ألقت النتائج الايجابية غير المتوقعة التي خرج بها اجتماع منظمة الدول المصدرة للنّفط الاستثنائي المنعقد بالجزائر في 28 سبتمبر الماضي، بظلالها على توقعات البنك الدولي فيما يتعلق بأسعار الخام في 2017، حيث رفعت هيئة "بريتون وودز" سقف توقعاتها بدولارين، مشيرة إلى أن الأسعار سترتفع بنسبة 25 بالمائة خلال السنة المقبلة. وقال تقرير صادر عن البنك العالمي أول أمس، تحصلت "المساء" على نسخة منه، أن السنة المقبلة ستعرف تدعيم أسعار النّفط بفضل اتفاق (أوبك) المبرم في سبتمبر الفارط بالجزائر العاصمة، الذي سقّف الإنتاج ما بين 5ر32 مليون برميل يوميا و33 مليون برميل يوميا. ولفت البنك العالمي في تقريره الفصلي حول أسواق المنتجات القاعدية أن هذا الاتفاق "سيساهم في رفع الأسعار" مع المراهنة على سعر يقدر ب55 دولارا لبرميل الخام مقابل 53 دولارا، وهو السعر الذي توقعه البنك في جويلية الماضي. وأضاف أنه من المقرر أن ترتفع أسعار الطاقة لاسيما النّفط والغاز الطبيعي والفحم بنحو 25 بالمائة خلال الأشهر ال12 المقبلة. فيما احتفظ البنك بنفس توقعات جويلية الماضي، بخصوص أسعار النّفط خلال 2016، والتي تبقى في معدل 43 دولارا للبرميل. وحسب معدي التقرير، فإنه رغم توقع ارتفاع محسوس في الأسعار العام المقبل، إلا أن خبراء البنك آثروا "الحذر" في توقعاتهم بسبب عدم معرفتهم بالآليات والكيفيات التي سيتم من خلالها تطبيق اتفاق (أوبك)، حتى وإن اعتبروا أنه ستكون له انعكاسات عميقة على أسواق النّفط عندما يدخل حيز التنفيذ. وتواصل انتعاش أسعار الخام في تعاملات أمس، حيث أنه لم ينزل عن سقف الخمسين دولارا منذ إعلان عن اتفاق (أوبك) بالجزائر. وتدعمت الأسعار أمس، في مستوى تجاوز 51.4 دولارا لاسيما بعد أن جددت روسيا التزامها بالانضمام إلى تثبيت الإنتاج لكبح تراجع الأسعار المستمر منذ عامين. حيث أبلغ وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الصحفيين أنه ينوي مناقشة التنسيق بشأن أسواق النّفط مع الأمين العام لمنظمة (أوبك) محمد باركيندو، في فيينا يوم 24 أكتوبر الجاري. كما اعتبر أن الاتفاق على تثبيت إنتاج النّفط ضروري لرفع الأسعار، كاشفا أنه سيقدم مقترحات لنظيره السعودي مطلع هذا الأسبوع. للتذكير تعقد منظمة البلدان المصدرة للنّفط اجتماعا في 30 نوفمبر للتوصل إلى موقف مشترك بشأن فرض قيود على إنتاج النّفط. ومن المتوقع أن يسفر ذلك عن تحديد حجم مشاركة كل عضو في تثبيت الإنتاج. كما يلتقي أعضاؤها قبل ذلك بمنتجين خارج المنظمة من أجل إشراكهم في قرار التثبيت. وبدأ الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، منذ أول أمس، جولة خارجية مدتها أربعة أيام تشمل السعودية وإيران وقطر وأذربيجان. وقال في هذا الصدد في بث تلفزيوني قبل مغادرته "إنها جولة لعدة دول.. جولة سريعة ومهمة.. بالغة الأهمية.. لأن الشتاء قادم وكان ذلك في الشتاء عندما انهارت أسعار النّفط قبل عامين". وتبدي فنزويلا المتشددة بشأن الأسعار، تفاؤلا إزاء فرص مشاركة الدول المنتجة من خارج (أوبك) مثل روسيا في جهود المنظمة.