أقدم، أمس، سكان قرية كريمة، بلدية ذراع قبيلة، دائرة حمام قرقور الواقعة بالجهة الشمالية الغربية لولاية سطيف، بالاعتصام أمام مقر البلدية احتجاجا على جملة من المشاكل الاجتماعية التي حولت يوميات قرابة 700 نسمة إلى شبه جحيم، مؤكدين في حديثهم ل«المساء"، أن "لجوءهم إلى خيار الاعتصام في ثالث يوم عيد الأضحى أملته عليهم ظروف معيشية صعبة في قرية سقطت من أجندة المسؤولين المحليين الذين لا يعرفون منها سوى الاسم، ولا يزورونها إلا مع اقتراب المواعيد الانتخابية". تجمع منذ الساعات الأولى زهاء 300 مواطن من سكان القرية، رافعين جملة من المشاكل التي تشهدها القرية وانعكست سلبا على يومياتهم، في مقدمتها نقص الماء الشروب الذي لم يعد يعرف طريقه لحنفياتهم منذ قرابة الخمسة عشر يوما، مما أجبر السكان على اللجوء إلى اقتناء الصهاريج للتزود بالمياه، مع لجوء نسبة أخرى من ذوي الدخل الضعيف إلى الطرق البدائية من أجل التزود من الينابيع الطبيعية باستعمال الحمير. وفي هذا السياق، أوضح محدثونا أن البلدية استفادت سنة 2008 بمشروع ربط القرية بالمياه الصالحة للشرب، تم استلامه في شهر ديسمبر من سنة 2013 خلال زيارة والي الولاية إلى المنطقة، حيث أكد له المسؤولون المحليون على انتهاء الأشغال بنسبة 100 بالمائة مع ربط جميع السكنات بالشبكة. إلا أن ذلك، حسب المتحدث، لم يكن سوى ذر للرماد وتغليط للرأي العام، بحيث أن المياه لم تصل إلى يومنا إلى حنفيات نصف سكان القرية، كما تضمنت لائحة مطالب السكان قضية انجراف التربة التي تشهدها قرية كريمة مركز، وهو المشروع الذي خصص له غلاف مالي يقارب 600 مليون سنتيم بين دراسة وإنجاز أسندت أشغاله إلى مقاولة خاصة قامت ببعض الحفريات، للتوقف بعد ذلك على أسباب تبقى مجهولة، الأمر الذي شوه وجه القرية بسبب الأتربة والحفر التي باتت تشكل ديكورا أساسيا وكان له الأثر السلبي على حركة المرور بشكل خاص. ثالث نقطة رفعها المحتجون تتعلق بقنوات الصرف الصحي المنعدمة تماما بالقرية، حيث أكدوا أنه إلى غاية يومنا لا يزال سكان القرية يعتمدون على بعض الطرق البدائية باستعمال المجاري المائية داخل البيوت وما ينجر عنها من أمراض وانبعاث للروائح الكريهة وظهور بعض الأمراض، بالإضافة إلى نقص الإنارة العمومية الذي ولد نوعا من التخوف وسط المواطنين، في ظل انتشار الكلاب الضالة، فظلا عن الوضعية المتردية التي يشهدها الطريق البلدي رقم 172 الرابط قرية كريمة بمركز البلدية على مسافة 7 كلم. هذه المشاكل وأخرى رفعناها إلى رئيس المجلس الشعبي لبلدية ذراع قبيلة أخريب، الذي أكد أن قضية عدم وصول المياه الشروب إلى حنفيات المواطنين سببها بعض الأشغال الجارية بوسط القرية، أثرت على الشبكة الرئيسية للتوزيع وسيتم التكفل بها في أسرع الآجال. وبخصوص الوضعية المتردية للطريق البلدي رقم 172، أرجع المتحدث سبب ذلك إلى الحفريات التي شهدتها أشغال ربط المنطقة بالغاز الطبيعي، حيث أن البلدية راسلت والي الولاية الذي وعد بتخصيص مبلغ مالي لإعادة تهيئة الطريق، أما عن قضية انعدام قنوات الصرف الصحي، فأوضح أخريب أن مصالحه سجلت في إطار مخطط التنمية للبلدية، عملية إنجاز قنوات الصرف الصحي بقرية كريمة بتكلفة مالية قدرها 500 مليون سنتيم، ستنطلق بها الأشغال مباشرة عقب إتمام بعض الإجراءات الإدارية.