى متحفنا هذا استنادا إلى المخطط العام للمتحف المنجز من طرف مكتب الدراسات، أما الهدف الذي أنشىء من أجله فهو المحافظة على المجموعات المتحفية وترميمها ودراستها واقتنائها وإثرائها، وضمان حمايتها وجعلها في متناول الجمهور، إلى جانب إنشاء فضاءات للإعلام والاتصال وورشات بيداغوجية، وكذا تنظيم ملتقيات ومحاضرات ومعارض ونشر المعلومات المرتبطة بهدفها وإقامة علاقات في إطار التعاون والتبادل مع المؤسسات المختلفة، فضلا عن ذلك إنجاز أعمال ونشاطات البحث المرتبطة بهدفها وإنجاز مجلات ومجلدات، كما يقوم متحفنا طيلة السنة بنشاطات متنوعة تتلاءم من جهة مع اختصاصه (الآثار الإسلامية) وتتماشى مع مناسبات وأعياد وطنية وعالمية، فنحن نسعى لحماية التراث الثقافي بكل أشكاله، وتتمثل هذه النشاطات في أيام دراسية وملتقيات وطنية ومعارض تثقيفية بالإضافة لورشات بيداغوجية مع مؤسسات تربوية، وزيارات ميدانية للمعالم الأثرية الإسلامية، وبرمجة ورشات وزيارات ميدانية للمؤسسات العقابية سعيا منا لدمج هذه الفئات في المجتمع. حسب القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 4 ماي 2014 المحدد للتنظيم الداخلي للمتحف العمومي الوطني وملحقاته وكباقي المتاحف العمومية يضم قسم الجرد والحفظ والترميم، قسم نشاطات البحث والإصدارات والتوثيق وقسم التنشيط والورشات البيداغوجية والاتصال وقسم إدارة الوسائل والملحقات. ما هي استراتيجية العمل التي تنتهجونها من أجل إنجاحها والرقي بها؟ تتمحور الخطة والإستراتيجية المنتهجة، خاصة في ميدان الصناعات والمهارات الحرفية، في دعم الشباب من خلال تعزيز المواهب التطبيقية للطلبة في ميدان الآثار ودعم البحث العلمي من خلال التربصات، والتأكيد على البعد الوطني للمتحف، إلى جانب تثمين التراث المادي واللامادي لمدينة تلمسان، وعقد شراكات علمية مع مختلف المؤسسات التربوية والمعاهد الجامعية. ما مدى نجاح المؤسسة في الحفاظ على التراث الأثري؟ تسعى مؤسستنا جاهدة للحفاظ على التراث الأثري بكل أنواعه المادي واللامادي، من خلال القيام بعدة معارض على سبيل المثال لا الحصر، قمنا بمعرض للصناعات التقليدية لتشجيع الحرفيين الشباب وحماية هذه الصناعات من الزوال والأفول، ومعرض للمعالم الاثرية الإسلامية لتعريف الزوار بما تحويه مدينة تلمسان من حضارات متعاقبة خلدت ماضي وحاضر تلمسان، بالإضافة إلى ملتقيات وطنية كملتقى "الآثار الإسلامية والتنمية السياحية المستدامة"، الذي سعينا من خلاله إلى إبراز دور الآثار الإسلامية لمدينة تلمسان في التنمية الاقتصادية والسياحية والثقافية، وكذا ورشات بيداغوجية داخل المؤسسات التربوية تجسيدا للبرنامج السنوي الخاص بالمتحف في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارتي الثقافة والتربية الوطنية الرامي لتحسيس الطفل بالمتحف والعمل التقني المتحفي وكذا بهدف تغطية 53 بلدية و20 دائرة تابعة لولاية تلمسان. هل واجهتكم مشاكل ؟ مشكلتنا الرئيسية والوحيدة هي ضيق المقر فكما ذكرنا سابقا أن متحفنا يحتوي على مستوى أرضي يشغله بالكامل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، فرع تلمسان، وطابق علوي يشغل منه متحفنا قاعة كبيرة ومكتبا للمدير، وما تبقى منه أي حوالي ثلثي مساحة الطابق يحوزه ديوان الممتلكات الثقافية، هذه الظروف الصعبة لا شك أن لها تأثيرا سلبيا على نفسية الموظفين جراء الضغط الكبير الذي يسببه ضيق المقر، وكذا تعطيل جزء كبير من المهام المسطرة قانونا للمتحف، خاصة فيما يتعلق بالمجموعات المتحفية والأثرية على غرار قسم الجرد والحفظ والترميم الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالموروث المادي. كيف تقرأون واقع التكوين في مجال علم الآثار؟ في قراءتنا للتّكوين في مجال علم الآثار، يمكننا القول بأنّه لايزال بعيدا عن التّخصّص وفق المعايير العلميّة والتّطبيقيّة المعمول بها دوليّا، فالطّالب عندنا لا يمارس الأعمال الميدانيّة، وعلى رأسها الحفريّات -عماد علم الآثار ويكتفي بالدّروس النّظريّة، وهو ما ساهم في عزوف المهتمّين عن متابعة الدّراسة في هذا المجال المهمّ، لإدراكهم معاناة من سبقوهم خاصّة في مجال العمل. ما الذي يجب فعله في رأيكم لحماية آثارنا القديمة؟ لحماية الآثار، يجب في رأيي إعداد الخريطة الأثرية، والمواظبة على تحديثها باستمرار على ضوء ما استجدّ في مجال التّنقيب الأثري، وذلك لأهميّتها في مجال البحث العلمي، ومجال تسيير التّراث الأثري، فضلا عن أهميّتها في ميدان التّنسيق بين أشغال التّهيّئة ووقاية التّراث الأثري المطمور. ما هي أهم المواقع الأثرية التي تم اكتشافها مؤخرا بالولاية وما هي استراتيجيتكم في الحفاظ عليها كما يجب؟ إنّ أهمّ المواقع الأثريّة التي تمّ اكتشافها مؤخّرا بولاية تلمسان تتمثّل في بقايا قصور بني زيّان التي طمسها الاستعمار الفرنسي، حيث كانت المفاجأة كبيرة حين اكتشف فريق من الباحثين الأثريين مطلع سنة 2010 شواهد أثريّة لقطع خزف وفسيفساء منقوش عليها آيات وسوّر قرآنيّة سدّ بها عساكر الاحتلال الفرنسي قنوات الصّرف الصّحّي في اعتداء صارخ ومفضوح على تراث معماري إسلاميّ كان مطموسا، لولا الحفريّات وأعمال التّرميم التي طالت الموقع، أما الإستراتيجية لضمان الحفاظ على الآثار القديمة فتتمثّل في مراجعة المنظومة القانونيّة المسيّرة للتّراث الأثري في الجزائر وذلك لتحقيق التّنسيق بين قوانين التّراث الأثري وقوانين القطاعات المرتبطة به من قريب أو بعيد كقطاع التّعمير وتهيّئة الإقليم والإصلاح البيئي، وقانون العقوبات مع إعادة هيكلة المؤسسّات السّاهرة على ترقيّة التّراث الأثري، وترشيد أدائها الوظيفي للتّكيّف مع هذه الإستراتيجيّة. ما رأيكم في الترميمات التي عرفتها مختلف المواقع الأثرية؟ أكدّ العديد من المهتمين بأنّ تّرميمات العديد من المناطق الأثرية كانت تدخّلات موفّقة في مجملها، وستعطي للمدينة طابعا برّاقا سيُعيد الانسجام بين هذا التّراث وتاريخ المدينة التّي كانت عاصمة للجزائر والمغرب الأوسط، وسيجعل الزّوّار الذين يتوافدون عليها يكتشفون عبق تاريخها، وسيسهم ذلك دون شكّ في التّرويج للسّيّاحة الثّقافيّة. هلاّ لخّصتم لنا خبرتكم في مجال حماية الآثار؟ من خلال خبرتنا في علم الآثار يمكننا القول بأنّ علم الآثار كان ولايزال في حاجة ماسّة إلى خدمات كثير من العلوم لتزداد إضافاته عن حياة الإنسان وحضاراته في ماضيه القريب والبعيد، لتزداد المعرفة البشرية، ليس فقط بنشأة هذا الإنسان وتطوّره وفنونه وعماراته وحرفه وصناعاته وعلاقاته الثّقافيّة والتّجاريّة، بل أيضا بحروبه وصراعاته وعلله وأمراضه وما أهدته إليه وسائله البيئيّة لعلاجها والتّغلّب عليها، وبالظّروف الجوّيّة التي عاش فيها، وكيف استطاع أن يتعامل مع هذه الظّروف سلبا أو إيجابا، وعلى أساس من هذا الوعي اتّجه علماء الآثار منذ نشأة هذا العلم وانتشاره إلى كثير من العلوم الأخرى لتقدّم لهم العون في فحص ودراسة ما خلّفه الإنسان من حضارة ماديّة، أو تركه من كتابات ونقوش وصولا إلى كثير من الأهداف. على ماذا تعتمدون سواء في كتاباتكم أواكتشافاتكم للحفريات وغيرها من الآثار أو البحوث أو الدراسات أو تنظيم ملتقيات في ذلك؟ نعتمد في بحوثنا ودراساتنا على علم الآثار الذّي يهتمّ بما تركه الإنسان من أشياء ماديّة ملموسة وكذاعلم اللّغات الذي يهتمّ بما تركه هذا الإنسان من نصوص وكتابات لأنّ هاتين الرّكيزتين لاغنى لإحداهما عن الأخرى، فعلم الآثار لا يُمكنه الاستغناء عن علم النّقوش التي تسجّل أحيانا على بعض الأبنيّة الأثريّة القائمة، أو حتّى الأبنيّة الأثريّة التي لم يعد لها وجود في أرض الواقع، ومن هنا فعلم النّقوش له جذور متينة في علم الآثار الذي يشغل صعيدا أكثر اتّساعا من علم تاريخ الفنّ، والذّي تقتضي معرفته وصف وتحليل المصادر المتعلّقة به سواء كانت آثارا ماديّة أو نصوصا كتابيّة، ثمّ استعمال هذه المصادر عن طريق استقرائها ومحاولة استنباط المعارف منها. أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في أوت من سنة 2015 أنه سيتم قريبا إنشاء مرصد وطني يضم جميع المتاحف الوطنية يهدف إلى تعزيز الدور البيداغوجي والثقافي، ما رأيكم في هذا المرصد، وما الهدف منه، وهل تجسد أم لا؟ أكدّ وزير الثّقافة في شهر أوت 2015 أنّه سيتمّ قريبا إنشاء مركز وطني، يضمّ جميع المراكز الوطنيّة، يهدف إلى تعزيز الدّور البيداغوجي والثّقافي، كما أوضح أنّ هذا المركز سيكون تحت وصايّة وزارة الثّقافة، يتكوّن من خبراء ومختصّين في التّراث الوطني، وهذا بالنّسبة لنا شيء جميل ومبادرة ثمينة، نرجو تجسيدها على أرض الواقع في القريب العاجل إن شاء الله. حسب خبرتكم، ما أهم إنجازات باحثينا في مجال الآثار منذ الاستقلال؟ إنّ إنجازات الباحثين الجزائريين في مجال الآثار، وبعد مرور أكثر من نصف قرن عن استقلال بلادنا، يقول الأستاذ والباحث لخضر درياس "بأنّنا لم نقم بحفرية علميّة دقيقة، وكلّ ما قمنا به في هذه الفترة هو مجرّد حفريّات إنقاذيّة واستعجاليّة لتترك للباحثين والمتخصّصين الوقت الكافي للتّقصّي والتّوثيق عن هذه الأماكن التي قد تكون بها كنوز تاريخيّة مهمّة"، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فُتحت بولاية تلمسان وبمدينة المنصورة المرينيّة بالضبط حفريّة إنقاذيّة في أبريل 1986م واستمرّ بها العمل إلى سنة 1993م، حيث توقّف بسبب الظروف الأمنيّة ودوّامة العنف التي ضربت بلادنا، وما يزال الموقع في حاجة إلى المزيد من العمل والكشف، وخلال هاته الفترة كانت الحفريّة تُفتح سنويّا في موسم الرّبيع ولمدّة شهر أو شهر وعشرة أيّام، وكان يُشارك فيها طلبة السّنة الرّابعة، تخصّص آثار إسلامية وآثار قديمة، في السّنوات الثّلاث الأولى، ثم طلبة الآثار الإسلاميّة فقط بعد ذلك، وذلك تحت إشراف ومشاركة مجموعة من الأساتذة الباحثين، وكانت طريقة العمل تقوم على العمل سنويّا في المربّعات أفقيّا وعموديّا إلى أن يتمّ التأكد من الوصول إلى الأرضيّة الطّبيعيّة، أو الأرضيّات الإسمنتيّة أو أرضيّات الزّليج والآجر، وذلك انطلاقا من النّقطة البارزة من الأثر في الموقع، ومنذ بداية الحفر والتّفكير جار في حفظ المكتشفات المعماريّة، وإصلاح ما فسد منها أو تشوّه أو تهدّم، ففي موسم سنة 1992م تمّ إعداد مشروع لإعادة ترميم الأسوار بما يحفظها بالمساعدة الماديّة لبلدية المنصورة، وأُجريت دراسة أوّليّة على الموّاد التي سيعتمد عليها مشروع التّرميم بالإسترشاد ببعض الأساتذة في معهد الهندسة المدنيّة لمدينة تلمسان، أمّا نتائج الحفريّة فقد أسفرت عن اكتشافات معمارية وفنيّة تتجه من الجنوب إلى الشّمال متّبعة الانحدار التّدريجي للموقع، وذلك من 853°م إلى 845°م، فالأولى تتمثل في دار تتكوّن من فناء مركزي تُحيطه أروقة وحجرات وملاحق، إضافة إلى أجزاء من مبان أخرى في الجهة الشّماليّة والجنوبيّة والغربية من الدار أو الموقع، بعضها أسوار متراكبة وأرضيّات من الإسمنت لم تتبيّن معالمها كاملة، ومازالت في حاجة إلى المزيد من العمل والاكتشاف، أما الثّانيّة فتتمثل في الزّليج كمادة معماريّة وفنيّة بلّطت بها الأرضيّات، وكُسيت بها أجزاء من الجدران، واشتملت على نماذج عديدة من الزّخارف تركيبا وتنظيما، فضلا عن زخارف جصيّة مدهونة بالألوان رصّعت أجزاء من جدار الحجرة الغربية، إضافة إلى اكتشاف كمية ضخمة من زليج وقطع فخارية وخزفية بأنواع وأشكال وأحجام وألوان مختلفة، ومن ضمنها مجموعة من القنوات الفخارية المرتبطة بتوزيع المياه وصرفها، فضلا عن نماذج أو نموذجين من الرّخام وقطع معدنية رصاصية، ويُلاحظ أنّ الجزء الجنوبي من الموقع يتضمّن مجموعة من البقايا الأثرية المعمارية ذات علاقة بالمبنى الرّئيسي المكتشف وهو الدّار غير أنّ تحديد هذه العلاقة مازال يتطلّب المزيد من التّوسّع في أعمال الحفر والتّعرية. في نظركم إلى ماذا يعود عزوف الجمهور عن زيارة المتاحف؟ يعود عزوف الجمهور عن زيارة المتاحف إلى النقص الكبير في الإعلام الثقافي بصفة خاصة، وحاليا تسعى المتاحف جاهدة لتدارك هذا النقص من خلال الإكثار من الحملات التحسيسية والندوات العلمية، بالإضافة إلى الخروج والتنقل عبر مختلف المؤسسات التربوية ومختلف ولايات الوطن للتعريف بالمتحف كمؤسسة ثقافية فاعلة تعمل على تعزيز وتثمين الوعي الثقافي. لماذا لم يتم إدراجها ضمن المشهد السياحي؟ لا يمكن أن نقول بأن المتاحف (متاحف تلمسان خاصة) لم تدرج في المشهد السياحي، فبالإضافة إلى كونها حديثة النشأة، فإنها تلقى الإقبال من طرف بعض الزوار الذين يفضلون الوجهة المتحفية للتعرف على حضارات وماضي الأمم، وبهذا الخصوص يجب الإشارة إلى أن الزيارات المتحفية في تزايد مستمر وهذا بعد احتضان تلمسان لتظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث أنها أصبحت وجهة سياحية بامتياز وقد انعكس ذلك بالإيجاب على المتاحف وجميع الفضاءات الثقافية الأخرى بصفة كبيرة. كلمة أخيرة؟ لكم جزيل الشكر فيما تفعلونه وتقومون بإعداده، وخاصة مثل هذه الربورتاجات الخاصة بإبراز مختلف المعالم التي تزخر بها تلمسان، ولكم منّي ومن عمال المتحف العمومي الوطني للآثار الإسلامية لمدينة تلمسان أزكى التحيات، وأتمنى لجريدتكم التألق في مسيرتها، فنحن نشجع الشباب الباحثين والمهتمين بالآثار لولاية تلمسان لأن حاضر الأمة مرتبط بماضيها وبما صنعه أجدادنا وأسلافنا، لذا يجب علينا الحفاظ على هذه المعالم الأثرية القديمة التي تعود الحقبات وفترات تاريخية إسلامية مختلفة لأن تشويهها وتخريبها فيه طمس لهويتنا التاريخية والوطنية فلا حاضر ولا مستقبل دون ماض.