أكد المشاركون في لقاء حول "المؤسسة المتحفية الجزائرية" نظم اليوم السبت بمتحف الفن والتاريخ لتلمسان على ضرورة تعزيز العلاقة بين هذه الهيأة الثقافية ومحيطها بصفة عامة. وأشار أساتذة جامعيون من تلمسان وإطارات من متحف سطيف في هذا السياق إلى أن المتحف " ليس فضاء لعرض وحماية التحف الأثرية وغيرها فحسب إنما يشكل أيضا فضاء ثقافي ينظم وينشط ورشات للفن مثلما هو الشأن بالنسبة للمسارح وقاعات السينما والهياكل الثقافية الأخرى". و أوضح الأستاذ شرقي رزقي من جامعة تلمسان على سبيل المثال أن ثلث سكان أوروبا يزورون بانتظام المتاحف بينما يزور 95 مليون شخص المتاحف بألمانيا سنويا. وتطرق المشاركون في هذا اللقاء المنظم بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف وإختتام شهر التراث إلى الجوانب المختلفة للموضوع الرئيسي وهو المؤسسة المتحفية. و في هذا الصدد قدم الأستاذ شرقي رزقي في مداخلته لمحة عن تطور المتحف الأثري لتلمسان منذ إنشائه خلال الحقبة الاستعمارية إلي يومنا هذا والآثار المدمرة للإستعمار على المواقع والمعالم التاريخية . كما تطرق المحاضر الى دور المستشرق شارلز بروسلار في الحفاظ على التراث الإسلامي الموجود بتلمسان وكذا الى اختفاء عدة مواقع على غرار المدرستين اليعقوبية والتاشفينية وغيرهما. وقد أبرز متدخلون آخرون خصوصيات المؤسسة المتحفية التي تسيرها قوانين محددة في مجال الحفاظ على التحف الأثرية والفنية وتنظيم نشاطات لفائدة الزوار الذين يأتون رغبة منهم لاستحضار تاريخ بلادهم أو مناطق أخرى. كما تم تسليط الضوء على دور الدليل السياحي داخل المتاحف. وأكد متدخلون في هذا الصدد أن التكوين الجيد ضروري للمرشدين السياحيين حتى يتمكنوا من الرد على كل إستفسارات الزوار وإطلاعهم على الأهمية والقيمة التاريخية للتحف المتنوعة المعروضة داخل المتاحف. يذكر أن متحف الفن والتاريخ لتلمسان قد إحتضن ونظم منذ إفتتاحه في 2011 بفضل تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" العديد من الأنشطة الثقافية منها محاضرات حول التراث المادي واللامادي مما سمح بخلق ديناميكية وضعت أسس لثقافة متحفية ظلت مهملة منذ مدة طويلة كما يرى بعض المختصين.