طالب رئيس غرفة الصناعات التقليدية والحرف بوهران السيد بوخاري فرحات، السلطات المحلية بتمكين الحرفيين من الحصول على محلات مهنية عن طريق البيع بالإيجار أو محلات الرئيس التي لم توزَّع بعد، أو التي رفضها أصحابها ولاتزال مهملة ومعرَّضة للإهمال والتخريب من أجل استغلالها في نشاطهم، حيث اعتبرها من بين المشاكل المهنية التي أصبح يواجهها الحرفيون بالولاية. وذكر المتحدث نقص الإجراءات التحفيزية والترقوية خاصة في المجال المالي والجبائي وعدم ملاءمة جهاز التكوين المهني لأنشطة الصناعة التقليدية، مما أدى، حسبه، إلى نقص في تأهيل الحرفيين وفي نوعية المنتوجات والخدمات، واضطراب في نظام التمويل وحتى التسويق، وهي المشاكل التي أدت، حسبه، إلى هجرة الحرفيين، لاسيما تلك المهددة بالزوال، على غرار حرفة الصياغة وتصليح الأحذية، حيث سجلت غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالولاية منذ بداية السنة الجارية، شطب 405 حرفيين مقابل 751 مسجلا جديدا. وقد اعتبر السيد بوخاري أن إنشاء النوادي الخاصة بمختلف الحرف من بين الحلول التي اهتدت إليها الغرفة بتشجيع من الوزارة الوصية؛ بهدف البحث عن حلول جماعية من قبل الحرفيين لتطوير نشاط هذه الحرف وترقية منتوجاتهم، حيث تم مؤخرا تجسيد هذه الفكرة بإنشاء أول ناد للخبازة يضم 850 حرفيا ينشط على مستوى الولاية، يتم من خلاله اقتناء، بصفة جماعية، الآلات والأجهزة المستعملة في مجال الخبازة، بسعر منخفض من قبل ثلاث شركات تركية مختصة إلى جانب المواد الأولية التي تُستعمل في هذه المهنة. كما أكد أن حرف قطاع البناء من أهم المهن التي يقبل عليها الشباب حاليا، على غرار الترصيص وكهرباء العمارات وكذا الدهان وغيرها، لاسيما مع الإجراءات الجديدة الخاصة ببطاقة الحرفي الناشطة في المجال ضمن دفتر الشرط الخاص بالصفقات، حيث طالب هذه الفئة بالتقدم من مقر الغرفة للتعرف على مختلف عروض الصفقات العمومية التي تستفيد منها البلديات التي تقوم بنشرها للمشاركة في هذه المشاريع التنموية. في ذات السياق، تسعى الغرفة لعقد لقاءات مع المديرية الجهوية للضرائب، قصد طرح مشكل الضرائب المترتبة على الحرفيين، وإمكانية احتساب قيمتها تماشيا مع نشاط كل حرفي والمنطقة التي ينشط بها، كذلك مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء؛ قصد استفادة الحرفيين من دفع اشتراكاتهم السنوية تجاه الصندوق والتي تقدَّر ب 40 ألف دينار سنويا عن طريق رزنامة، إلى جانب تنظيم أيام إعلامية وتحسيسية عبر دوائر الولاية لفائدة الحرفيين، لتحفيزهم على الانخراط بالغرفة والحصول على بطاقة الحرفي للقضاء على الحرفة الموازية، التي أصبحت ترهن استمرار شرعية الحرف التقليدية التي ينشط بها أزيد من 1500 حرفي عبر 336 مدوّنة. من جهته، اعتبر مدير الغرفة السيد نور الدين مهتار تاني تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للصناعات التقليدية والحرف، أن القطاع قد حقق بولاية وهران العديد من المكاسب، منها مركز ودار للصناعات التقليدية المتواجدتان بحي الصباح، اللذان يستقطبان الحرفيين لعرض منتوجهم، إلى جانب استفادة هذه الفئة من العديد من المزايا التي تموّلها مختلف آليات التشغيل. كما فتحت الغرفة باب التكوين لاسيما للشباب، الذين لم يتمكنوا من مزاولة دراستهم، وكذلك النساء اللواتي أصبحن يقبلن بشكل واسع على التكوين في مختلف الحرف التقليدية، على غرار الخياطة وصنع الحلويات على مستوى دار الصناعات التقليدية بحي الصباح التي ينشط بها أزيد من 20 حرفيا، يقومون بتأطير الدورات التكوينية في مختلف التخصصات، على غرار الخزف والجلود والخياطة الايبوكسي أو أرضية ثلاثي الأبعاد وغيرها، فيما استفاد 1300 شاب من شهادة التأهيل خلال السنة الجارية في مختلف الحرف التي تشرف عليها لجنة مختصة تنصَّب كل أسبوعين، مما يسمح للشباب الذين يملكون خبرة في مختلف الحرف، بالحصول على شهادة وبطاقة الحرفي، التي تحولت إلى تأشيرة المرور نحو استحداث مؤسساتهم الخاصة وولوج عالم الشغل. للإشارة، فقد احتضنت أمس غرفة الصناعات التقليدية والحرف المتواجدة بشارع ميرامار بوسط المدينة، معرضا لمختلف منتوجات الصناعات التقليدية، فُتح للجمهور إحياء لليوم الوطني للحرفي، الذي جاء هذه السنة تحت شعار «الحرفي ثروة وإبداع». كما تم بالمناسبة تكريم أقدم وأحسن حرفي وعامل بالغرفة.