أسعار النفط تقترب من 53 دولارا الأمين العام للأوبك يتوقّع انخفاضا سريعا في المخزون ارتفعت أسعار النفط ، أمس، الأربعاء بعد تسجيل زيادة في واردات خام قياسية إلى الهند ، إضافة إلى محادثات «الأوبك» بشأن تقييد الإنتاج و قد تواصل الارتفاع في الأسعار منذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في اجتماع الجزائر نهاية الشهر الماضي .تعرف أسعار النفط صعودا نوعيا في الفترة الأخيرة ، مدعومة بنجاح اجتماع الجزائر الأخير والذي تقرر خلاله تخفيض انتاج منظمة «الأوبك» إلى مستوى يتراوح بين 32.5 و 33 مليون برميل يوميا وقد صعدت العقود الآجلة لخامي القياس العالميين مزيج برنت وخام غرب تكساس الوسيط أكثر من عشرة بالمئة منذ نهاية سبتمبر بدعم من التوقعات بأن يقدم كبار المنتجين على تثبيت مستويات إنتاج الخام أو خفضها للتخلص من تخمة المعروض في السوق، وتبقى بعض الشكوك حسب ملاحظين حول نوايا بعض المنتجين الكبار مثل المملكة العربية السعودية وإيران ومدى فاعلية أي اتفاق في كبح الإنتاج الذي بلغ مستويات قياسية مرتفعة .وقد صعد خام برنت في العقود الآجلة صبيحة أمس، 33 سنتا أو ما يعادل 0.6 بالمئة إلى 52.74 دولارا للبرميل وزاد خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة 20 سنتا أو ما يعادل 0.4 بالمئة عن سعر آخر تسوية إلى 50.99 دولار للبرميل وقال تجار في آسيا أن أسعار النفط تلقت دعما من واردات الهند القياسية التي زادت 4.4 بالمئة في سبتمبر مقارنة مع الشهر السابق إلى مستوى قياسي بلغ 4.47 مليون برميل يوميا وزادت 17.7 بالمئة على أساس سنوي. من جانبها، أشارت منظمة «أوبك» إلى زيادة إنتاجها النفطي في سبتمبر الماضي إلى أعلى مستوى في ثمانية أعوام على الأقل وأوضحت «أوبك» في تقرير شهري أمس الأربعاء إنها ضخت 33.39 مليون برميل يوميا الشهر الماضي وفقا لبيانات جمعتها المنظمة من مصادر ثانوية أي بزيادة 220 ألف برميل يوميا عن شهر أوت وقالت في تقريرها أن المخزونات قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق رغم أن هذه المستويات المرتفعة انخفضت قليلا في الأسابيع الأخيرة. وتوقع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول محمد باركيندو، أمس، انخفاضا حادا وسريعا في مخزون النفط. وقال باركيندو أن مخزونات النفط ستتراجع بالتزامن مع الخطوات التي سنقدم عليها، وبذلك يمكن إعادة التوازن إلى الأسواق مجدداً، مضيفا أن اتفاق الجزائر الذي وصفه بالتاريخي حول تثبيت سقف الإنتاج أوجب على الدول الأعضاء في المنظمة، التشاور وبحث الموضوعات المتعلقة بالإنتاج و قد انتهى اجتماع كبار منتجي النفط من داخل وخارج منظمة "أوبك" أمس في إسطنبول الى الاتفاق على لقاء آخر في نهاية الشهر الجاري، وسط أجواء إيجابية بإمكانية التوصل الى اتفاق لتثبيت الانتاج العالمي من النفط وذكر وزير الطاقة نورالدين بوطرفة، أمس، أن الاجتماع غير الرسمي بين وزراء الطاقة من بعض دول «أوبك» وخارجها كان إيجابيا جدا وأنه يأمل في مزيد من النتائج الإيجابية في فيينا ومن جهته أفاد وزير الطاقة القطري محمد السادة أمس، أن الاجتماع غير الرسمي بين وزراء الطاقة من بعض دول «أوبك» وروسيا والمكسيك والذي عقد ، أمس ، في اسطنبول أسفر عن نتائج إيجابية وقال أن طيفا واسعا من المنتجين سيحضر اجتماعا رفيع المستوى في فيينا نهاية الشهر الحالي وأوضح الوزير القطري أنه كان هناك تفهم إيجابي للوضع بخصوص الدور المحتمل لأوبك والدور المحتمل للدول غير الأعضاء في المنظمة لتحقيق التوازن بسوق النفط. ومن جانبه، ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إنه لا يرى عقبات أمام اتفاق عالمي لتثبيت إنتاج النفط وقال أن المشكلة الوحيدة اليوم هي التوصل إلى اتفاقات بين السعودية وإيران لكن مواقفهما تقاربت كثيرا .وقال مدير صندوق متخصص في مجال الطاقة إن أسعار النفط الخام قد تصل إلى 60 دولارا للبرميل بنهاية العام وإلى 70 دولارا بحلول صيف 2017 لأن السعودية تريد ارتفاع أسعار النفط وستعمل على ذلك. ويرى متتبعون أن آفاق تنسيق تقييد للإنتاج بين الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» والمنتجين المستقلين مثل روسيا ستدعم أسعار النفط فوق معدل 50 دولارا للبرميل وقد ارتفعت أسعار النفط أكثر من 13 بالمئة في أقل من أسبوعين منذ أن اقترحت أوبك أول خفض للإنتاج وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد أفادت أن أسعار البترول عرفت ارتفاعا ب15 بالمئة لتصل 53 دولارا لبرميل البرنت منذ القرار الذي اتخذته منظمة البلدان المصدرة للنفط خلال اجتماعها الأخير بالجزائر وذكرت أنه في حال الالتزام بهذا القرار ستتمكن السوق النفطية من استعادة توازنها بسرعة.