شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف، على أهمية رقمنة تسيير الأنشطة الصحية من أجل مواكبة التطلعات الإستراتيجية المسطرة لتأهيل وتقويم القطاع وتحقيق النقلة النوعية المنشودة على مستوى الأداء والتكفل بالمريض. وقال الوزير خلال إشرافه أول أمس، على لقاء تقييمي جهوي لولايات شرق وجنوب شرق البلاد (16 ولاية) احتضنه مقر ولاية عنابة، أن تجسيد سياسة الصحة وتأهيل الأداء على مختلف مستويات القطاع يتطلب التأقلم مع أنظمة التسيير العصرية، في نفس الوقت الذي لفت فيه إلى أن التصور المندمج لترقية منظومة الصحة يتطلب إدراج التكنولوجيات الحديثة في الأداء اليومي لقطاع الصحة. وأعطى في هذا السياق تعليمة للمدير العام بالوزارة لإدراج تقنية رقمنة مراكز السرطان في الجزائر العاصمة قبل نهاية السنة الجارية، لتعمّم بعدها على مستوى التراب الوطني. ليؤكد في نفس الإطار على ضرورة تحسين الخارطة الصحية في الجزائر من خلال معالجة مشكل وفرة المواد الصيدلانية وفق معادلة عملية توزيع الأدوية بين ولايات الشمال والجنوب. وقال إنه تم إعادة بعث الإنتاج الوطني للأدوية الذي يفوق حاليا 58 بالمائة من قيمة السوق الوطنية ويتوقع أن يبلغ 70 بالمائة نهاية 2017. ورغم أن الوزير ذكّر بتدني الخدمات الصحية في بعض المراكز الاستشفائية بسبب تعطل الأجهزة الطبية فإنه أشار إلى أنه تم معالجة مشكل العلاج بالأشعة برفع عدد المسرعات إلى 22 جهازا بعد أن كان عددها لا يتجاوز سبع مسرعات عام 2013، وينتظر استلام 18 مسرعا آخر تدريجيا. وفيما يتعلق بملف إنشاء آليات مناسبة لتحسين الاستقبال وأنسنة المؤسسات الصحية إلى جانب إعادة تنظيم الاستعجالات وتزويدها بالموارد الكافية، أكد الوزير على ضرورة تحسين مستوى استقبال المرضى في المستشفيات لتفادي الفوضى والمشاكل الأخرى. وهو ما قاده إلى مطالبة مسؤولي الصحة بتوخي الحذر في تعاملاتهم اليومية مع المريض دون استغلال المناصب والتعامل بسياسة البيروقراطية، في نفس الوقت الذي جدد فيه التأكيد على استمرار مجانية العلاج وضمان الراحة للمريض في كل المصحات والعيادات. وفي هذا السياق أكد الوزير على ضرورة التجسيد الميداني لمبادئ الاستشفاء والتطبيب المنزلي وإلى إخراج بعض الفحوصات المتخصصة إلى العيادات متعددة الخدمات مما يمكّن التخفيف من مسار المريض وترقية نوعية استقباله بالإضافة إلى ترشيد استغلال الموارد البشرية ومهنيي القطاع بصفة عقلانية ورشيدة عبر مختلف مؤسسات الصحة. كما فتح وزير الصحة النار على نشاط بعض العيادات الخاصة التي تستغل الوضع الصحي للبزنسة والتجارة من أجل الربح السريع على حساب المواطن، حيث قال إنه بصدد وضع حد لمثل هذه الممارسات. وفي الأخير أعلن وزير الصحة عن تخصيص 9 ملايين دينار جزائري للتكفل بالطب المدرسي والقضاء على الأمراض المعدية في الوسط المدرسي.