تفاجأ العديد من الأساتذة المدرجة أسماؤهم في القوائم الاحتياطية والذين تحصلوا على معدل 10 من 20 فما فوق في مسابقة توظيف الأساتذة للأطوار الثلاثة التي أجرتها وزارة التربية مؤخرا لتغطية المناصب الشاغرة بالمؤسسات التربوية، بعدم إشعارهم من قبل مديرة التربية التابعين لها بضرورة الالتحاق بها في شهر أوت الماضي لتسلم قرارات التعيين والشروع في التدريس كمتربصين. واكتشف هؤلاء الأساتذة وبالصدفة عندما توجهوا إلى مديرياتهم للاستفسار عن الجديد في ملف التوظيف أن قراراتهم كانت جاهزة إلا أنهم لم يتلقوا أي استدعاء كما أمرت به الوزارة المعنية الأمر الذي كاد أن يتسبب في إقصائهم. وأكد مصدر من نقابات التربية أن بعض المديريات تعمدت عدم دعوة عدد كبير من المدرجين في القوائم الاحتياطية رغم توفرها على أرقام هواتف المعنيين وعناوينهم الإلكترونية التي اشترط إدراجها في ملفاتهم ورغم قرار الوزارة الداعي إلى استغلال كل الناجحين في الامتحان الكتابي الحاصلين على معدل 10، والأكثر من ذلك رغم جاهزية قرارات تعيين هؤلاء. وأرجع المصدر النقابي هذا التصرف لرغبة بعض المسؤولين بمديريات التربية في الإبقاء على مناصب شاغرة للتصرف فيها والتلاعب بها خاصة أن الوزارة حذرت من أنه في حالة عدم التحاق الأستاذ المسجل ضمن قائمة الاحتياط بمنصبه خلال 48 ساعة من استدعائه سيتم تعويضه بالأستاذ الموالي في القائمة. وزيرة التربية نورية بن غبريط كانت قد كشفت في وقت سابق أنها تحصلت على رخصة استثنائية من مديرية الوظيف العمومي معلنة عن منشور وزاري جديد يحدد آليات تطبيق قرارها الذي أعلنت عنه والقاضي بموافقة مصالح الوظيفة العمومية على تثبيت الأساتذة الاحتياطيين في مناصبهم مباشرة. الرخصة استثنائية التي افتكتها بن غبريط من الوظيف العمومي تسمح للناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة من الذين تحصلوا على معدل 10 من 20 في الامتحان الكتابي رغم رسوبهم في الشفوي بالتعيين في القطاع، وهو قرار لجأت إليه وزارة التربية لمعالجة مشكل الشغور نهائيا وبصفة جذرية لتغلق الباب نهائيا أمام الاستخلاف وهو ما أكدته الوزيرة التي قالت بأنه لن يتم اللجوء إلى الاستخلاف إلا في حالات العطل المرضية والغيابات المؤقتة والظرفية. وبتطبيق قرار تعيين كل الناجحين في الامتحان الكتابي، تكون وزارة التربية قد مكنت الناجحين في مسابقة التوظيف البالغ عددهم أزيد من 28 ألف أستاذ بالإضافة إلى الناجحين في الامتحان الكتابي والبالغ عددهم 148 ألف أستاذ الذين أدرجوا في القوائم الاحتياطية من التوظيف كمتربصين ليخضع ترسيمهم لرأي المفتش. وفي نفس السياق، شددت وزيرة التربية في تصريح لها تزامنا مع الدخول المدرسي الجديد على أن الأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف الأخيرة المسجلين ضمن القائمة الاحتياطية هم أساتذة متربصون وأن ترسيمهم يخضع لرأي اللجنة متساوية الأعضاء حول أدائهم البيداغوجي طول السنة التي يرأسها مفتش، علما أن هؤلاء الأساتذة الاحتياطيين الذين تم استدعاؤهم للتدريس خلال هذا الدخول المدرسي في مناصب شاغرة بسبب التقاعد أوالتخلي عن المنصب سيعتبرون أساتذة متربصين طبقا لما ينص عليه القانون الجديد الذي سيصدر قريبا. وأضافت أن ترسيمهم يتطلب إثبات أحقيتهم من خلال النجاح في التربص والذي تثبته الملاحظة التي يقدمها المفتش ضمن اللجنة المتساوية الأعضاء. ويستغرق تربص الأستاذ الاحتياطي سنة كاملة، وفي حالة إثبات نجاعته وانضباطه في العمل طيلة هذه المدة، سيتم ترسيمه في منصب دائم، أما في حالة فشله من إثبات ذلك، يتم منحه فرصة ثانية بتمديد مدة التربص إلى تسعة أشهر أخرى بحيث يخضع لنفس الإجراءات أي في حالة نجاحه يرسم أما في حالة فشله فيتم إقصاؤه من المنصب. للإشارة، فإن وزيرة القطاع نورية بن غبريط كانت قد أعلنت خلال أسابيع عن توزيع منشور وزاري على مديريات التربية لشرح آلية الترسيم.