كشف وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، أمس، عن زيارة قادمة للوزير الأول النيجري، بريجي رافيني، إلى الجزائر رفقة وفد وزاري هام تدخل في إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين. وقال إن الزيارة التي لم يحدد موعدها ستشكل فرصة لتقييم مدى تطبيق القرارات المتفق عليها بين رئيسي البلدين. وسلّم الوزير عبد القادر مساهل، أمس، رسالة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى نظيره النيجيري محمدو ايسوفو، الذي استقبله بالقصر الرئاسي بالعاصمة نيامي، تضمنت سبل تعزيز العلاقات الممتازة بين البلدين والرغبة المشتركة في تعميقها وتوسيع مجالات التعاون الثنائي. وأعرب عبد القادر مساهل، للرئيس النيجري عن تعازيه للشعب النيجري على إثر "الاعتداء الهمجي والإرهابي" الذي نفذته مجموعة إرهابية الأسبوع الماضي، وأودى بحياة 22 جنديا نظاميا في منطقة "تيزالي" إلى الغرب من العاصمة نيامي وكذا محاولة استهداف سجن "كوتوكالي" بهجوم مماثل فجر أول أمس. وجدد الوزير عبد القادر مساهل، التأكيد على مساندة الجزائر للسلطات النيجرية وارتياحه للمكاسب التي حققتها في مجال مكافحة الإرهاب. وأجرى المسؤول الجزائري بمجرد وصوله صباح أمس، إلى العاصمة نيامي محادثات مع الوزير النيجري المكلّف بالشؤون الخارجية والتعاون والاندماج الإفريقي والنيجريين بالخارج، إبراهيم يعقوبو، بحضور الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالاندماج الإفريقي، آلباك زينبو، وسفير الجزائربالنيجر بعلال عزوز. وتم خلال اللقاء التطرق لعديد القضايا التي تهم البلدين والمرتبطة خاصة بتطورات الوضع في المنطقة، وكذا التنسيق السياسي والأمني والتنموي بين البلدين. وأكد الوزير النيجري في ختام الاجتماع على عمق العلاقات النيجريةالجزائرية وخاصة في قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي والتعاون الثنائي. كما التقى بوزير الداخلية والأمن العمومي النيجري، محمد بازوم، الذي أكد أنه تطرق مع مساهل، إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وخاصة ما تعلق منها بالأمن في ظل الوضع الراهن الذي تشهده المنطقة". بالإضافة إلى مسألة الهجرة السرية التي قال بشأنها الوزير النيجري إن تعاون بلاده مع الجزائر أثمر نتائج جد إيجابية" بما يستدعي مواصلة العمل في هذا الاتجاه. وحل الوزير مساهل، أمس، بالعاصمة نيامي في زيارة عمل لدولة النيجر قبل مشاركته اليوم، ممثلا للجزائر في أشغال الاجتماع الوزاري التاسع لدول جوار ليبيا. وأثنى الوزير النيجري على الدور "النشيط" الذي تلعبه الجزائر في دعم الحل السياسي في ليبيا من خلال آلية دول الجوار، مؤكدا على وجود "تعاون سياسي وأمني بين البلدين سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي". وأضاف بأهمية تعزيز التعاون بين دول الجوار من أجل لعب دور إيجابي في حل هذه الأزمة نظرا لتداعياتها على المنطقة، وعلى اعتبار أن "دول الجوار هي الأكثر تأثرا بالوضع في ليبيا، وبالتالي تقع عليها مسؤولية إنجاح مسار الحل السياسي للأزمة الليبية". وأكد المسؤول النيجري في هذا الإطار على أهمية المساعدة في التوصل إلى توافق وطني شامل في ليبيا ودعم الحكومة الشرعية بما يساهم في دعم مسار الحل السياسي في هذا البلد بعيدا عما أسماها ب«الأجندات" الأجنبية. وأكد عبد القادر مساهل، من جهته على الأهمية البالغة التي يكتسيها اجتماع دول جوار ليبيا، وأنه "لا وجود لحل لأزمة هذا البلد سوى عبر الحوار والمصالحة الوطنية دون أي تدخل خارجي". وقال بعد استقباله من طرف الرئيس محمدو إيسوفو، إن اجتماع دول جوار ليبيا بالعاصمة نيامي اجتماع "جد هام" في ظل الوضع الذي تعرفه المنطقة، حيث أشار إلى تطابق وجهات النّظر بين الجزائروالنيجر وبين كل دول المنطقة فيما يتعلق بدعم الحل السياسي في ليبيا وتشجيع الحوار المصالحة الوطنية بين الليبيين بدون أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لهذا البلد الجار. وأضاف أن هذا الاجتماع "سيكون فرصة لتجديد الموقف المشترك لدول الجوار بشأن الأزمة الليبية وتجديد الدعم للمجلس الرئاسي "المنبثق عن الاتفاق السياسي الموقّع بين الأطراف الليبية برعاية أممية. وأكد الوزير مساهل "أننا نلمس إرادة واضحة لدى الليبيين في تحقيق السّلم والأمن والاستقرار وإرادة في التوصل إلى مصالحة وطنية شاملة تمكنهم من تجاوز الأزمة".