يبدو أن المخرج الجزائري جمال عزيزي لم يتعلم من تجاربه السابقة، ذلك أنه يواصل سلسلة مهازله، فبعد فيلم «في عمري 50» الذي سبق وأن كتبت «المساء» أنه لا يصلح للمشاهدة، ها هو اليوم يدخل منافسة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بفيلم «اللوحة المثقوبة» الذي لا تجتمع فيه عناصر الفيلم السينمائي الصحيح حتى لا نقول الجيد، الأمر الذي يجعل المتفرج يتساءل كيف لهذا العمل السيئ أن يكون ضمن الأفلام التي تمثل الجزائر في هذا الحدث الدولي؟ مدة الفيلم 74 دقيقة، لكن يكفي أن تشاهد عشر دقائق لتشعر بالممل، بل تشعر بالحسرة على عمل رديء جدا، ففيلم «اللوحة المثقوبة» يفتقد بالكامل لجزئية جمالية واحدة قد تشفع له ليكون ضمن هذه المنافسة، بل لا يشفع له حتى أن يعرض أويلقى الدعم من لدن صندوق دعم السينما التابع لوزارة الثقافة، رغم أن فكرة العمل مبتكرة وتتعلق بحوار الفن مع الدين عبر قناة العلوم والمعرفة، إلا أن السيناريو الذي كتبه جمال عزيزي بدا هشا ويفتقر للبنية الدرامية السليمة، ذلك أن قصة الفيلم تدور حول فنانة تشكيلية بمدينة تبسة تواجه ظلامية العشرية السوداء التي عصفت البلاد.واستعان المخرج بممثلين هواة وربما لم يقفوا أمام الكاميرا ولا مرة واحدة، وكان أداؤهم باهتا وضعيفا باستثناء الممثل الراحل توفيق مميش الذي كان محترفا، وشكل دور الفنانة «ليلى» الأسوأ على الإطلاق، وعزز رداءة الصورة والصوت من كارثية هذا الفيلم، وكأنه حمل كاميرا بدائية التي يشتغل بها المصورونفي الأعراس، وهو الإخفاق الذي وقع فيه مدير التصوير وزكّاه المخرج. الطرح الذي جاء به الفيلم يفتقد إلى العمق ولم يتجاوز خط الخطابية الفجة، وقام الممثلون بمسرحة النص، الأمر الذي جعل أداؤهم يفتقد للمصداقية.جدير بالذكر، أن المشاهد الملتقطة لم تخدم العمل كما جاء صوت الممثلين مبهما وخافتا. على العموم هذا الفيلم غير صالح للمشاهدة أيضا كباقي أفلام جمال عزيزي وعليه أن يتوقف فورا عن العمل في هذا الحقل ولا داعي لمزيد من تبذير المال العام لصالح أعمال لا ترقى لأي مستوى ولا حتى المستوى المدرسي.ومن المهم ذكر أن عددا من الأفلام الجزائرية الجيدة التي أنتجت مؤخرا بمناسبة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 لم تعط لها فرصة المشاركة، ومنه فيلم «لالة زبيدة والناس» وعدد من الأفلام الوثائقية الجيدة.