أكدت الشاعرة السوادنية هيام الأسد ل»المساء»، على هامش أيام بلقيس للأدب النسوي في طبعته الثالثة بعين توتة في باتنة، أنّ المرأة الشاعرة في السودان لا تزال تخضع لبعض التقاليد، وهو ما يحدّ من حريتها في نقل ما يختلج بدواخلها من مشاعر الحب والعشق، وعليه فإنّ الوقوف أمام الجمهور أو نشر مجموعة شعرية يتطلب معايير محافظة وصارمة تفرض الالتزام بها، بالتالي تبقى الشاعرة السودانية تدور في بوتقة ضيقة وفلك مغلق ترسمه العادات والتقاليد الاجتماعية، تبيح للشاعر ما لا تبيحه للشاعرة. تقول المتحدثة أنه «علينا كمثقفات وشاعرات وأديبات، الكتابة عن أي موضوع لكن بمفردات مدروسة لا تكشف النقاب عن بعض قضايا المجتمع السوداني كالحب والطلاق، لأن الأنثى في السودان لها حدود في كل شيء حتى ولو تعلق الأمر بالشعر والرواية». رغم هذه العراقيل وتبعية العادات، تبقى الشاعرة هيام تتحدث عن طموحاتها لبلوغ مستوى عال في ترويج نصوصها الشعرية، التي تغلب عليها جمالية الصورة الشعرية والمفردات التي تقحم المتلقي في المشهد الثقافي السوداني، المتمتع بأنفاس إبداعية متميزة أمثال الشاعرات روضة الحاج وابتهال محمد مصطفى. أشارت المتحدثة إلى أن انطلاقتها كانت في المرحلة الابتدائية، حيث كانت والدتها معلمة اللغة العربية، حينها حفظت عنها القصائد واطلعت على كتب الأدب وغيرها، وسرعان ما أدركت هيام أن للشعر سحره وموسيقاه التي تطرب الأذن المولعة بالكلم، وتروي ذكريات أوّل حضور لها حينما قدمت قصيدة للشاعر الطيب المتنبي في الطور المتوسط، وفي هذه الفترة اعتمدت الشاعرة على قراءة الكثير من القصائد لشعراء العصر الجاهلي وأخذت من الشعر المعاصر، مؤكّدة أنّها استخلصت من كل هذا التراث أن الشعر لغة الحياة. بدايتها تقول هيام كانت غير ناضجة وخجولة، لأنّ أغلب قصائدها كانت تدور مواضيعها حول الطفولة وعلاقتها بأصدقائها، تلتها فترة النضج في الجامعة، حيث كانت الشاعرة تكتب قصائد عديدة، لكن كانت تخاف من ردود الجمهور وعدم تقبلهم لشعرها الذي جسد حتى على ركح المسرح، إلى أن آن الأوان للخروج من هواجس الفشل والمشاركة في الملتقيات الدولية والوطنية، حيث كللت نجاحات الشاعرة بحصولها على بعض الجوائز، آخرها الجائزة الثانية للشعر في مدينة باتنة، وهو ما شجّعها على إخراج عدة مجموعات شعرية إلى النور، منها ديوان «كنت الوقت» وهو في الشعر الفصيح. وتنتظر هيام أن تجد المرأة السودانية الحرية في كتابتها وأن يقبلها الآخر ويشاركها في توجهاتها وآرائها، من أجل تجسيد الشعر الأنثوي وإعطائه حضوره المناسب. ولم تغفل الشاعرة السودانية هيام الأسد في حديثها المقتضب عن الحديث عن تألق المرأة الشاعرة والروائية في الجزائر، حيث قالت بأنها معجبة بالروائية أحلام مستغانمي لأن كتابتها جريئة جدا، وتنقل واقعا مريرا للمرأة العربية في المجتمعات الضيقة.