استضاف موعد "سجالات ومعنى" بنادي "عيسى مسعودي" بالإذاعة الوطنية في عدد أمس الدكتور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية للحديث عن المشاريع والآفاق الجديدة لهذه المؤسسة التي تسعى إلى تفعيل لغة الضاد وتوطينها أكثر من خلال اقتراح أفكار ودراسات ولجان بكفاءات عالية تسطر خريطة طريق ذات حلول إجرائية بالشراكة مع قطاعات متعدّدة . أكّد ضيف الإذاعة الثقافيى في بداية تدخّله على مكانة اللغة العربية في الجزائر والتي رسخها الدستور، وبالتالي فإنّ المجلس -الذي هو هيئة رسمية تابعة لرئاسة الجمهورية- بدوره مكلّف بترقية العربية وبالترجمة إليها من كل اللغات مع تحديد أولوية المجالات العلمية والتقنية، وأشار إلى أنّ المجلس يقدّم أفكارا ودراسات من خلال لجان أو من خلال لقاءات مباشرة وملتقيات وندوات، علما أن المجلس هو مكتب دراسات يشخّص الأوضاع اللغوية التي تعيشها البلاد ويقدم بالتالي حلولا واقتراحات، وهنا أكّد أنّ تشخيص الوضع جار الآن خاصة وأن الإرادة السياسية وضعت ثقتها في شخصه باعتباره باحثا وأستاذا جامعيا ومن بين الأعضاء المؤسسين للمجلس الأعلى للغة العربية، وهو أيضا مستشار وخبير وبالتالي فهو يعرف الوضع وقادر على المشاركة في التفعيل ومباشرة بعد التنصيب نصبت اللجان بخريطة طريق واضحة تقترح حلولا إجرائية. فيما يتعلق باللجان، أكد الدكتور بلعيد أنّها تتكوّن من كفاءات جزائرية وخبراء ومديري دراسات من مختلف الجامعات الجزائرية وفي شتى الاختصاصات ولهم جميعهم بيانات خاصة (يملكها المجلس) بمسيرتهم العلمية وانجازاتهم في مشاريع كبرى . بالنسبة للمدى القريب، أكّد الضيف أنّه سيتم الشروع في الحلول الاستعجالية من خلال الانضباط والجدية والحداثة والسرعة، كما سيتم إعادة جائزة المجلس ل2016 التي تعطلت وستوزع قريبا، وسيتم أيضا إحياء اليوم العالمي للغة العربية الموافق ل18 ديسمبر من خلال احتفال فاخر بالمكتبة الوطنية وبندوة علمية يكرم فيها رجالات العربية الذين خدموها بإخلاص. وستتم أيضا دعوة نجم شاعر المليون بأبو ظبي الجزائري الدكتور ناصر لوحيشي، كما سيتم الاحتفال بلغة الضاد في برنامج خاص يوم الفاتح مارس 2017، وأكّد أنّ العمل جار من أجل جعل العربية تعيش زخما وتراكما وغليانا ثقافيا جزائريا. على المدى المتوسط، أشار الدكتور بلعيد إلى تسطير برنامج يهتم بلغة الخدمات منها مجال السياحة التي تعرف استثمارا وانتعاشا وذلك بتوفير قواميس مكتوبة وناطقة لفائدة السائح تبدأ معه منذ نزوله للمطار، ثم هناك لغة الفلاحة التي تشبه اللغة التي كان يستعملها الإعلامي الكبير الراحل أحمد وحيد في برنامجه "الأرض والفلاح" وهي لغة وسطى مهذبة بعيدة عن السوقية ولغة الدهماء والغوغاء، وطبعا سيكون المجال مفتوحا أيضا مع قطاع الإعلام لتحسين الأداء اللغوي خاصة في السمعي البصري ويكون ذلك من خلال اتفاقيات تعاون مع عدة قطاعات منها الداخلية والإعلام والبريد والمواصلات والسياحة وغيرها، وفي الأسبوع المقبل ستنصب لجنة الترجمة التي تترجم من اللغات الحية المعارف والتكنولوجيا والطب . بالنسبة لمجلة المجلس "العربية" (نصف سنوية) قال أنها وصلت إلى العدد ال34 وستواصل بمنهج جديد وسيتم الإعتراف بها رسميا إبتداء من جانفي 2017 كذلك الحال بالنسبة لمجلة "معالم" التي تعطلت والتي سيتم بعثها بوجه جديد مشرق . في المدى البعيد ستتم عملية رسكلة مكتبة مجلس اللغة العربية من طرف خبراء خاصة في مجال التقنية، سيتم كذلك المشاركة في الذخيرة اللغوية، وسيتم أيضا تنظيم "ازدهار العربية" بين فيفري ومارس لتسطير مكانة اللغة مستقبلا ناهيك عن المعجم التاريخي للعربية من خلال مشاركة المجلس في هذا المشروع العربي الضخم. تأسّف الضيف لافتقار الجزائر لموسوعة تؤرّخ مسيرتها منذ تأسيس الدولة في عهد ماسينيسا وإلى غاية اليوم ووعد بالاجتهاد في هذا المسعى، ووعد أثناء المناقشة بان يكون المجلس حاضرا في المعرض الدولي للكتاب من خلال منشوراته وبمحاضرتين، كما أكد أن المجلس يعمل بصفة رسمية كعضو في لجان خاصة لتصحيح تسميات الشوارع ومراقبة اللافتات التي تكتب بالعربية .