حطت أول أمس، قافلة سيرك عمار العالمية بحظيرة ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، قادمة إليها من ولاية سكيكدة بعد جولة طويلة شملت مختلف المدن الساحلية الجزائرية، حيث سيتمتع أطفال مدينة الجسور المعلقة بسحر العروض المسلية المقدمة طيلة 20 يوما، قبل أن تشد القافلة الرحال نحو مدينة سطيف، بومرداس ثم مدن الغرب الجزائري. وحسب السيدة جيليه إزابيل، المديرة المساعدة لشركة سيرك عمار، التي نشطت صباح أمس ندوة صحفية بخيمة السيرك، فإن جديد هذه القافلة التي عادت إلى قسنطينة بعد حوالي 3 سنوات من العرض الأخير بها، سيكون عرض الأبطال الخارقين على غرار "أيرونمان"، سبيدرمان"، "هيلك العجيب"، "ويندرمان" وغيرهم من الأبطال الذين صنعوا لأنفسهم شهرة كبيرة على شاشات التلفزيون، حيث سيقدم القائمون على عروض السيرك فقرة خاصة بهؤلاء الأبطال مخصصة للأطفال. جديد هذه الجولة أيضا تؤكد السيدة جيليه إزابيل، هو عرض الشاب جزائري، بطل الجزائر في الرماية، الذي انضم إلى فريق السيرك، حيث سيقدم عرضا في الرماية بقوس، وهي السياسة المنتهجة من طرف المؤسسة التجارية المسيرة للسيرك في إطار تشجيع المواهب المحلية الجزائرية والسماح لها بتقديم عروضها بالجزائر وخارجها. سيرك عمار الذي يضم منشطين وعمال من عدة قارات وبلدان بما فيها الجزائر، سيساهم في الأعمال الخيرية التضامنية من خلال السماح بدخول ذوي الإحتياجات الخاصة الحاملين لبطاقة الإعاقة، مجانا، كما سيقدم عروضا مجانية للطفولة المسعفة والأيتام، في حين تم إقرار تخفيضات للأطفال المتمدرسين بالتنسيق مع مديرية التربية، وقد حدد سعر التذكرة ابتداء من 900 دج للبالغ أو للطفل الذي يفوق طوله المتر، أما الذي لا يتجاوز هذا الطول، فسيكون دخوله بالمجان حسب تأكيد السيدة جيلييه إيزابيل التي قالت إن السعر تمت دراسته من أجل تغطية مصاريف وأعباء أجرة 70 عاملا من 11 جنسية، ثلثهم من الجزائر، مضيفة أن نقل السيرك من مدينة إلى أخرى يتطلب 30 شاحنة مقطورة و60 حاوية كبيرة. وإضافة إلى العروض القديمة التي تعتمد على تطويع الحيوانات على غرار الأسود، النمور، التماسيح، الجمال، الأفاعي الضخمة، اللاما، فرس النهر والثور المتوحش، سيتم تقديم عروض تجمع بين التقاليد وعلم الخيال على غرار عروض الدراجة النارية داخل كرة الحديد وألعاب الخفة والتوازن وكذا عروض المهرجين والألعاب البهلوانية التي تكون يوميا ابتداء من الساعة السادسة مساء وتدوم أكثر من ساعتين. للإشارة، فإن سيرك عمار أسسه مهاجر جزائري كان يعيش بفرنسا في القرن التاسع عشر، وقد كان يشتغل بتجارة الخيول، قبل أن يتعرف على فرنسية كانت أخت صاحب حديقة حيوان وبعد أن تزوجها وأنجب منها 3 أولاد، جاءته فكرة استغلال حيوانات الحديقة في الألعاب البهلوانية وتطورت الفكرة إلى سيرك عائلي تعدت شهرته حدود فرنسا لتصل إلى كافة الدول الأوروبية ومن بعدها كل أرجاء العالم. وقد اندمج هذا السيرك مع السيرك الإيطالي "الفلوريلجيو" تحت علامة تجارية مسجلة هي سيرك عمار التي أصبحت موروثا ثقافيا جزائريا بامتياز.