شكل التوحد مؤخرا، محور لقاء وطني دعت إلى تنظيمه وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة بهدف تشخيص أمثل وتكفل أحسن بالتوحديين، وقد ثمنت الحركة الجمعوية هذا اللقاء واعتبرته أساسيا، خاصة وأنه سيكون متبوعا بعقد ملتقيين آخرين أحدهما وطنيا والأخر دوليا، سيساهمان في دفع مسعى التكفل الجيد بمرض التوحد في الوطن. اتخذت وزارة التضامن الوطني عدة مبادرات لتكوين مستخدمين يتكفلون بالأطفال المتوحدين المسجلين في المراكز النفسية والبيداغوجية للاطفال المعاقين ذهنيا، وهذا إدراكا منها لمدى أولوية هذا الموضوع لدى كافة عائلات الاطفال المتوحدين. وعلى هذا الأساس بادرت الوزارة إلى تنظيم الملتقى الأول حول التوحد، التشخيص والتكفل، حضره إلى جانب مختصين ممثلين عن الحركة الجمعوية ثمنوا مبادرة الوزارة ورفعوا توصيات لها ضمن نقاط اعتبروها أساسية للوصول إلى معرفة أفضل لمرض التوحد الذي تعرفه بعض المصادر بكونه اضطراب في بعده النفسي والتفاعل الاجتماعي. وقالت السيدة فايزة مداد، رئيسة جمعية وليامز وبوران للأمراض النادرة، أن “الملتقى يعتبر خطوة كبيرة خطتها السلطات المعنية تجاه فئة تعاني من التوحد، وتسعى للإندماج الاجتماعي، ولعل هذا ما نسعى إليه في جمعيتنا”، وتضيف “نحن اليوم نرفع مطلبنا الذي نعتبره أساسيا لتكفل أحسن بالمتوحدين والذي يتمثل في فتح مراكز متخصصة بهم عبر الوطن، على الأقل مركزا واحدا في كل ولاية، ذلك أن المصاب بالتوحد يحتاج لفريق متخصص من 4 إلى 5 أفراد لتلقينه أساسيات الحياة اليومية، وكون المصابين بالتوحد يعالجون ضمن مراكز متخصصة للمعاقين ذهنيا، فإن التكفل بهم لا يكون بالصفة المرادة، وبالتالي تتأخر النتائج المرجوة في الظهور”. وتشير المتحدثة إلى أن جمعيتها قد وفقت في دمج 8 أطفال متوحدين ضمن صفوف دراسية عادية خلال الموسم الدراسي الجاري، وتسعى مستقبلا في دمج أعداد أكبر خاصة “مع توفر الارادة الحكومية لذلك مع انعقاد الملتقى الوطني الأول حول التوحد”. من جهتها السيدة حفيظة بورابحة رئيسة جمعية “التحدي” لولاية خنشلة، تقول أن “المطلب الأساسي الذي نرفعه لوزارة التضامن التي أعطت لنا فرصة المساهمة في تشحيص التوحد والمساهمة في تسطير توصيات أساسية للتكفل بالمتوحدين، تتمثل أساسا في تكوين المختصين ومرافقة الأولياء، هؤلاء بحاجة إلى تكوين من نوع أخر أولا لتقبل إصابة أطفالهم من جهة، والعمل على أن يكونوا حلقة هامة في مسار التكفل بأطفالهم المتوحدين”، وتضيف المتحدثة مشيرة إلى أن عملها منذ سنوات في مجال التكفل بالمتوحدين سمح لها بالوقوف على حالات لأولياء يرفضون إصابة أطفالهم بالتوحد، بل ويعتبرونهم أشخاصا عادين رغم أن هذا يساهم في انتكاسة المتوحدين وليس العكس. وضمت المتحدثة صوتها لتدعو وزارة التضامن إلى “فتح مراكز متخصصة تعنى بالمتوحدين”، وهذا من شأنه تكثيف جهود العمل منصبة على المتوحدين مما سيعطي نتائج أحسن. جدير بالإشارة أن وزيرة التضامن الوطني، وخلال إشرافها مؤخرا على إفتتاح أشغال الملتقى الأول حول التوحد، قد أشادت بعمل المرافقة الذي تضمنه الحركة الجمعوية للعائلات والدعم المعنوي الذي تقدمه لها والمبادرات التي تقوم بها مثل فتح مراكز التكفل بالأطفال المتوحدين، تقول الوزيرة مشيرة إلى أنها “ستبقى منفتحة على كل الأفكار والمقاربات الجديدة وكافة المبادرات الهادفة إلى تحسين وضعية المتوحدين باعطائهم نفس الحظوظ التي ألتزم شخصيا بتشجيعها”.تختم الوزيرة.